منذ 12 سنة التقيت بالعقيد هاني عبداللطيف الضابط القادم من أكاديمية الشرطة للعمل فى الإدارة العامة للإعلام والعلاقات.. ومنذ هذا التاريخ ربطتنى به علاقة أخوة وصداقة حميمة حتى وصل إلى رتبة لواء بدرجة مساعد وزير داخلية .. كان نعم الأخ ونعم الصديق فى الضراء قبل السراء.. أذكر أنه عندما تعرضت لحادث بسيارتى بطريق الاوتوستراد وتم نقلى بسيارة الإسعاف إلى مستشفى الخليفة كان أول من هرول إلى المستشفى منزعجاً وقف ساعات طويلة فوق رأسى ولم يتركنى إلا بعد الاطمئنان بعدم وجود كسر فى العمود الفقرى كما رجح الكشف المبدئى..كان يعتبر عمله بوزارة الداخلية رسالة يؤديها من أجل صالح الوطن يصل الليل بالنهار وكثيراً ما ينام أيام وليال داخل مكتبه تاركاً أسرته.. كان مكتبه بيتا للصحفيين والإعلاميين ونجح أن يشكل كتيبة إعلامية تدافع عن الوطن وعن وزارة الداخلية بعد أن استباح الإخوان ونشطاء السبوبة الوزارة وحاولوا بكل الطرق إسقاطها ومن ثم إسقاط مصر حيث توالت محاولات اقتحام الوزارة وإحراق أقسام ومنشآت الشرطة.. وقف مع شرفاء الداخلية صلداً ونجح فى تكوين حائط مؤيداً من الرأى العام والمصريين الشرفاء الذين وقفوا ضد كل المحاولات الإخوانية خلف جيش مصر العظيم ورجال الشرطة البواسل.. وعندما زرع الإخوان القيادى أيمن هدهد لأخونة الداخلية كان أول الرافضين مع كل رجال الداخلية.. لعب دوراً محورياً فى عودة وزارة الداخلية فى أحلك الظروف وعاش مع عدد من ضباط الإعلام والعلاقات أياماً عصيبة تحاصرهم رصاصات القناصة القادمة من ميدان التحرير الذى كان يعج بعناصر حماس وغيرهم.. كنت ومعى عدد من المحررين الأمنيين معه محاصرين داخل ديوان الوزارة والرصاص ينهمر من حولنا نؤدى رسالة إعلامية وطنية من أجل مصر وكان اللواء هانى عبداللطيف يقوينا ويقول لنا احنا مش أحسن من الضباط اللى بيستشهدوا كل يوم.. كان هو واللواء حمدى عبدالكريم آخر من غادرا ديوان الوزارة عقب ترحيل حبيب العادلى إلى السجن فى الوقت الذى خلد فيه البعض إلى استراحة محارب بعد انهيار وزارة الداخلية.. واصل أداء رسالته من حجرة فى مبنى التدريب المحاصر فى شارع صلاح سالم.. لم يكن يملك أدوات إرسال الرسالة الإعلامية الأمنية إلى كل الزملاء المحررين الآمنيين فاختارنى بصفتى أكبر المحررين الأمنيين سناً والزميل أحمد عبدالله بوكالة أنباء الشرق الأوسط لتوصيل البيانات الأمنية إلى جميع الزملاء من أجل سرعة إنهاء حالة الانفلات الأمنى التى روعت المصريين.. وقف ضد المشروع الإخوانى وكان أول من أعلن أن الإخوان هم من اقتحموا السجون فى عز جبروت مرسى والإخوان ولم يخش على حياته.. أذكر أننا انزعجنا عندما اخترق الإخوان موقع الوزارة وحصلوا على كشف بأسماء المحررين الأمنيين بالوزارة ووضعونا علي قائمة الاغتيالات.. وذهبنا نشكو لوزير الداخلية الذى رد علينا قائلاً أنا أيضاً على رأس قائمة الاغتيالات.. وقتها قال لنا اللواء هانى عبد اللطيف مداعباً: العمر واحد والرب واحد والشهادة أسمى أمانينا..كان دوره محورياً فى ثورة 30 يونيه حيث كان يشغل منصب المتحدث الرسمى للوزارة وقام بث رسائل تظهر الوجه الحقيقى للجماعة الإرهابية. أسهم فى إعادة الشرطة إلى الشعب وإعادة الشعب إلى الشرطة واستمر عطاءه بلا حدود فى كل المواقع التى عمل فيها سواء فى الإدارة العامة للإعلام والعلاقات ومن بعدها كلية التدريب والتنمية. فى حركة الشرطة الأخيرة فوجئت بخروجه إلى المعاش وعكس توقعاتى وجدته صلداً قوياً كعادته مؤمناً بإرادة الله يشع روح الحب والتفاؤل بين الجميع وقال إنها سنة الحياة.. أخى اللواء هانى عبداللطيف كنت ومازلت وستظل نموذجاً محترماً ومشرفاً لضابط الشرطة .. تعلمت منك الخروج من كل محنة قوياً صلباً صلداً.. أتمنى أن تكرم الدولة اللواء هانى عبد اللطيف التكريم اللائق لأنه يستحق التكريم حيث كان دائماً فى وجه المدفع.. [email protected]