المتابع للتقلبات المتعاقبة والمتعددة في الطقس هذه الأيام، وتحولها من الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، ثم عودتها إلي الاعتدال، وكذلك موجات الرياح العاصفة التي تهب فجأة وما يصاحبها من أمطار وأتربة، يدرك اننا بالفعل قد أصبحنا في دائرة التقلبات المناخية الحادة التي شملت الكرة الأرضية بصفة عامة وجنوب المتوسط والشمال الافريقي علي وجه الخصوص. وفي هذا الإطار قد يكون من المهم أن نلفت الانتباه، إلي بعض الآراء المتداولة بين الخبراء والمختصين في شئون المناخ والطقس والمتغيرات الجوية، والتي تري أن ما تعرضت له مصر في الآونة الأخيرة من تقلبات جوية حادة، خاصة تلك التي ضربت القاهرة الجديدة وبعض المناطق الأخري بصورة غير مسبوقة، هي إحدي الظواهر الدالة علي ما طرأ علي المناخ في منطقتنا من متغيرات جسيمة. ليس هذا فقط، بل أن هناك من يري أن ما حدث في التجمع الخامس قابل للتكرار والحدوث في أماكن أخري من البلاد، سواء في منطقة البحر الأحمر أو السويس أو جنوب البلاد والوادي الجديد، أو غيرها.. وصولا إلي الدلتا أو الإسكندرية في إطار المتغيرات التي طرأت علي المناخ والطقس. وأصحاب هذه الرؤي يرون أن الاضطرابات الجوية التي اصابتنا، هي جزء من موجة شاملة وواسعة من الاضطرابات الجوية في عموم المنطقة، نتيجة القدر الكبير من المتغيرات المناخية بالعالم، والتي أحدثت بالفعل ظواهر مختلفة وتقلبات غير متوقعة ولم تكن مألوفة من قبل، منها موجات الحرارة والبرودة المفاجئة، وكذلك موجات الأمطار الكاسحة. ويؤكدون أن السبب الرئيسي وراء هذا الذي حدث ويحدث من تقلبات حادة في الطقس، يعود إلي الكم الهائل من التلوث الذي أصاب الكرة الأرضية، نتيجة الممارسات السيئة وغير المسئولة للبشر من سكان كوكب الأرض، والتي أدت إلي زيادة الاحتباس الحراري بالكوكب، وارتفاع درجة حرارة الأرض،..، وهو ما أدي إلي ما يتعرض له العالم الآن من متغيرات حادة في المناخ والطقس تنذر بأخطار جسيمة للعالم بأكمله.