فى عام 2013 خلال تواجدي في مقر وزارة الداخلية بلاظوغلى، قبل نقلها إلى المقر الحالي بالقاهرة الجديدة، وذلك لتغطية مؤتمرصحفي للوزير ،صعدت إلى مكتب الصديق العزير اللواء هاني عبداللطيف المتحدث الرسمي للوزارة الذي قاد الإعلام الأمني للداخلية بنجاح منقطع النظير خلال فترة حكم الإخوان وتصدى للدفاع بكل قوة لإعلامهم الهدام وإعلام السبوبة للنشطاء وجدته على غير العادة غاضباً حزيناً ومهموماً، فبادرته متسائلاً: ماذا بك؟ فقال: «مصيبة!! الإخوان زرعوا أيمن هدهد- المستشار الأمنى لمرسي فى وزارة الداخلية -ليكون عيناً لمرسى ومكتب الإرشاد فى إطار مخططهم لأخونة جميع مؤسسات الدولة والتي يتولى تنفيذها خيرت الشاطر ومحمد البلتاجي وعصام العريان.. وهذا الأمر تسبب فى ثورة غضب بالوزارة خاصة أن هدهد يدخل الوزارة مختالاً بنفسه ويتجه مباشرة إلى الطابق السادس المخصص لمكتب وزير الداخلية ومكاتب كبار معاونيه»، سألت اللواء هاني عبداللطيف من يكون هذا “الهدهد“؟ وهل هو ضابط؟ قال: ليس ضابطاً، ويقال إنه حاصل على بكالوريوس زراعة، وعينه مرسى مستشاراً له للشئون الأمنية.. قلت، وما موقف وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم منه؟ قال: اللواء محمد إبراهيم يتعامل بذكاء مع هذا الموقف ليوقف مخطط الإخوان لأخونة وزارة الداخلية.. الوزير يلتقيه أحياناً تفادياً للصدام مع مرسى ومكتب الإرشاد، لكنه يتعامل معه بحرص شديد ولا يتحدث فى أسرار أمنية فى وجوده.. كما طالب قيادات الوزارة بالحذر عند التعامل معه. مرت الأيام وبدأت بركات أيمن هدهد تظهر، حيث ظهر ضباط اللحى، وأصبحت هذه المجموعة التي تضم 40 ضابطاً شوكة الإخوان فى ظهر وزارة الداخلية.. اعتصموا ونصبوا خيامهم أمام بوابة الوزارة، يدعمهم بالتواجد معهم محمد البلتاجى، ويساندهم أعضاء مجلس الشعب المنتمون لجماعة الإخوان، الذين كونوا جماعة للضغط على وزير الداخلية بعد أن أحال الضباط للتحقيق.. قدم النواب العديد من طلبات الإحاطة ضد وزير الداخلية، مؤكدين مساندتهم لضباط اللحية، حتى إذا وصل الأمر للتشريع.. لكن للحقيقة وللتاريخ لم يستسلم اللواء محمد إبراهيم، الذي كان الضباط يستفزونه يومياً أثناء دخوله ومغادرته الوزارة بالنوم على الرصيف والجلوس على الكراسى، واضعين ساقاً على ساقٍ، ضاربين بكل التقاليد العسكرية عرض الحائط.. وأذكر أننى أجريت حوارات مع هؤلاء الضباط، وسألتهم لماذا يتعمدون التواجد خارج الخيام عند دخول الوزير الوزارة ويوجهون له الشتائم؟ قالوا نحن نستفزه ونستفذ زملاءنا الضباط حتى يحدث تعامل وعنف لتتدخل الرئاسة ونحصل على تشريع بإقرار اللحية.. ورفض اللواء محمد إبراهيم الاستجابة لضباط اللحية، وظلوا أكثر من 40 يوماً فى اعتصام مفتوح أمام بوابة الداخلية، يزورهم بشكل يومي محمد البلتاجى، ويدعمهم أيمن هدهد حتى جاء الخلاص بقيام ثورة 30 يونيو، ودخل الضباط الملتحون الجحور بعد إحالتهم إلى المجالس التأديبية، وتم فصل البعض منهم، وعقب نجاح الثورة سارعوا بحلق لحاهم، وتقدموا بطلبات للعودة إلى العمل دون لحى.. والحقيقة وللتاريخ فقد قام الإعلام الأمنى فى هذه المرحلة بدور كبير فى مواجهة تسريبات الإعلام الإخوانى الذى حاول بشكل متعمد أخونة الشرطة.. وأذكر تلك المداخلة الساخنة للواء هانى عبداللطيف المتحدث الرسمى مع الإعلامى يسرى فودة مما كان لذلك الأثر الأكبر فى تلاحم الشرطة مع الشعب لإجهاد هذا المخطط. حقاً لقد أنقذت ثورة 30 يونيو مصر مما كان يُحاك لها داخل أروقة مكتب الإرشاد بالمقطم على أيدى خوارج العصر.