قتل أربعة أشخاص على الأقل في مدينة بنغازي الليبية بعد أن تمكنت قوات الأمن ومحتجون من السيطرة على العديد من القواعد التابعة لميليشات إسلامية مسلحة. وجاءت أعمال العنف بعد يوم من احتجاجات حاشدة فيها آلاف الليبيين للمطالبة بإنهاء وجود الجماعات المسلحة. وتشمل هذه القواعد مقر ميليشيا أنصار الشريعة التي اتهمها البعض بالتورط في الهجوم على القنصلية الأمريكية في المدينة وقتل فيه السفير الأمريكي لدى ليبيا جون ستيفنز. وسقط القتلى الأربعة خلال مواجهة بالقرب من قاعدة تابعة لجماعة أخرى. وذكر شهود عيان أن مؤيدي أنصار الشريعة اصطفوا خارج مقرها أمام الحشود وهم يلوحون بالإعلام البيضاء والسوداء. وقاموا بإطلاق النار في الهواء لتفريق المحتجين، لكنهم فروا بأسلحتهم بعد أن حاصرت أعداد هائلة من الأشخاص القاعدة وهم يرددون هتافات تندد بالميليشيات. وتم إضرام النار في مبان وإحدى السيارات وجرى طرد مقاتلين من قواعد الميليشيات. وبحسب أحد الشهود ومسؤولين فإن المواجهة التي وقعت خارج مقر كتيبة السحاتي في المدينة أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 40 آخرين بجروح. وتقول رنا جواد مراسلة بي بي سي في العاصمة طرابلس إنه يعتقد بأن كتيبة السحاتي تعمل تحت إمرة وزارة الدفاع. وأوضحت أن المسؤولين في طرابلس دعوا إلى التزام الهدوء. وذكر مسؤولون ليبيون بارزون إنه بالرغم من ترحيبهم بالاحتجاجات، فإنه يجب على المواطنين التفرقة بين الميليشيات المارقة وكتائب المعارضة السابقة التي ساعدت في تأمين المدينة خلال الانتفاضة التي اندلعت العام الماضي ضد حكم الزعيم الراحل معمر القذافي. وكان نحو 30 ألف شخص تظاهروا في وقت سابق في أنحاء بنغازي للمطالبة بإنهاء دور الجماعات المسلحة وعودة حكم القانون. وكانت هناك موجة من العداء إزاء الميليشيات منذ مقتل السفير الأمريكي لدى ليبيا جون ستيفنز وثلاثة أمريكيين آخرين في هجوم وقع في 11 سبتمبر/أيلول الماضي على القنصلية الأمريكيةبالمدينة. وقال عمر محمد وهو طالب جامعي شارك في عملية اقتحام مقرات الميليشيات لا أريد أن أرى أشخاصا بلباس على النمط الأفغاني يوقفونني في الشارع ويعطونني الأوامر، أريد فقط أن أرى الناس بزيهم المعهود . وأعرب العديد من الليبيين عن استياءهم من الهجوم على القنصلية الأمريكية الذي جاء في أعقاب احتجاج ضد فيلم براءة المسلمين المسيء للإسلام وصنع في أمريكا. وتعرضت الحكومة الليبية المؤقتة منذ ذلك الحين لضغوط كثيفة ومتجددة لكبح جماح الميليشيات المتطرفة وتفكيكها. وكانت مسيرة الجمعة هي الأكبر في بنغازي التي تعتبر مهد الانتفاضة في ليبيا منذ الإطاحة بالعقيد القذافي. ولا تزال جماعات الميليشيات المسلحة التي ساعدت في دحر القذافي تتمتع بنفوذ قوي في العديد من مناطق البلاد، حيث أنها ذات بتسليح جيد ويتجاوز عددها أفراد الجيش الرسمي في ليبيا، وكانت هناك تقارير تشير إلى قيام الميليشيات بترهيب وتنفيذ عمليات قتل ضد منافسيها. واعتقلت السلطات في وقت سابق من هذا الأسبوع نحو 50 شخصا على خلفية الهجوم على القنصلية الأمريكية.