مبروك للزمالك فوزه المستحق علي غريمه الرياضي النادي الأهلي في مباراة القمة وحصوله علي كأس هذه البطولة. هارد لك للنادي الأهلي الذي لم يكن جديرا بالفوز رغم صحوته في الشوط الثاني من المباراة واستحواذه علي الكرة دون فاعلية علي مرمي حارس الزمالك المتألق محمود جنش. ويحسب لفريق الأهلي أن سلوك لاعبيه الذي اتسم بالمثالية وهو امر يستحق كل التقدير. من المؤكد أن الهدفين اللذين سجلهما اللاعب «الفلتة» الزملكاوي باسم مرسي في هذه المباراة العلامة في بطولة كأس مصر قد رفعت من اسهمه علي مستوي تاريخ الكرة المصرية. بقي أن نطالبه بألا يكون هذا التفوق مدعاة للغرور الذي تكون نتيجته انحسار هذا المستوي الرفيع من اللعب. لقد منحت مجريات هذه المباراة شهادات إجادة وتقدير لعدد من اللاعبين الزملكاوية منهم علي سبيل المثال أحمد توفيق وعلي جبر وعمر جابر ومحمد كوفي وطارق حامد وأيمن حفني وحمادة طلبة.. كان لهم جميعا دور أساسي في فوز نادي الزمالك المكافح والمناضل وهو ما جعله مؤهلا للجمع هذا الموسم بين الكأس وبين بطولة الدوري. وحتي أكون عادلا فإنني مطالب بأن أسجل أن جميع لاعبي الزمالك كانوا أبطالا ورجالا. ولا يفوتني هنا أن أشير إلي أن اللاعب «كهربا» يستحق أيضا الإشادة علي ما كان يحدثه من دربكة في دفاع الأهلي. ولكن يحسب عليه الميل إلي الفردية.. رغم ذلك فإنه لابد أن يُذكر له الكرة العرضية الرائعة التي رفعها لصاحب فرحة الزمالك «باسم مرسي» ولكن توفيق شريف إكرامي منعها من دخول مرمي الأهلي في آخر لحظة لتضيع فرصة هدف ثالث مؤكد للزمالك. لا يمكن تناول أحداث هذه المباراة القمة دون أن نسجل لرئيس نادي الزمالك المستشار مرتضي منصور دوره فيما حققه النادي من غزوات ناجحة سواء في تعاقدات اللاعبين أو تفوقه في اختياره لفيريرا مدربا للفريق بالإضافة إلي تحقيق استقرار النادي والارتفاع بمستوي خدماته. وهو ما كان له اكبر الاثر علي الحالة النفسية للاعبين. وبهذه المناسبة الرياضية فإنني أتمني أن يكون هذا النجاح الذي كان حليفه ورسخ انتماءه وغيرته وحبه لنادي الزمالك دافعا له للتخلي عن الانفعال والوقوع فريسة للاستفزاز. أتوقع أن يكون تمتعه بمزيد من الثقة التي جاءته من واقع إنجازاته للنادي ستكون حافزا له للجنوح نحو السيطرة علي أعصابه وبالتالي فلتات اللسان. إذا نجح في ذلك فلاجدال ان مكاسبه ستتضاعف لتتجاوز شعبية نادي الزمالك إلي كل مصر. في النهاية وبعد أن استمتعت بمشاهدة مباراة القمة والمشاركة في الفرحة باستحواذ الزمالك علي الكأس فإن الأمانة تقتضي ألا أسقط حق الرجل العجوز المتمرس «فيريرا» لقد أثبت بقيادته لعملية تدريب فريق الزمالك انه مدرب كفء من الطراز الأول وأنه وبكل المقاييس يعد مكسبا للنادي بشكل خاص وللكرة المصرية بشكل عام. انه يستحق الشكر علي مساهمته الفعالة في العيدية المجزية التي تم تقديمها لأعضاء النادي ومحبيه.. مبروك للزمالك فوزه المستحق وهارد لك للأهلي الذي ارجو ان يؤمن مسئولوه بأن هذا هو حال الرياضة حيث لابد أن يكون هناك فائز يقابله عدم توفيق ولكن المهم هو التمسك بالروح الرياضية التي تسمو بالسلوك والتعامل. في هذا الاطار يتحتم ان يكون مفهوما ان قيام مسئولي النادي الاهلي بمنع لاعبي الفريق من تسلم ميداليات الوصيف لبطولة كأس مصر التي فاز بها الزمالك هو مهما كانت المبررات «جليطة» وعدم احترام للحضور من كبار مسئولي الدولة. انه سلوك لا يليق بتاريخ النادي الاهلي الذي كان دوما مثالا يحتذي به في السلوك الرياضي المثالي. ان ماحدث يتنافي والروح الرياضية ويؤكد ان مسئولي النادي مصابون بداء الغرور المنافي لهذه الروح. ليس من تفسير لهذا السلوك سوي ان هزيمة فريقهم افقدتهم صوابهم الي درجة عدم ادراك قيمة الرسالة الاخلاقية والاجتماعية التي تُثريها وتتحمل مسئوليتها كل الانشطة الرياضية.