ليس أمراً غريباً أو مثيراً للدهشة أن يتعثر فريق الزمالك لكرة القدم ويخسر واحدة من مبارياته حتي لو كان امام فريقاً غير مصري في بطولة الكونفيدرالية الافريقية باعتبار ان المنافسات الرياضية مكسب وخسارة.. إن ما يثير الأسي والحزن فيما يتعلق بأحداث مباراته مع النجم الساحلي التونسي في اطار هذه البطولة أن ينهار الفريق ويهبط من القمة التي اعتلاها في مباراتي بطولة دوري وكأس مصر إلي الحضيض بهزيمته 5/1. انها ولا جدال نتيجة قاسية للغاية أصابت مشجعي النادي وكل المواطنين المنحازين للهوية المصرية بصدمة مؤلمة. لا أحد كان يتوقع انهيار الفريق بهذه الصورة المأساوية التي جعلت الاحباط يسيطر علي مشاعر الجميع. هول المفاجأة التي بدأت مع الدقائق الأولي للمباراة وحتي الدقائق الأخيرة جعلت المتابعين لا يصدقون أن أعضاء هذا الفريق هم أنفسهم الذين حققوا بطولتي الكرة المصرية لهذا الموسم. خمسة أهداف يا ظلمة تدخل مرمي أحمد الشناوي في مقابل هدف واحد للاعب أيمن حفني. هل أراد هذا الفريق الزملكاوي ألا يخيب الله له عادة بألا تمر أيام عيد الأضحي دون أن يصيب مشجعيه بهذه الخيبة الكبيرة. لا أعتقد انه يمكن لاحد الادعاء بأن وراء هذه الخسارة الفادحة لجوء فريق النجم الساحلي هو الآخر للسحر والشعوذة وصولا إلي هذه النتيجة الفاضحة التي اغتالت الفرحة بالدوري والكأس. كان يمكن تقبل الهزيمة بروح رياضية لو أنها لم تتجاوز الهدفين أو حتي الثلاثة.. ولكن أن ترتفع إلي خمسة أهداف. لا تفسير لهذا الذي حدث سوي أن لاعبي الزمالك كانوا في غيبوبة جعلتهم يفتقدون رؤية الكرة أو مرمي الفريق التونسي المنافس الذي مرمط بهم الأرض. حتي الفرص القليلة التي اتيحت للاعبين الزملكاوية للتسجيل كانت متسمة بالاستهتار وفاقدة للتركيز نتيجة حالة الانفلات التي سيطرت علي أعصابهم. لم يكن مدافعو الفريق احسن حالا من المهاجمين بعد أن ثبت يقينا أن الغرور قد انتابهم بعد موجات الاستحسان لادائهم في مباريات الدوري والكأس. من المؤكد ان هذه الهزيمة الثقيلة قد افقدت الزملكاوية الأمل في المنافسة علي بطولة الكونفيدرالية الافريقية. هذا الأمر يمكن أن يتبدل إذا حدثت المعجزة في مباراة العودة في القاهرة وتمكن الفريق من الفوز بنتيجة 4 أهداف مقابل لا شيء للفريق التونسي علي الأقل. هذه النتيجة المأمولة ليست شيئا مستحيلا إذا ما تملكت الصحوة الكروية وروح الفن والهندسة لاعبي الفريق واستعادوا الثقة المفقودة في مباراة ملعب «سوسة» بتونس. علي هؤلاء اللاعبين أن يدركوا ان هذه الهزيمة افقدت مشجعي الزمالك الفرحة بالكأس والدوري وأنه لا سبيل لاستعادتها سوي بتحقيق معجزة تتمثل في الفوز المؤهل للبطولة في مباراة القاهرة.