رغم أن (ملحمة التنوير) هي احتفالية وزارة الثقافة بمناسبة مرور 60عاما علي إنشائها.. فقد بدا العرض مفتقدا للتماسك والرؤية، مجرد إسكتشات منفصلة واستعراضات دون رابط بينها، وللأسف يحمل العرض توقيع المخرج خالد جلال!!.. صحيح أن مفردات العرض جيدة وممتعة، خاصة فرقة باليه الأوبرا وفرقة رضا والفرقة القومية.. لكن افتقد العرض الرؤية، وافتقد أيضا للموضوعية.. اختصر مفهوم الثقافة في الرقص والغناء (فرقة الباليه، فرق الرقص الشعبي، ، مسرح العرائس، السيرك، الموسيقي العربية) مكتفيا بالإشارة السريعة والعابرة للأدب والإصدارات ومشاريع النشر ومعارض الكتب والمكتبات.. ولأن العرض يتعامل مع 60 سنة ثقافة، كمجرد حفل داخل مبني وزارة الثقافة، لا يصح أن يشارك فيه سوي موظفيها... فقد تجاهل تماما الثقافة غير الرسمية، والثقافة خارج وزارة الثقافة، والثقافة عموما، حتي لو كانت جائزة نوبل لنجيب محفوظ (أكتفي بالإشارة العابرة لحصول محفوظ عليها ليس أكثر، باعتبار أن نجيب محفوظ ليس موظفا بوزارة الثقافة)!!.. وتجاهل العرض (ماسبيرو) وإنشاء التليفزيون وتأثيره الثقافي، باعتباره طبعا كيانا لا يتبع وزارة الثقافة!!.. وتجاهل الحفل أيضا الإشارة لمكتبة الإسكندرية ودورها في حياتنا الثقافية، باعتبارها أيضا ليست تابعة لوزارة الثقافة!! ورغم الإهتمام المستحق بدور د.ثروت عكاشة الثقافي وإنجازاته التأسيسية (إنشاء أكاديمية الفنون، إنشاء قصور الثقافة، السيرك، مسرح العرائس، هيئة المسرح، غرفة صناعة السينما) فقد بدا معيبا جدا تجاهل خطوات أخري تأسيسية لفاروق حسني كوزير للثقافة (تطوير أكاديمية الفنون، إنشاء أكاديمية روما، إنشاء صندوق التنمية الثقافية، افتتاح دار الأوبرا، إنشاء المكتبات بالمحافظات، افتتاح مسرح الهناجر، مهرجان المسرح التجريبي، تطوير القاهرة الخديوية) الاختلاف السياسي أو غير السياسي مع فاروق حسني، لا يعني إسقاط التاريخ، وتجاهل الإشارة إليه تماما لا بالاسم ولا بالصورة!!