حاوره: عادل نصار ممثل مصر فى البرلمان العالمى للبيئة: - كوارث بيئية وانتشار للأمراض والأوبئة فى انتظار العالم.. إن لم يتفق - مياه الأمطار ثروة لا بد من تخزينها واستخدامها فى الزراعة الخبير البيئى الدكتور وفيق أحمد نصير، أستاذ الهندسة البيئية، وممثل مصر فى البرلمان العالمى للبيئة، حذر فى حواره مع «التحرير» العالم من التغيرات المناخية، وكشف عن الأسباب الحقيقية حول الظواهر غير المسبوقة التى تشهدها البلاد، كما توقع أيضًا، أن درجة حرارة الشتاء الحالى ستكون معتدلة، ولن يحدث أى صقيع أو انخفاض كبير لدرجة الحرارة فى مصر، مؤكدا أن الأمراض والأوبئة والسيول والأعاصير ستنتشر بشكل غير مسبوق على العالم كله.. فإلى نص الحوار. - حدثنا عن المناخ المصرى وتغيراته؟ قدمت فى السابق توقعًا علميًا، يفيد بارتفاع درجة حرارة الصيف هذا العام، لأن هناك ظاهرة أخرى تحدث هذا العام تسمى «النينو»، والمقابل لها تسمى «النينا»، و«النينو» كلمة أطلقها البحارة فى أمريكا اللاتينية على هذه الظاهرة أوقات تختلف فيها البحر ودرجة الحرارة فيها، وتكون بالقرب من رأس السنة، وتطلق على ميلاد المسيح، وهى ظاهرة تحدث كل 15 عامًا على الكرة الأرضية. والسبب العلمى ظهور تيارات مياه فى المحيط الهادى بدرجة حرارة مرتفعة، وهذا الأمر يتعلق بحركة الكواكب فى المجموعة الشمسية، وهى أن الشمس تجرى فى الكون، وكل كواكب المجموعة الشمسية تدور حولها فى دورة حلزونية، وتحدث ظاهرة «النينو» كل 15 عامًا نتيجة حركة الكواكب، والأمر يتعلق بالهندسة البيئية، وفى نهاية الأمر يؤثر على المحيط الهادى وترتفع درجة الحرارة فيه ويسخن الجو، ومعها يتحرك الهواء، وتحدث الأعاصير والعواصف وترتفع درجة الحرارة. وهناك «النينا»، وهى المقابل ل«النينو» وعكسه تماما، وتحدث فى المحيط الهادى، وتؤدى إلى انخفاض درجة الحرارة، وكل ظاهرة تحدث بمفردها بعيدا عن أعوام حدوث الأخرى. والجديد فى العام الحالى أن هناك متلزمة مع «النينو» وهى «الاحتباس الحرارى». - وماذا عن المستقبل المناخى لمصر؟ إن لم يتفق العالم ستحدث كوارث بيئية عظيمة، فى مقدمتها بالنسبة للعالم سوف تظهر الفيضانات والأعاصير واضطرابات الفصول وزيادة حرائق الغابات، الأمر الذى يسبب خللا بيئيا رهيبا، ويزيد من الانبعاثات الكربونية، ويزيد من الاحتباس الحرارى، ويحدث أيضا ذوبان للجليد فى القطب الشمالى والجنوبى، وتختفى جذر فى العالم وشواطئ بلاد تختفى، أما بالنسبة لمجال الصحة ستنتشر أمراض خطيرة ومنها الملاريا والكوليرا وسرطان الجلد وتآكل قرنية العين. وبالنسبة لمصر أولًا الدلتا سوف تتأثر، لكن بشكل ضعيف، خصوصا أن البحر المتوسط يختلف عن المحيطات، والتأثير سيكون محدودًا، وسيحدث جفاف كبير جدا فى مناطق كثيرة فى ربوع البلاد والشرق الأوسط، إضافة إلى الأعاصير. - ما الفرق بين الطقس والمناخ؟ الطقس هو التغيرات الجوية يومًا بيوم، ويرصدها هيئة الأرصاد الجوية فى مصر، وهى هيئة معنية بالطقس كل يوم، أما المناخ فهو العوامل الطبيعية التى تحدث على مدار عقد من الزمان كل 10 أعوام، وفى الطبيعى التغير غير موجود، وما يحدث اليوم من تغيرات غير مسبوقة، والفترة الأخيرة شهدت تغيرًا فى المناخ، وهذا أمر غير مسبوق فمن الطبيعى المناخ لا يتغير على الإطلاق. - بما يتأثر تغير المناخ؟ يتأثر المناخ ويتغير بعوامل معينة فى مقدمتها أولا «حرارة الشمس»، وسنصل فى يوم من الأيام إلى أن «تبرد» درجة حرارة الشمس، وهذا أمر يحتاج إلى مليارات الأعوام، وفقًا لنظرية الانفجار العظيم، وثانيا «الانفجارات التى تحدث فى الشمس»، والثالث «عوامل مصدرها الإنسان»، والإنسان أثر فى الكون من خلال القيام بعمليات ينتج عنها غازات ومنها ثانى أكسيد الكربون، التى بدأت من 100 عام ومع قيام الثورة الصناعية فى أوروبا، وهناك أمر يتعلق بتيارات الحرارة فى المحيط. - وماذا عن الاحتباس الحرارى؟ تلك «الغازات» التى خرجت من المصانع وغيرها إلى الجو قامت بظاهرة الصوبة الزجاجية، ومنعت خروج أشعة الشمس كلها، المفترض أن تدخل الأشعة وتخرج مرة أخرى، لكن ثانى أكسيد الكربون يحبس بعضها ويمنع الخروج بعد زيادة تركيزه فى الجو يقوم بعمل غلاف لا يسمح بخروج الحرارة بالكامل، وهذا أمر يؤدى إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض، وأن تلك أمر يتأثر به الكوكب كله، وكل دولة حسب موقعها فى الكرة الأرض والمناخ السائد فيها. - بصفتك متخصصًا فى الشأن البيئى، هل هناك أسباب أخرى لما يحدث فى الجو؟ إن السبب فى الجو الحالى هى ظاهرة «النينو» الحالية والممتدة من الصيف إلى آخر العام الحالى، والتى تتسبب فى اعتدال درجة حرارة الشتاء وارتفاع درجة حرارة الصيف، وبالنسبة للأمطار والسيول يرجع للتغيرات المناخية، التى حدثت بفعل الإنسان فى ظاهرة الاحتباس الحرارى، التى تسببت فى تغير المناخ على مدار عقود من الزمن. - هل ستستمر ظاهرة «النينو» لما بعد العام الحالى؟ من الصعب التنبؤ بالعوامل الجوية فى ظل الظروف الحالية، ومن الصعب معرفة انحسار ظاهرة «النينو» مع نهاية العام الحالى، ويمكن أن يستمر فى الصيف القادم، خصوصا أن أكبر منظمات جوية فى العالم لا تعرف ما القادم وهل ستستمر تلك الظاهرة أم لا. - ماذا تطلب من الدولة لمواجهة تلك الأزمة؟ لا بد أن نستفيد من الأمطار والسيول الحالية، خصوصا أن تلك الأمطار خير كبير لنا جميعا، وعلينا أن نقوم بتخزينها واستخدامها فى الزراعة.