من أسوأ العادات الذميمة آفة الحسد. والحسد هو أن يتمني الحاسد زوال نعمة أنعمها الله علي عبد من عباده. والحسد غير الغبطة. الغبطة هي أن يتمني إنسان أن يهبه الله ما وهبه للغير من خيري الدنيا والآخرة دون حقد أو أمل في زوال نعمة أنعمها الله علي أحد.. لأن المنعم والمعطي هو الله تعالي. والقرآن الكريم تحدث عن الحسد في أكثر من موضع في سوره.. منها: {أم يحسدون الناس علي ما أتاهم الله من فضله} - النساء 54 وهناك أحاديث كثيرة حول الحسد، ويحض الناس علي البعد عن هذه الآفة السخيفة.. مثل قوله عليه الصلاة والسلام: (إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب) رواه أبو داود في سننه. وقوله عليه الصلاة والسلام: (لا حسد إلا في اثنين: رجل أتاه الله مالا فسلطه الله علي هلكته في الحق.. ورجل أتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها).. رواه مسلم. والأحاديث كثيرة.. وهناك الآيات التي تستعيذ من هذه الآفة المدمرة للمجتمع.. {قل أعوذ برب الفلق.. من شر ما خلق.. ومن شر غاسق إذا وقب.. ومن شر النفاثات في العقد.. ومن شر حاسد إذا حسد} الفلق: 1- 5. ولكي نبني مجتمعاً متماسكاً مترابطاً، يشعر فيه الجميع بأنهم يركبون سفينة واحدة، تتجه بهم إلي هدف واحد.. إلي مستقبل واعد، فلابد أن يختفي من هذا المجتمع داء الحسد، وكره الآخرين بلا مبرر، فالذي وهبه الله نعمة من نعمه لابد أن يتكافل مع الآخرين، حتي نبني مجتمعاً يساعد فيه القوي الضعيف، والغني الفقير.. وفي ظل هذا التكافل الاجتماعي، ربما يختفي الحسد.. هذه الآفة التي تحتاج من صاحبها أيضاً أن يعرض نفسه علي طبيب أمراض نفسية. من أقوالهم: كل الأعمال العظيمة كانت مستحيلة في بدايتها. توماس كارليل