الجماهير المصرية من سنوات لم تتذوق طعم الفرحة.. وكانت عطشانة لريحة الانتصارات أو الفوز بالبطولات ولم تشهد خلال السنوات الماضية التي مرت علي الشعب المصري إلا الألم والحزن وسفك الدماء وإرهابا أسود يقتل الأبرياء من أبطال الشرطة والجيش الذين يسقطون يوميا شهداء ونشاهد جنازات ورا جنازات. وخلفهم قلوب موجوعة للأهل والأرامل والأبناء. وفي وسط هذا الجو الحزين جاء الانتصار وتسربت الفرحة إلي النفوس أن مصر فيها شباب زي الورد ورجالة بتواصل المسيرة رغم الغدر والإرهاب والانفجارات ليعبروا شباب كرة اليد بمصر إلي النصر لينتزع الفريق القومي الوطني المصري بطولة أمم أفريقيا لكرة اليد ليؤكد للعالم أن مصر فيها رجالة مخلصون وفيها أبطال يتحدون التحدي في كل المجالات وليس في الرياضة فقط وفيها القادرون علي رفع العلم المصري عاليا في البطولات وفي المحافل الدولية. ويجعلوه يرفرف ليبعث برسائل حب وسلام لكل شعوب العالم وتحية لكل الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل مصر وتحية لأبناء مصر رجالة كرة اليد الذين جعلوا الفرحة والبهجة تعم وتكسر وجوه المصريين الذين وحدهم الانتصار بمختلف انتماءاتهم واتجاهاتهم وغطت الفرحة علي كل الخلافات والانقسامات وجعلت الناس في الشوارع تنسي همومها ومشاكلها التي تعاني منها. وفعلا رغم أن هناك مناسبات حزينة ولكن أيضا هناك مناسبات سعيدة تضفي السعادة والفرحة وهذا حق الشعب الحزين أن يعيش لحظات فرح وسعادة لما يتحقق من إنجازات وانتصارات. ومن نعم الله علينا أن تتغير المشاعر حسب الحالة النفسية للمواطنين والمناخ الذي يحيط بنا. فالفوز ببطولة أمم أفريقيا لكرة اليد بعد طول غياب للانتصارات والفوز بالبطولات فهذه البطولة جعلت الجماهير توحد صفوفها وتشجع وتهتف بأعلي أصواتها تحيا مصر. فقد عادت البسمة لوجوه العائلات المصرية التي ملأت الاستاد في مشهد مثالي ليس له مثيل في بعض الدول المتقدمة شاهدنا علي الأرض المصرية بلد الأمن والأمان الكل في واحد رجالا ونساء وأطفالا شاهدناهم يعانقون بعضهم البعض. ليؤكدوا لكل شعوب العالم أن مصر بلد الحضارة والعراقة والتاريخ بلد السلام ومن يدخلها فهو آمن وأن جماهير الكرة المصري بخير ولا يعكر صفوهم إلا قلة قليلة من المأجورين والشاردين والمغيبة عقولهم بفكر الإرهاب وأعداء مصر الذين لا يريدون لها خيرا أو هدوءا أو استقرارا ويريدون دائما تشويه صورتها. ولكن الحمد لله شاهد العالم وعي وإدراك الجماهير المصرية التي تنتمي لهذه الأرض الطيبة ولهذا الشعب العظيم ليثبتوا أن المصريين وقت الشدة رجالة سواء في الرياضة أو في ميادين المواجهة والتحدي لكل المواقف الصعبة لذلك كان أبطال كرة اليد جنود داخل الملعب وعبروا بالإرادة والتحدي والعزيمة وحققوا الفوز والانتصار لمصر الحبيبة التي تستحق والشعب العظيم الذي كان ينتظر أي فرحة.. وتحيا مصر.