ازدادت أعداد هؤلاء الذين يستعذبون الحياة بالألم، فيهربون من الفرحة، ويهرولون إلي الحزن، وفي عز الفرح يبكون، وفي عز الظهر يذكرون عتمة الليل.. وفي عز النجاح يذكرون الكبوات.. وفي عز النصر يذكرون الهزيمة.. هؤلاء يعتبرون الفرحة والسعادة رجزاً من عمل الشيطان فيجتنبوه قدر المستطاع، في حين يمجدون الكآبة والحزن ويمارسونها وكأنها طريقهم إلي جنة الفردوس. نحن الذين نصنع البهجة والسعادة لأنفسنا، ولمن حولنا، والعكس صحيح طبعاً. وفي ظل انتصاراتنا المتعاقبة علي المؤامرات التي تحاك ضد مصر، وبعد الانتصار العظيم والساحق والعبقري الذي حققته مصر في 73 علي العدو الإسرائيلي، مازال هناك من يتعمدون التذكير بنكسة 67 التي من المفروض أن الزمن قد طواها، وأصبحت في غياهب النسيان، ولست مع الذين يختبئون وراء حجة أنه لابد من التذكير بالأخطاء حتي لا نقع فيها مرة أخري، ولهؤلاء أقول إن حجتهم باطلة، وما هي بكلمة حق، فالأولي أن نستحضر انتصاراتنا كي نكررها، لا أن نتذكر إنكساراتنا فتحبطنا! وظني أن نشر البهجة وثقافة التمسك بالإيجابيات هي المهمة رقم واحد للإعلام، من خلال التنسيق والتخطيط بين وسائل الإعلام المختلفة لمحاربة قوي الانهزام والاستسلام والسلبية.. وبخاصة أننا أمام كتائب إلكترونية منظمة وممولة تعمل بكل ما أتاها أعداء مصر من دولارات وليرات..
الإخوان الذين كانوا يحتلون مصر، محترفون في إفساد فرحة المصريين، ولا يفوِّتون مناسبة أو عيداً إلا يفعلون فعلتهم، فالهجوم الإرهابي الذي وقع أثناء صلاة العيد، والمصريون في قمة فرحتهم يقتلون أبناءهم، الذين نحتسبهم شهداء عند ربهم يرزقون، فالتوقيت بالنسبة لهم أهم من الإرهاب، فهم يقتلون كما يتنفسون، وبسرعة البرق بدأت كتائبهم الإلكترونية بنشر الخبر والواقعة كاملة وكأنها فيلم محبوك السيناريو، ويربطون ذلك بيوم النكسة »5 يونيو 1967».. وأصبح مثلهم كمثل العدو الإسرائيلي الذي قتل جنودنا في سيناء يوم النكسة. ومن لا يصدق أن الإخوان هم الفاعلون، فليعد بذاكرته إلي حادث رفح في عام 2013 عندما قتلوا جنودنا أثناء إفطار رمضان، وإلي حادث اختطاف جنودنا في 16 مايو 2013، عندما وجه السجين الجاسوس محمد مرسي، حينما كانت تحتل جماعته مصر، وقال يجب الحفاظ علي الخاطفين والمخطوفين! لأنه يخاف علي الخاطفين والقاتلين، لأنهم هم أهله وعشيرته الحقيقيون وليس أهل مصر. أعداء الداخل أخطر بكثير من أعداء الخارج فاحذروهم، فهؤلاء يتسللون بيننا، مرتدين عباءات الصالحين، وفراء الخرفان، وما هم بصالحين ولا مسالمين.
أصبح لزاما علينا جميعا ألا ننجرف وراء ما يفعله الإخوان الإرهابيون، حتي لا نحقق لهم هدفهم في نشر الانهزامية والسلبية والسواد، فهذه الحالة ستعرقل تقدمنا، وتشل تفكيرنا في المستقبل. ويجب أن يملأنا يقين، أن في أي حادث إرهابي فإن جنودنا وضحايانا شهداء في الجنة، وقتلاهم في النار إن شاء الله.. إن أبطالنا في الجيش والشرطة يسيطرون علي الموقف ويحققون انتصارات علي الإرهابيين في سيناء وفي كل مكان. عقيدتنا أننا لن نترك ثأر أبنائنا أبداً.. وإما النصر أو الشهادة. إننا أصحاب الحق، وهم أصحاب الباطل.. ونحن نتقي الله، أما هم فيعصون الله بالقتل.. إننا سمعنا وطاعتنا لله، وهم سمعهم وطاعتهم لمرشدهم الأكبر. فتعالوا جميعاً نفوِّت عليهم الفرصة في سرقة فرحتنا.. فكما نبطل عمل الشيطان بذكر الله.. نُبطل عمل الإخوان.. بالإصرار علي الفرحة، وذكر الإنجازات، وذكر المستقبل، وذكر النصر، وذكر السعادة، وذكر الجمال. رواد التواصل الاجتماعي يجب أن يفعلوا ذلك والإعلاميون وكل صاحب كلمة. حفظ الله مصر وشعبها ورئيسها. آخر كلمة تفاءلنا بالسيسي خيراً فوجدناه.. وسيظل الخير معه مستمراً بإذن الله