لكل الذين يريدون السوء لمصر حتي ولو بحسن نية؟! انظروا لما يحدث حولكم ولا تذهبوا بعيدا.. فقط نظرة واحدة ولكن متفهمة لما يحدث في ليبيا المجاورة بعد نهاية ثورتها ورحيل القذافي بمساعدة حلف شمال الأطلنطي »الناتو«.. انظروا كيف تحولت ليبيا أغني دول الشمال الأفريقي.. لدولة ميليشيات يتحكم في مصيرها العصابات والجماعات التكفيرية والفوضوية المسلحة.. ويحلم البعض فيها بعودة نظام القذافي بكل مساوئه.. تخلصاً من الوضع الحالي الذي لا يسر عدوا ولا حبيبا؟! وفوق أرض ليبيا الآن.. تجد الميليشيات المسلحة بكل شكل ولون.. مابين فلول للنظام السابق الذي تم إسقاطه.. ومتطرفة فوضوية لا هوية لها.. ومجموعات لا حصر لها من الجماعات المتطرفة والتكفيرية.. التي ينضوي بعضها تحت فكر تنظيم القاعدة.. والبعض الآخر الذي يكفر »القاعدة« ذاتها. ويدعو لدولة إسلامية خالصة قد تمتد من العراق الإسلامية شرقا والمغرب العربي غربا.. وامتدادا للصحراء الكبري جنوب الشمال الأفريقي. والميليشيات.. كل شيء مباح لها.. بداية من خطف السفير الأمريكي السابق في بنغازي والتنكيل به قبل مقتله.. ومرورا بالرقابة والسطو علي الأسواق والمصالح الحكومية وقوت عباد الله! وانتهاء بمحاصرة الوزارات.. بل وخطف بعض الوزراء ثم إعادتهم.. ورئيس الوزراء ذاته!! وهي.. مسلحة تسليحا خفيفا.. وبعضها مسلح بالأسلحة الثقيلة التي حصلت عليها من غنائم الحرب ضد القذافي.. ومن ترسانته العسكرية التي كانت توصف بالأضخم في أفريقيا كلها.. والسلاح هنا موزع مابين البنادق الآلية الخفيفة والكلاشينكوف والرشاشات المتعددة.. والجرينوف.. والآر بي جي المضاد للدروع والدبابات.. وصواريخ سام بأنواعها المضادة للطائرات.. والصواريخ العابرة للمدن.. إضافة لبعض العربات المصفحة والمجنزرات.. والصواريخ من نوعية: سكود أو جراد المتطورة للغاية. وهي.. تفرض شروطها وقوانينها علي الجزء الذي تسيطر عليه منذ سقوط نظام القذافي عام 2011.. وبعضها يقول لك أنه تابع لجهاز أو وزارة للدولة مثل: الدفاع أو الداخلية.. ورغم ذلك تنفي الدولة وجود ميليشيات تابعة لها.. وتؤكد دائما أنه قد تم حلها.. وأن أي شخص مسلح بالشارع.. هو غير شرعي وخارج علي القانون. ورغم ذلك.. تتحدي هذه الميليشيات الدولة ليل نهار.. وتجوب الشوارع وتطبق قوانينها في معظم الأحيان والتي تصل لعقوبات مثل: الرجم والجلد.. والإعدام شنقا في ميدان عام.. حسب قوانين بعض الجماعات التكفيرية. والتقديرات الأمريكية تقول إن عدد هذه الميليشيات يفوق ال 300 وبعضها يتبع أشخاصا أو جماعات أو منظمات معروفة مثل: الإخوان المسلمين الليبيين.. وبعضها يسمي باسم منطقته أو مدينته مثل ميليشيات: الزنتان وطرابلس وبنغازي وبرقة وفزان وغيرها. وأشهر هذه الميليشيات هي: كتيبة 17 فبراير نسبة إلي ثورة 17 فبراير 2011 التي أطاحت بنظام القذافي. وكتيبة سرايا »راف الله السحاتي« وكتيبة قوات درع ليبيا.. وأشهرها علي الإطلاق: كتيبة أنصار الشريعة التكفيرية المرتبطة بشكل أو بآخر بتنظيم القاعدة. وفي 21 سبتمبر منذ عامين.. قامت كتيبة أنصار الشريعة وغيرها بهجوم مسلح علي القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي شرق ليبيا، وأدي ذلك لمقتل 4 من الأمريكيين كان من بينهم: »كريستوفر ستيفنز«.. السفير الأمريكي بليبيا.. وأدي الحادث لثورة عارمة بين أهالي المدينة وفي ليبيا كلها.. طالبت بإخراج هذه الميليشيات من المدن الرئيسية وحلها فورا. خاصة أن بعضها كان يطلق النيران علي المتظاهرين ضد تواجده.. بطريقة عشوائية.. أدت لمقتل العشرات الأبرياء. والخوف.. ليس من هذه الميليشيات فقط.. وخروجها شبه اليومي علي القانون.. ولكن أيضا من خطورة انتشار الفوضي والجريمة العادية بصورة مبالغ فيها جدا في كافة المدن الليبية.. وهو ما دعا الناس في مدينة مثل بنغازي أن يدعوا للعصيان المدني منذ أيام قليلة احتجاجا علي عنف الميليشيات. وتم إغلاق عدة مدارس ومحلات بالمدينة بعد أحداث عنف بين أنصار الشريعة وقوات من الجيش النظامي.. أدت لسقوط العديد من القتلي بلغ عددهم أكثر من 7 قتلي.. وعشرات الجرحي. وانضم للعصيان.. المدارس والجامعات والبنوك والمستشفيات و.. حتي محطات الوقود في بعض المناطق. والخطير أن الأمر مرشح للتصاعد في مدن ليبية أخري.. وعلي رأسها طرابلس العاصمة.. والنتيجة غير معروفة حتي الآن.. ولكنها أدت علي الأقل إلي سقوط هيبة الدولة الليبية علي أراضيها.. وشعور الشعب بعدم الأمان.. وهو سيناريو مرشح للتكرار في بلدان أخري مثل: مصر.. إلا إذا!