كانت صفية بنت عبدالمطلب سيدة شجاعة وكانت شاعرة.. شاهدت انتصار المسلمين في بدر، وهي أول معركة حاسمة بين المسلمين ومشركي مكة.. وكان بطل هذه المعركة أخاها الحمزة بن عبدالمطلب الذي استطاع أن يقلب موازين المعركة بشجاعته لصالح المسلمين، وقتل من قتل من صناديد قريش، مما حدا بمكة أن تتوعد المسلمين بالانتقام، وكانت تحرضهم علي ذلك هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان بن حرب. فقد قتل الحمزة أباها وأخاها وعمها. وحشدت مكة حشودها لتغزو المدينة.. وكانت معركة أحد.. في هذه المعركة أمر الرسول عليه الصلاة والسلام الرماة أن يظلوا في أماكنهم عندما يحتدم القتال، ولكنهم خالفوا أمر الرسول ونزلوا إلي الساحة لجمع الغنائم وكانت فرصة لخالد بن الوليد الذي كان لا يزال علي الشرك أن يتقدم ويحقق انتصاراً علي المسلمين، ورجع المشركون إلي مكة خوفاً من أن تنقلب موازين الحرب لصالح المسلمين.. آثروا الانسحاب بعد أن جرح النبي عليه الصلاة والسلام في المعركة، وقتل حمزة ومُثِّل بجثمانه ولاكت هند كبده. وتقدمت صفية عمة رسول الله لتشاهد آثار المعركة وما فعله المشركون بأخيها.. وعلم الرسول بنيتها، فطلب من ابنها الزبير أن يحول بينها وبين رؤية أخيها وما فعله به المشركون، ولكنها أصرت أن تذهب لتري أخاها، فطلب الرسول من ابنها أن يتركها، ورأت ما رأت من بشاعة التمثيل بجسد أخيها الفارس العظيم حمزة، دمعت عيناها وحاولت ألا تسقط الدموع من عينيها، فمسحت دموعها، واستغفرت وترحمت عليه، ونظرت إلي الجسد الطاهر، وقالت قصيدة ترثيه منها قولها: إن يوما أتي عليك ليوم كُدرت شمسه وكان مضيئا وقد ماتت في خلافة عمر بن الخطاب، ودفنت في البقيع وعمرها 73 عاما.. وأشعارها موجودة في كتب التراث..