الفترة العصيبة التي يعيشها (نادي الزمالك) علي ضوء الكبوات التي تعرض فريق كرة القدم لها خلال الموسم الكروي الذي أشرف علي نهايته والتحقيقات التي تجري.. تتطلب من الدولة وكل محبي القلعة البيضاء الإقلاع عن كل ما يؤجج خلافاته وأزماته. ليست المشكلة بأي حال ما تعرض له فريق الكرة من هزائم علي أساس أن هذه الرياضة لابد أن يكون بها منتصر ومهزوم.. المهم هو الاستفادة من الهزائم لإصلاح الأخطاء وشحذ الهمم وروح التحدي من خلال تقديم المزيد من البذل والعطاء للعودة إلي الانتصارات. علي جميع الأطراف أن يضعوا في اعتبارهم أن خلافاتهم وتلاسنهم لا تعيد ما فُقد.. ولكنها تؤدي إلي المزيد من الإحباط والآلام للجميع وفي مقدمتهم الجمهور الذي يدعم ويساند النادي ولاعبيه. إن الانتماء والولاء للنادي والحفاظ علي كيانه الرياضي يُحتم تبني الجهود التي تستهدف وحدة الصف وانهاء المشاكل. لابد من إدراك أن كل شيء ليس أسود فيما يتعلق بالأداء الرياضي لأبناء النادي. إن ما يدل علي هذا الواقع.. هذا الإنجاز الذي حققه فريق كرة اليد في سباق السوبر بالفوز علي الأهلي غريمه الرياضي في هذه البطولة. في الوقت نفسه فإنه لابد أن يكون هناك أمل في إمكانية تحقيق بطولة كأس مصر التي مازالت في متناول اليد. انقاذ النادي ليس بالأمر المستحيل اذا توافرت النيات الطيبة من جانب أطراف الأزمة. من المؤكد أن التصريحات وتبادل الاتهامات والإساءات لا تخدم الأجواء اللازمة لاحتواء الأزمة وإصلاح ما فسد. هذا الأمر يتطلب التحكم في الأعصاب وعدم الاستجابة للاستفزازات. أصحاب المسئولية في النادي واحتراماً لمكانته وعراقته. عليهم أن يمسكوا ألسنتهم وعدم الانسياق وراء عمليات دفعهم إلي التورط في معارك.. النادي بمشاكله الحالية في غني عنها. في هذا الشأن فإنني لا أخفي إعجابي بتعامل الكابتن إسماعيل يوسف عضو مجلس الإدارة والمشرف علي جهاز الكرة مع التطورات المتتالية للأحداث داخل النادي وبالأخص فيما يتعلق بقطاع كرة القدم. إنه وفي إطار المسئولية وعشقه للنادي يعد عنصراً مهدئاً للزوابع لصالح استمرار المسيرة. كم أتمني أن يكون هذا هو أسلوب وسلوك الجميع إذا كانوا حريصين علي مصلحة الزمالك. علي الجميع أن يؤمن أن كل شيء قابل للحل بالتفاهم والسلوك الودي والكلمة الحلوة. أخيراً أقول إنه لابد من مصداقية الجهود من جانب كل الأطراف في الدولة وفي النادي للتحرك نحو إنهاء وحسم الأزمة التي تعيشها إدارة النادي حالياً. ليس خافيا أن ما يجري يساهم في توتر وانفلات الاعصاب وإشاعة أجواء من عدم الأمان والاطمئنان في كل قطاعات النادي. هذه الاجواء المفتعلة تنعكس سلباً علي نفسية اللاعبين. لا يجب بأي حال أن تقف الأجهزة المسئولة في الدولة متفرجة علي هذه المسرحية الأليمة التي تقوم علي التربص بالنادي. كل الدلائل تشير إلي أن المحصلة في النهاية سوف تكون خسارة نادي الزمالك وما يمثله للرياضة في مصر من قيمة ومكانة.. إلي جانب ايذاء مشاعر الملايين من محبيه.