لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتوافق التعصب الزائد عن الحد في الدعم والمساندة لأي من الفرق الرياضية.. مع الروح الرياضية الصحيحة. من حق أي فرد أن ينحاز لفريق بعينه ولكن لا يجب أن تخرج مشاعره عن السيطرة التي لا تتفق وما تدعو إليه الرياضة من منافسة شريفة. إن التحول عن الالتزام بالروح الرياضية التي تقبل بالفوز والخسارة يعني الوقوع فريسة للعصبية التي تقود إلي ارتكاب الأخطاء وعدم التوصل إلي المعالجة لأسباب الهزيمة. نعم.. قد يكون هناك مبررات للتعصب تجاه نتائج المباريات التي قد تكون وراءها عدم التوفيق في التحكيم. ولكن لا يجب النظر الي كل الحالات بسوء نية. لابد أن يكون تعاملنا مع مثل هذه الحالات علي أساس أن الخطأ وارد باعتبار أن كل المشاركين في أي منظومة رياضية هم من البشر وليسوا من الملائكة. إن التعبير عن الرأي فيما يتعلق بالمنافسات الرياضية أمر مشروع ولكنه مشروط بعدم الخروج عن متطلبات التحكم في الأعصاب تجنبا لما قد يترتب عليه من خسائر أخري تضيف المزيد إلي ما تحقق من نتائج المباريات وتداعياتها. ما يحدث نتيجة تصاعد هذه الأزمات يصب في غير صالح الرياضة.. خاصة عندما تنتقل العدوي إلي الجماهير العريضة التي يجب أن تتحلي بالروح الرياضية القابلة ايضا للفوز والهزيمة. طبعا فإن من حق أي مشجع لفريق من الفرق أن يحزن لعدم فوز فريقه.. ولكن ليس مقبولا أن يتحول هذا الشعور إلي التورط في الإساءة إلي المنافسين الذين من حقهم هم الآخرون التطلع إلي الفوز وعدم الهزيمة. وإلا لن تكون هناك رياضة علي الإطلاق. دفعني إلي تناول هذه القضية ما أحاط بمباراتي الأهلي والإسماعيلي.. والزمالك والمصري. التي أدت نتيجتهما إلي فوز الأهلي بدرع دوري كرة القدم لهذا العام. كان من الطبيعي ان يتم استعادة الذاكرة لمابرز من تأثيرات سلبية وإيجابية علي هاتين النتيجتين.. بل وبعض النتائج الأخري للمباريات فيما يتعلق بتحقيق هذا الفوز.. رغم هذا فان ذلك لا ينفي بأي حال من الأحوال إن اللاعبين والمدربين قد بذلوا بكل الأمانة ما لديهم من خبرة وجهد. وحتي لا تكون هناك فرصة لأي قيل أو قال في المستقبل فإننا نتمني أن يكون هناك حرص من كل عناصر المنظومة الرياضية خاصة كرة القدم وعلي رأسها الاتحاد واجهزته خاصة الحكام وهو مايتطلب أن تكون شيمتهم الحياد والتمسك بالعدالة والمساواة. علي الجميع مراعاة عدم الإقدام علي أي سلوك تشم منه رائحة الاستفزاز أو شبهة التحيز حتي يمكن قطع الطريق علي أي إثارة أو محاولة للصيد في الماء العكر. أعتقد أن النجاح في هذه المهمة هو مسئولية كل الاندية. خاصة الناديين الجماهيريين الأهلي والزمالك لتحقيق هذا الهدف حيث عليهما اختيار العناصر المناسبة للإشراف علي شئون لعبة كرة القدم. الوصول إلي هذه المعالجة هو الوسيلة الوحيدة كي تعود الجماهير للملاعب التي من المؤكد أن وجودها يعظم من حلاوة المنافسة. من ناحية أخري فإنني علي ثقة ومتأكد تماما من إخلاص المستشار مرتضي منصور لنادي الزمالك إلي درجة لا يمكن تصورها. رغم تقديري لمشاعره المنبثقة من حماسه الزائد جدا الذي يعكس حبه للنادي وطموحاته لأن يكون الفوز حليفه في كل منافساته الرياضية.. فإنني كأحد مشجعي هذا النادي كنت أرجو أن تتوافر لديه القدرة للامساك باعصابه . ما كنت أتمني أن يصل الأمر إلي هذه الفتنة التي وقعت بينه وبين المدرب محمد حلمي ابن النادي الذي لا ينكر أحد أنه قام بكل ما يستطيع سعيا إلي الاحتفاظ بدرع الدوري. هذه الصورة من الولاء للنادي تجلت في مرات الفوز المتتالية التي حققها بعد أن تولي مسئولية الفريق والتي لا يمكن بأي حال التغاضي عنها بعد واقعة تعادله مع النادي المصري. أملي أن يتمكن كل أبناء الزمالك المخلصين من احتواء الموقف وإصلاح العلاقات بين طرفي الأزمة. ان املنا جميعا ان يعود النادي العريق إلي الحب والوئام والثقة المتبادلة ضمانا للاستقرار الذي يفتح الطريق أمامه إلي الانتصارات من جديد.