دعا الرئيس عدلي منصور الشعب للإستفتاء علي الدستور الجديد في14 و15 يناير المقبل مؤكدا أن وثيقة الدستور المقبلة لانفاذ لها إلا بأصوات الشعب المؤيدة لأنه مصدرالسلطات ومن سيجعلها ترسي أسس دولة المستقبل. وتنشئ البناء التشريعي الذي سيبلور الحقوق والحريات. وخاطب الرئيس دول العالم قائلا ان مصر بمشروع الدستور.. تؤكد أنها تسير علي الطريق السليم في تطبيق خارطة المستقبل.. التي توافقت عليها إرادة ملايين المصريين في أعقاب ثورة الثلاثين من يونيو. وخاطب الرئيس الشعب قائلا: حان دوركم.. لكي تبهروا العالم مرة أخري.. ولكي تجعلوا من الخروج للإستفتاء.. يوم تعبير عن إرادتكم الحرة.. يوم عزة لشعب جدير بالديمقراطية وباحترام الدنيا كلها و دعا الرئيس الشعب بأن يثبتوا للوطن أنهم حماته قائلا: لا تجعلوه يفتقدكم حيث يريدكم.. فالوطن يريدكم أن تتموا وعدكم لأنفسكم.. بدستور تستحقونه.. فكونوا علي قدر ثقته. ووجه الرئيس رسالة للذين كانت لهم آراء ومواقف مختلفة خلال الفترة الماضية.. إنني أدعوهم للتحلي بالشجاعة.. والتخلي عن العناد والمكابرة.. التي نعلم جميعا كم هي كلفتها علي أمن الوطن ومصالح الناس أدعوهم للحاق بالركب الوطني.. والتوقف عن السعي وراء سراب وأوهام ولنجعل هذا الدستور بمثابة كلمة سواء تجمع ولا تفرق تؤلف قلوب الجميع.. فالبغضاء لاتبني.. والكراهية أداة هدم للأواصر الانسانية بين أبناء الوطن وأما الاختلاف فهو مشروع.. مادام تم في إطار سلمي يراعي صالح الوطن. وأكد الرئيس أنه قد مواجهة دعاة الدمار والتخريب بالبناء والعمل الجاد.. والتصدي لمن يؤمنون بالإرهاب وسيلة.. بالمزيد من الإصرار علي الحياة مؤكدا ان أمامنا تحديات ضخمة.. نحن قادرون علي التغلب عليها وأن أوضاعنا الاقتصادية صعبة.. إلا أن لدينا كل مقومات النجاح. وأوضح الرئيس في كلمته بمناسبة دعوته للشعب للاستفتاء علي الدستور, أن وثيقة الدستور حصيلة جهد مخلص لكوكبة من أبناء مصر مثلوا كل فئات الشعب بأقصي قدر ممكن من العدالة والأمانة. شاركهم فيها آلاف بل ملايين من أبناء الشعب الذين تفاعلوا مع أعمال ومناقشات اللجنة من خلال الإعلام ووسائل التعبير عن الرأي المختلفة.. وهي المشاركة المجتمعية التي وجدت دائما صدي واحتراما من حضراتكم. واوضح أن وثيقة الدستور خلاصة علم نخبة من أرفع قامات القانون وخبرائه الذين تفخر بهم مصر.. وتباهي بعلمهم الأمم. وشكر الرئيس عمرو موسي الذي قاد مسيرة لجنة الخمسين بكل حكمة واقتدار ونجح في تقريب وجهات النظر وصولا لهذا الإنجاز الهام.. الذي سيمثل أولي استحقاقات خارطة المستقبل. واضاف الرئيس: تباينت رؤي قوي المجتمع بشأن بعض القضايا.. وهو ما قد يظن البعض أن فيه إضعافا لقضية الوطن.. ولكني أقول لكم أن ثراء هذا الوطن في تنوع أفكار أبنائه.. وقوته تأتي من هذا الثراء إذا أحسن إدارته. اضاف الرئيس أن اعضاء لجنة الخمسين اختلفوا أحيانا من أجل الوطن.. ولكنهم لم نختلفوا عليه وندرك جميعا أن الدستور لا يصل إلي درجة الكمال.. فالكمال لله وحده.. وذلك شأن أعمال العباد.. إلا أنه حقق انجازا وطنيا تاريخيا هاما, بحصوله علي توافقكم في الرأي عليه. وقال الرئيس: لقد أنجز الشعب ثورتين مجيدتين في ثلاث سنوات.. وكانت نفسه تواقة لكي يري تجسيدا أمينا لأهداف ثورتيه.. من خلال دستور عصري.. ومؤسسات حكم وطنية رشيدة تعبر عن إرادته. واكد ان أمامناتحديات ضخمة.. نحن قادرون علي التغلب عليها.. أوضاعنا الاقتصادية صعبة.. إلا أن لدينا كل مقومات النجاح. وقال الرئيس إن تلك اللحظة الاستثنائية.. هي لحظة المكاشفة والمواجهة والتكاتف والمسئولية. وإن إقتصادنا راسخ في أسسه.. وواعد بقدراته.. ولكن بغير انتظام في مسئولية العمل الجاد المنتج.. نكون قد قصرنا في حقه. وقال الرئيس انه بغير قبولنا تحديات الواقع من محدودية الموارد الحالية.. وبغير مكاشفة لأنفسنا لمحدودية بعض القدرات والكفاءات.. سنضيف إلي تحديات ماض فرضت علينا, تحديات من عند أنفسنا.. لنصبح غير قادرين علي تخطي أزمات الحاضر.. بسوء ترتيب أولوياتنا.. وعدم الصدق مع أنفسنا. وطالب ببدء إعادة بناء هذه الدولة العريقة.. التي بدأت في استعادة هيبتها.. والتي لديها من الثروات والخيرات.. ما يحقق تقدمها في مستقبل قريب.. ويعوض شعبها عما قدمه من تضحيات كثيرة. وأوضح الرئيس: بعد أن أضعنا وقتا طويلا مر بطيئا, ثقيلا, قاسيا علي العديد من بسطاء وفقراء مصر.. آن الأوان لاستكمال ثورتنا, وإعادة بناء هذا الوطن تحقيقا للتطلعات والطموحات الشعبية.. لنجني الثمار الاقتصادية لما حققناه من نجاح ونضج سياسي. وقال الرئيس: كما كان تكاتفنا شعبا ومؤسسات. في كسر شوكة ماض لم يقدر قيمة هذا الوطن وفرط في مقدراته بسوء نية.. أو بسوء تقدير فإنه أصبح لزاما علينا أن نتكاتف من أجل بناء دولة حديثة.. تصون للشعب حقوقه.. وترعي مصالحه.. وهو ما لن يتأتي إلا من خلال العمل والمثابرة والإيثار.. وتحمل المسئولية الوطنية.. وفي ذلك جوهر الثورة وحقيقتها. واضاف الرئيس في كلمته: صبرنا وقاسينا وثرنا من أجل مستقبل نحيا فيه كلنا أحرارا في كنف دولة ترعي حقوق ومصالح مواطنيها.. ولن نتنازل عن حريتنا.. اعتقادا وتعبيرا وإبداعا. وقال الرئيس: ما ثرنا من أجله كان حريتنا المسئولة.. التي تبني ولا تخرب.. والتي تجمع ولا تفرق ولنعلم جميعا أن مصر وطن لا يتحمل فرقة.. ومستقبله لا يقبل الانقسام.. هذا هو قدره قبل أن يكون اختياره. وقال الرئيس: علينا أن نتذكر دائما أن مشروع دستورنا هو حصاد لدماء الشهداء الذين بذلوا أرواحهم علي درب النضال.. من أجل الحرية للوطن وللشعب.. في ثورات متتابعة, منذ وقفة أحمد عرابي الشجاعة في وجه الاستبداد والطغيان.. ثم ثورة1919 التي وحدت مطلب استقلال الوطن بمطلب الحرية والديمقراطية ثم ثورة23 يوليو عام1952.. ثورة التحرر الوطني.. والنهضة الشاملة.. والعدالةالاجتماعية.. وصولا إلي ثورتي25 يناير و30 يونيو.. اللتين جسدتا إصرار الشعب علي بناء دولة تستأصل الفساد وتغلق أبواب الاستبداد.. وترسخ حقوق الإنسان.. تبني دولة عصرية عزيزة قادرة.. تعلي من قيم الوطن والمواطنة. وأوضح الرئيس أنه لايمكن أن ننسي شهداء تحرير الأرض والإرادة في حروب مصر المتتالية.. وهم نفس الرجال الذين يضحون بحياتهم كل يوم جيشا وشرطة في سيناء وفي كل أنحاء مصر.. لحماية أمن الوطن, وكرامة المواطنين في مواجهة إرهاب بغيض.. يستهدف حياة البشر واستقرار البلاد.. ويهدد الحرث والنسل. وقال الرئيس إن وثيقة الدستور نص يفخر به كل مصري.. ونقطة بدء صحيحة لبناء مؤسسات الدولة الديمقراطية الحديثة التي نتطلع إليها جميعا موضحا أن الشعب بعد كل التضحيات التي قدمها.. قد سئم من طول انتظاره لإنجاز عمل يضع حدا لهذه الدائرة المفرغة. وقال منصور اننا نقدم لشعبنا هذه الخطوة الكبري علي طريق تحقيق أهدافه.. لكن أقول لهذا الشعب العظيم.. مقتبسا ما قاله الصحابي العبقري عمر بن الخطاب لقاضيه واعلم أنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له مؤكداإن هذه الوثيقة المهمة التي كانت نتاج عمل لجنة الخمسين.. لا نفاذ لها إلا بأصواتكم المؤيدة.. فأنتم مصدر السلطات.. وأنتم من سيجعلها ترسي أسس دولة المستقبل.. وتنشئ البناء التشريعي الذي سيبلور الحقوق والحريات التي تضمنتها هذه الوثيقة علي أرض الواقع.. حقوق وحريات ثورتي25 يناير و30 يونيو. وطالب منصور بإرساء دعائم أولي لبنات بناء مصر المستقبل.. مصر التنمية الحقيقية.. التنمية الشاملة لكل ربوع هذا الوطن.. دون تهميش أو إجحاف لحقوق مستحقة.. حرم منها كثير من أبناء هذا الوطن. ووجه الرئيس رسالة للعالم من حولنا قائلا: بعد أن أدركتم حقيقة ما جري في مصر منذ30 يونيو2012 وحتي الآن.. وبعد أن راجعتم أنفسكم في مواقفكم من مصر الثورة وإرادة الشعب المصري.. من خلال ما نلمسه من تحول في المواقف.. وجهود للعودةبالعلاقات إلي طبيعتها, أن مصر بمشروع هذا الدستور.. تؤكد أنها تسير علي الطريق السليم في تطبيق خارطة المستقبل.. التي توافقت عليها إرادة ملايين المصريين في أعقاب ثورة الثلاثين من يونيو.. وهي خطوة ستتلوها خطوات واستحقاقات أخري نحو نظام ديمقراطي حقيقي. وأكد الرئيس انه علي ثقة في أن الشعب المصري صاحب الحضارة الإنسانية العريقة سيؤكد لكم مرة أخري وعلي نحو لا يمكن لكم أن تخطئوه.. أن مصر ستظل دوما فجر ضمير الإنسانية وأمله. وأكد الرئيس: لقد قال الشعب كلمة مدوية في30 يونيو.. وأقول لكم لا عودة للوراء.. فخارطة مستقبل هذا الوطن الأبي ومصر المستقبل.. المستقلة القرار ماضية في استحقاقاتها.. من خلال دولة حريصة علي إنفاذ القانون.. واستعادة هيبتها وتلبية احتياجات شعبها.. الذي ضحي كثيرا من أجلها.. وآن الأوان لأن تتحقق له طموحاته وتطلعاته.