كانت صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله (ص) ، وشقيقة سيد الشهداء حمزة، وأم الصحابي الجليل الزبير بن العوام .. شجاعة وكانت شاعرة مرهفة الحس، ومما يحكي عن شجاعتها أنه كان من عادة الرسول الكريم (ص) عندما يخرج من المدينة للقتال في الغزوات كان يترك نساءه في أطم حسان بن ثابت .. وفي معركة أحد كانت صفية بنت عبد المطلب مع نساء النبي (ص) ، وشاهدت أحد اليهود يحوم حول الحصن، ففتحت باب الحصن، وضربته بعمود حتي لفظ آخر أنفاسه . وبينما كانت معركة أحد علي أشدها بين المسلمين والمشركين وكان الرسول (ص) قد أمر الرماة من أصحابه إلا يتركوا مواقعهم علي جبل أحد، ولكنهم خالفوا الرسول (ص) عندما لاح لهم الانتصار، مما تسبب في تفوق الأعداء عليهم، وكادت أن تحدث الهزيمة لولا صمود الرسول (ص) وبعض أصحابه، في هذا الموقف الصعب استشهد الحمزة بن عبد المطلب، ومثل الأعداء بجثته، وكان وراء هذا العمل الآثم هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان .. وتفقد الرسول (ص) أرض المعركة، فشاهد ما فعله الأعداء بعمه، فقال عليه الصلاة والسلام ( ما وقفت موقفا أغيظ إلي من هذا الموقف ). ثم قال يرثي الشهيد العظيم: "إنا لله وإنا إليه راجعون، رحمك الله يا عمي، فلقد كنت وصولا للرحم، فعولا للخيرات، فوالله لئن نصرني الله عليهم لأمثلن بسبعين رجلا منهم".فنزل قوله تعالي: (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به، ولئن صبرتم لهو خير للصابرين). ونزلت صفية ميدان المعركة، لتبحث عن أخيها، وشاهدت ما فعله المشركون، وقد كان ابنها الزبير يحاول أن يبعدها عن المشهد الأليم فقال لها: يا أم إن رسول الله(ص) يأمرك أن ترجعي.. فقالت له: ولم .. ؟ وقد بلغني أنهم مثلوا بأخي، وذلك في سبيل الله، فما أرضانا بما كان من ذلك وبما أراد الله، والله لأصبرن واحتسبنه عند الله. وأخبر الزبير الرسول (ص) ماكان من أمر أمه فأمره الرسول(ص) أن يتركها وشأنها. فبكت أخاها بكاء حارا وترحمت عليه، ثم قالت: إن يوما أتي عليك ليوم كدرت شمسه وكان مضيئا ولا يذكر يوم "أحد" إلا ويذكر علي الفور الشهيد العظيم حمزة بن عبد المطلب، وشجاعته النادرة في هذه المعركة، وفي غيرها من مواقفه العظيمة في مساندة الرسول الكريم (ص)، كما أنه لايذكر هذا اليوم إلا يذكر اسم هذه الصحابية المجاهدة العظيمة صفية بنت عبد المطلب.