خلال اجتماع عقده الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير النقل والصناعة، والفريق أحمد الشاذلي مستشار رئيس الجمهورية للشئون المالية، اطلع الرئيس على الموقف التنفيذي لمشروعات وزارة النقل والصناعة، وقد شدد الرئيس على ضرورة الانتهاء من تنفيذ كافة المشروعات وفق الجداول الزمنية المُحددة، موجهًا بمُواصلة الجهود لتسريع وتيرة تنفيذ مشروعات إنشاء المحاور اللوجستية التنموية المتكاملة، التي تربط مناطق الإنتاج بالموانئ البحرية الجاري تطويرها، لتصبح موانئ محورية ذات مستوى عالمي وطاقات استيعابية ضخمة، وأن يأتي ذلك ضمن تكاملها مع شبكة النقل الحديثة، من طرق ومحاور وسكك حديدية، بما يوفر المقومات اللازمة لتحويل مصر إلى مركز للتجارة العالمية واللوجستيات. ووفقًا للسفير محمد الشناوي المُتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، ناقش الاجتماع الموقف التنفيذي للمشروعات ذات الصلة بمنظومة السكك الحديدية، بما في ذلك خط السكة الحديد العريش طابا، ومشروع استكمال خط سكة حديد بئر العبد العريش، وهي الخطوط التي ستساهم في تنمية شبه جزيرة سيناء وخلق محور لوجيستي لربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، كما تناول الاجتماع مُستجدات أعمال تطوير الموانئ البحرية، في ظل الدور المحوري الذي تمثله تلك الموانئ في البرامج التنموية للدولة، حيث تم استعراض الموقف التنفيذي لإنشاء وتطوير ورفع كفاءة موانئ رأس سدر البحري، وجرجوب، وأبو قير البحري، وميناء الإسكندرية الكبير، وميناء المكس الجديد، واستكمال وتطوير ميناء السخنة، وإنشاء ميناء طابا البحري، ومشروعات تطوير ميناء دمياط، كما تناول الاجتماع تطورات إنشاء الخط الرابع لمترو الأنفاق في القاهرة، وإنشاء القطار الكهربائي السريع، كما تناول الجهود المبذولة لتنمية وتطوير المناطق الصناعية في وادي السريرية والمطاهرة بالمنيا وشمال الفيوم، في إطار الجهود المبذولة لتحقيق التنمية الصناعية في صعيد مصر، وخلق المزيد من فرص العمل لأهالي الصعيد وخاصة للصناعات كثيفة العمالة مثل صناعة الغزل والنسيج والملابس الجاهزة. المحاور المرورية وفي إطار مشروعات التطوير المستمرة لمحاور النقل والمرور الكبرى، يأتي مشروع تطوير محور 26 يوليو، فمنذ أن دُشن فى مطلع تسعينيات القرن الماضى ظل محور 26 يوليو أحد أهم المحاور المرورية فى قلب القاهرة الكبرى، وكان الهدف فتح نافذة مرورية جديدة تربط وسط القاهرة وشرقها بالامتداد العمرانى الناشئ حينها فى مدينة 6 أكتوبر، وعلى مدى أكثر من ثلاثين عامًا تحوّل المحور إلى شريان استراتيجي، تخترقه مئات الآلاف من السيارات يوميًا، ويخدم ملايين المواطنين الذين يسكنون أو يعملون أو يرتادون الجامعات والمناطق الصناعية والمجتمعات العمرانية فى الجيزة وأكتوبر والشيخ زايد. وكان من أوائل الطرق التى وفّرت تقاطعات حرة وعلوية لتجاوز الزحام، وربطت بين الطريق الدائرى وشارع جامعة الدول العربية ومحور صفط اللبن، فى تكامل نادر وقت إنشائه، ومع الطفرة السكانية والعمرانية الهائلة خلال العقود الثلاثة الماضية، تضاعفت الكثافة المرورية على المحور عدة مرات، وارتفعت مُعدلات التكدس والزمن المُهدر، ومن هنا، جاءت الضرورة الحتمية لإعادة تطويره، ليس فقط عبر توسعة حاراته أو تجميل واجهاته، بل بتغيير فلسفة المرور فيه بالكامل، ليواكب متطلبات القاهرة الكبرى فى نسختها الحديثة والمتوسعة. ومُنذ تولى المهندس شريف الشربينى وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية خلفًا للدكتور عاصم الجزار كثّف الشربينى جولاته الميدانية، مُصطحبًا قيادات وزارة الإسكان، وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، ورؤساء أجهزة مدن السادس من أكتوبر والشيخ زايد، لتفقد الأعمال التطويرية على المحور، وخلال أحدث جولة، أجرى الشربينى زيارة ميدانية لمنطقة محور 26 يوليو، وتابع وزير الإسكان، الأعمال الجارية بالمحور، والتى تشمل توسعة الطريق القائم بالجزيرة الوسطى، أسفل المونوريل بمحور 26 يوليو، بدءًا من تقاطعه مع طريق «القاهرة - الإسكندرية» الصحراوى، وحتى تقاطعه مع طريق الواحات، فى نطاق مدينتى السادس من أكتوبر والشيخ زايد، موجهًا بدفع الأعمال وتنسيق الموقع والاهتمام بصيانة المُسطحات الخضراء على جانبى الطريق والجزيرة الوسطى، فضلًا عن زيادة عدد اللافتات الإرشادية للتيسير على المواطنين، وشدد الوزير على مُراعاة تطبيق أحدث معايير الأمان والسلامة المرورية، لضمان تحقيق أعلى مستوى من الكفاءة التشغيلية، مع الحرص على تقليل أى تأثيرات على الحركة المرورية أثناء التنفيذ، لافتًا إلى أن هذا المشروع ضمن جهود الوزارة للارتقاء بمستوى خدمات البنية التحتية، وتطوير شبكة الطرق. ووفقًا لوزارة الإسكان يأتى تطوير المحور استكمالًا لمشروع مونوريل غرب القاهرة، الذى تنفذه الهيئة القومية للأنفاق، حيث تستهدف أعمال التطوير زيادة السعة الاستيعابية للطريق من خلال زيادة عدد الحارات المرورية فى الطريق الرئيسى بالتوسعة من الجزيرة أسفل المونوريل، مما يُسهم فى تحسين انسيابية الحركة المرورية، والحد من التكدسات، كما تستهدف خطة التطوير تحسين جودة الأسفلت القائم، إلى جانب تعزيز عناصر الإرشاد والتحذير المرورى على طول الطريق من خلال الخطوط والعلامات الأرضية التى تهدف إلى تحقيق أعلى مستويات السلامة لمستخدمى الطريق، مع مراعاة توفير نقاط عبور آمنة للمُشاة، كما أن المزروعات بالمشروع تم اختيارها بعناية من حيث الناحية الجمالية، وأقصى ارتفاع وأقل استهلاك للمياه، بما لا يؤثر على المشروع القومى «مونوريل أكتوبر»، بالشكل الجمالى والنسق الحضارى الذى يتناسب مع أهمية المحور لسُكان مدينتى السادس من أكتوبر والشيخ زايد. الوقت والوقود الدكتور هانى مصطفى أستاذ هندسة الطرق بجامعة القاهرة يشير إلى أن تطوير المحور سيوفر نصف زمن الرحلات على المحور، مما يعنى تقليل استهلاك الوقود وانبعاثات العوادم، وتحسين جودة حياة ملايين المواطنين، لافتا إلى أنه بدون هذا التطوير، فإن المواطن يتحمل «تكلفة خفية» بالوقت والمال والجهد، بينما تنفق الدولة دعمًا إضافيًا فى مجالات الصيانة والمرور والطاقة، موضحًا أن المحور يُعانى مُنذ سنوات من زحام خانق فى ساعات الذروة، واصفًا المحور بأنه «منفذ رئيسى» يربط الشرق بالغرب، وأى تأخير فيه يُكبد المواطنين خسائر زمنية واقتصادية. مصطفى لفت إلى أن مشروع التطوير يهدف لتوسعة الحارات، وإنشاء تقاطعات ذكية، وتحسين الخدمات المرتبطة بالمحور، وإضافة حارات مرورية جديدة فى الاتجاهين، وإقامة تقاطعات وكبارى علويّة لتفادى التقاطعات، وتحسين البنية التحتية الجانبية من إضاءات، واتصالات، وتصريف مياه، وتطوير أنظمة إدارة المرور الذكية المرتبطة بنظام المحور، مُشيدًا بتوجيهات وزير الإسكان بسرعة التنفيذ والتقليل قدر الإمكان من الانعكاسات على حركة المواطنين، والتنسيق مع الجهات ذات الصلة لتحقيق انسيابية خلال أعمال التطوير. خطة شاملة المهندس محمد مصطفى رئيس جهاز مدينة السادس من أكتوبر يؤكد أن هذا المشروع يأتى ضمن خطة تطوير شاملة تستهدف رفع كفاءة الطرق والمحاور الرئيسية فى المدينة، مُشيرًا إلى أن تنفيذ التوسعة سيؤدى لتحسن كبير فى الحركة المرورية، خاصة مع تزايد الكثافة السكانية والتوسع العمرانى بالمنطقة، كما أكد تضافر جميع الجهات المعنية المُتمثلة فى الإدارة العامة لمرور الجيزة، وشركتى توزيع الكهرباء والغاز، وكافة إدارات الجهاز لضمان نجاح المشروع فى الوقت المُستهدف لتنفيذه، مُضيفًا أن المشروع يُراعى تطبيق أحدث معايير الأمان والسلامة المرورية، لضمان تحقيق أعلى مستوى من الكفاءة التشغيلية، وشدد على أن تطوير محور 26 يوليو يُعد نموذجًا على تحرك الدولة لتوفير بنية تحتية قوية تواكب التحولات العمرانية والاقتصادية بالبلاد، فالمشروع لا يقتصر على إنشاء طريق جديد، بل يترجم رؤية شاملة لبناء مُستقبل أكثر تنظيمًا وسلاسة فى الحركة والتنقل. اقرأ أيضا: وزير الإسكان يتفقد الأعمال الجاري تنفيذها لتطوير محور 26 يوليو