وحيد عبد المجيد: جبهة الإنقاذ لا علاقة لها بالانتخابات.. وعصر الزعيم الملهم انتهي! تغيرات كثيرة طرأت علي الشعب المصري عقب ثورة 25 يناير التي أطاحت بمبارك من السلطة، أهمها قدرته علي التغيير مهما توقع من حوله العكس، ولعل قيامه بثورة ثانية بعد تولي محمد مرسي الحكم بعام واحد واستعادة مقعد الرئيس من جديد برهنت علي أن هذا الشعب قادر دوما علي التمسك بحلمه في حياة كريمة تضمن له الحرية والعدالة والخبز. واكب ثورة يناير انفلات أمني أضافت له ثورة يونيو انهيارا اقتصاديا وأزمات في شتي مناحي الحياة، الأمر الذي يحتاج من الرئيس القادم أن يكون علي قدر المسئولية الثقيلة حتي لا يرغم الشعب من جديد علي ثورة ثالثة لم يعد في إمكان الدولة أن تدفع ضريبتها. أحمد عاطف: واثقون من أن حمدين الأقدر علي الحكم! ظهور الفريق السيسي كبطل شعبي وقف بجانب الجماهير، وسارع في تخليصهم من الإخوان جعله محط الأنظار ليكون الرئيس القادم، بينما تصريحات وزير الدفاع بعدم طموحه في شغل المنصب، ورغبته في خدمة وطنه من خلال منصبه كانت من المفترض أن تنهي المسألة. ويتفق معه في الرأي عقلاء يثمنون الدور الكبير للسيسي في ثورة 30 يونيو، ودعمه الكبير للشعب في الميادين، وسرعته في التحرك وإنقاذ البلاد من حرب أهلية كانت علي وشك القيام لو فقط تأخر الجيش قليلا عن مهمته الوطنية في مساندة طموح شعب خرج بعشرات الملايين إلي الشوارع والميادين لينهي حكم الإخوان ويزيح محمد مرسي ومكتب الإرشاد من العبث بمقدرات الوطن. لكن الإعلام الداعم للسلطة لم يحترم رغبة الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وراح يؤكد ترشحه للرئاسة بأغلظ الإيمان في الوقت الذي يظهر فيه المتحدث العسكري في كل مرة لينفي الأمر.. وعلت أصوات تزعم بأنه لا بديل عن السيسي، وكأن مصر الكبيرة بأبنائها لا يوجد فيها من يدير دفة البلاد إلي الأمام إلا شخص واحد.. أو كأن ثورتين كبيرتين غير مقنعتين بأن الشعب هو الملهم الحقيقي والزعيم الأوحد. وحدها الأيام القادمة التي بإمكانها أن تكشف عن الكثير من الأحداث المهمة وقد تصل الدراما إلي ذروتها إذا لم يغير السيسي رغبته واستمر في منصبه، وقد تتغير الوجوه القديمة أو يضاف إليها وجوه جديدة لتحريك الوضع السياسي المتجمد، وقد يفاجئ الإسلاميون الجميع بالدفع بمرشح لهم. يختبئ الطامحون في المقعد انتظارا للقرار النهائي لوزير الدفاع ليحسم مسألة ترشحه، وغاب الإسلاميون عن المشهد، وقفز حمدين صباحي مبكرا إلي الصورة ليعلن عن ترشحه دون الرجوع لحلفائه في جبهة الإنقاذ. يعلق الدكتور وحيد عبد المجيد العضو البارز بجبهة الإنقاذ علي قرار حمدين قائلا: إن الجبهة لا علاقة لها بالانتخابات! وحول دعم الكثيرين للفريق السيسي بالترشح وظهور كثير من الأصوات التي لا تري في مصر من يصلح للرئاسة إلا وزير الدفاع الحالي قال عبد المجيد: إن مصر مليئة بأبنائها، ولم تعقم، ولا يمكن أن تقف عند شخص واحد مهما كان اسمه، ومن يقل غير ذلك فهو لا يعرف قدر مصر ومكانتها ولا يستحق الانتماء إليها، ويعتبرون أبناءها نكرات. وحول دعم الجبهة لمرشح ما أشار عبد المجيد إلي أهمية أن يتقدم المرشحون أولا ببرامجهم، وأكد أن مصر لا تحتاج إلي زعماء ملهمين لم يعد لهم مكان الآن، وأشار إلي أن الرؤساء الناجحين في كل دول العالم هم عبارة عن مديرين لفرق عمل يتمتع أعضاؤها بالخبرة والكفاءة والمعرفة ذلك لأن مشاكل هذا العصر أكثر تعقيدا ولا يمكن حلها بالإلهام أو عن طريق زعيم يقول للشيء كن فيكون. ويؤكد أحمد عاطف المتحدث الإعلامي باسم التيار الشعبي أن حمدين صباحي حسم أمر ترشحه للرئاسة بالفعل، وأطلق مبادرة للتوافق بين القوي السياسية المنتمية لخط الثورة، علي اسم مرشح رئاسي واحد يخوض الانتخابات المقبلة، يكون معه فريق عمل معاون من الكفاءات والشباب، وبرنامج محدد يضمن تحقيق أهداف الثورة. ويلفت عاطف إلي أن موقف حمدين في هذا الشأن قاطع بأنه يعرض نفسه علي القوي الوطنية، لتفاضل بينه وبين من يرغبون في الترشح وفق نفس المعايير، وإذا استقرت القوي الوطنية علي اسمه سيخوض الانتخابات مدعوما بذلك التوافق، وإذا استقرت علي أي اسم آخر، وجري التوافق عليه، سيكون حمدين صباحي والتيار الشعبي في مقدمة الداعمين له، لأنه سيكون مرشح التوافق الوطني. ويضيف: حتي الآن لم يعلن الفريق أول عبدالفتاح السيسي ترشحه، وما يشهده الإعلام من تخبط في هذا الأمر وصل إلي درجة بالغة من العبث، ومعظم من يطالبون بترشحه من السياسيين، يغمضون أعينهم عن الموقف الثابت حتي الآن للفريق من الترشح للرئاسة ، وهو عدم رغبته في السلطة، وهؤلاء يعبرون فقط عن أمنياتهم الخاصة في ترشحه. أسأله ماذا لو أعلن الفريق أول عبد الفتاح السيسي عن ترشحه بالفعل للرئاسة؟ ويجيب عاطف: في حال إعلان السيسي ترشحه، سيكون هناك بالطبع متغيرات كثيرة ستطرأ علي المشهد السياسي، وستتضح خريطة المرشحين بشكل فعلي، وساعتها سيكون لكل حدث حديث. ويعترف المتحدث الإعلامي باسم التيار الشعبي بأن كل ما يُثار عن دعم جبهة الإنقاذ لمرشح معين، سواء كان حمدين صباحي أو الفريق السيسي، أو عمرو موسي، أو حتي سامح عاشور، غير صحيح، لأن الجبهة وحسب تصريحات كثير من قياداتها لم تجتمع لمناقشة انتخابات الرئاسة أصلا، ولم تحدد اسم المرشح الذي سيحظي بدعمها حتي الآن، وكل ما يتبناه أعضاء بالجبهة من دعم لاسم شخص ما في انتخابات الرئاسة، هو اجتهاد شخصي لصاحبه، ليس أكثر، ولا يعبر عن رأي الجبهة مطلقا. ويستطرد: نحن في التيار الشعبي، واثقون في أن حمدين صباحي، الأجدر والأقدر علي حكم مصر، وصاحب رؤية للمستقبل، وبرنامج انتخابي واضح يضمن تحقيق أهداف الثورة، وينحاز للفقراء، والمهمشين في هذا الوطن، ويدرك أهمية مصر واستقلال قرارها الوطني، بخلاف التاريخ النضالي الطويل لصباحي، انتصارا لقضايا الفلاحين والفقراء، والدفاع عن عروبة مصر وكرامتها، ونثق في أن شعبنا الحر الذي أبهر العالم بثورته وحيويته، لديه من القدرة والحكمة ما يجعله يختار رئيسا يليق به وبثورته وبمصر. ويري عربي كمال العضو المؤسس بحزب الدستور أن الوضع السياسي في مصر مرتبك وفكرة أن يقدم حزب مرشح للرئاسة في ظل المعطيات الحالية هو من باب ضجيج بلا طحين إلا إذا قامت الأحزاب المدنية بالاتفاق علي تقديم مرشح واحد للرئاسة يقومون بدعمه. ويصف الأحزاب في مصر بال" مكلمة " ويقول: ليس لها دور حقيقي في الشارع حتي بعد الثورة.