إن وثيقة دستور 2013 هي نص لابد أن يفخر به كل مصري أخذت بأحدث ما عرفته الإنسانية من مواثيق ونصوص في مجال الحريات وحقوق الإنسان والفصل والتوازن بين السلطات.. إن هذه الوثيقة وكما وصفها المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت في خطابه هي حصيلة جهد مخلص لكوكبة من أبناء مصر مثلوا كل فئات الشعب بأقصي قدر ممكن من العدالة والأمانة والتي شاركهم فيها الملايين من أبناء الشعب المصري الذين تفاعلوا مع أعمال ومناقشات اللجنة عبر الإعلام ووسائل التعبير عن الرأي المختلفة وهي المشاركة المجتمعية التي وجدت دائما صدي واحتراما من الجميع كما أن وثيقة الدستور هي أيضا خلاصة علم نخبة من أرفع قامات القانون وخبرائه الذين تفخر بهم مصر وتباهي بعلمهم الأمم. ياشعب مصر العظيم إن مصر تناديكم وعليكم تلبية نداء الوطن من خلال المشاركة الفعالة والإيجابية في الاستفتاء علي هذا الدستور العصري يومي 14 و15يناير 2014.. لقد آن الأوان لكي يقول الشعب كلمته ويجعل من يوم الاستفتاء عرسا للتعبير عن إرادته الحرة لأنه كما قال الرئيس عدلي منصور فإن القول الفصل وصاحب الكلمة الأولي والأخيرة هو شعب مصر منبع السلطات وأصل الشرعية.. إن مصر بمشروع هذا الدستور تؤكد أنها تسير علي الطريق السليم ومن خلاله نبدأ في إرساء دعائم أولي لبنات مصر المستقبل وتحقيق التنمية الشاملة في كل ربوع بلادنا المحروسة بإذن الله. لقد قال شعب مصر العظيم كلمته مدوية يوم 30 من يونيو 2012 وأثبت مدي حبه لبلاده وإخلاصه لها وإنني علي يقين بأن أبناء هذا الشعب لن يخذلوا مصرنا الحبيبة وسوف يبهرون العالم من جديد بكلمة »نعم« القوية لدستور مصر الذي تنطلق البلاد من خلاله نحو آفاق المستقبل الواعد وتأسيس دولة القانون التي ترعي حقوق ومصالح الشعب وتلبي احتياجاته.. وجميعنا لدينا أمل في أن ينضم كل أبناء مصر للحاق بالركب الوطني.. وليعلم الجميع أن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية علي أن يكون هذا الخلاف في إطار حضاري وسلمي وأقول لهؤلاء الذين يصرون علي اللجوء للعنف والكراهية: لن تنالوا من مصر أبدا فهي ماضية في طريقها الذي رسمه لها أبناؤها الكرام الذين يلبون نداءها ويعملون علي صون كرامتها وحمايتها من كل أذي ويرفعون رايتها خفاقة عالية.