أرجو أن تنتهي حالة التوتر التي لا معني لها ولا فائدة بين قطبي الرياضة المصرية.. الأهلي والزمالك. في هذا الشأن لا أملك سوي التعبير عن اعجابي بعقلانية وتعامل خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة مع هذه الأزمة الناشبة بين الناديين العملاقين. انني لا أجد سببا مقنعا لهذه الازمة سوي التعصب الذي يتنافي مع الاهداف السامية للممارسات الرياضية التي تعد إعلاء للعلاقات الاجتماعية والانسانية. كنت أتمني أن يكون جميع الأطراف علي مستوي المسئولية في تقديرها وتفهمها لمتطلبات الحفاظ علي الصالح الوطني وأن تكون السلوكيات متجاوبة مع الروح الرياضية الصحيحة بعيداً عن أي تجاوزات.. ما كان يجب بأي حال استخدام الشعبية التي يتمتع بها الناديان الكبيران في الشارع المصري فيما يمكن أن يعكر الأمن والاستقرار. مثل هذا السلوك ان دل علي شيء فإنما يدل علي افتقارنا للروح الرياضية الحقة التي تتجسد في تقبل نتيجة التنافس بصدر رحب يستند إلي الإشادة بالأداء والحماس الذي محوره الإبداع الرياضي لإمتاع المشجعين للفريقين. في هذا الاطار لا يسعني أيضاً سوي الترحيب بدعوة وزير الرياضة لقيادات الناديين الكبيرين بالجنوح إلي التهدئة والتوقف عن إصدار التصريحات المثيرة. ولقد ضرب الوزير مثالاً علي ضرورة الالتزام بهذه الروح بسلوكه المسئول في تعامله مع التصريح الذي قيل إنه صدر ضده من جانب أحد مسئولي النادي الأهلي ولقد أحسن بلجوئه إلي تطويق هذا التجاوز بتكذيب ما تم تناقله بشأنه. في هذا المجال أرجو أن يلتزم الوزير بوعده بأن يجمع بين رئيسي الناديين مرتضي منصور ومحمود طاهر في جلسة لتصفية النفوس والأجواء باعتبار أن ذلك سوف ينعكس علي جماهير الناديين والرياضة بشكل عام. من ناحية أخري وللمساعدة علي تحقيق هذا الهدف فإنني أرجو من الناديين تجنب اللجوء إلي تحويل التنافس علي التعاقد مع اللاعبين الجدد مبرراً للعند وتصعيد الشقاق والخلاف بينهما بعيداً عن الاحتياجات الحقيقية لفريقيهما.. لابد أن يتحلي المسئولون في كلا الناديين عن التورط في المنافسة العمياء القائمة علي التعصب التي لا يتحقق من ورائها نفع حقيقي سوي إهدار الأموال وتعكير الأجواء العامة.. ان كثيراً من تلك التعاقدات تنتهي بأن تكون دكة الاحتياطي مصير هؤلاء اللاعبين المتعاقد عليهم بملايين الجنيهات قد يكون الفريقان في غير حاجة إليهم. تجاوباً مع توجيهات وزير الرياضة لإنهاء أجواء التوتر علي الساحة الرياضية وسعياً إلي تحقيق صالح الرياضة المصرية والنوادي فلا جدال أن تصريحاته بشأن بحث عودة الجماهير إلي حضور مباريات الدوري الجديد تستحق الإشادة والتشجيع. المهم انه وفي حالة الاقدام علي اتخاذ قرار بشأن هذه الخطوة التي يتطلع إليها مشجعو ومحبو الرياضة أن يكون هناك موقف حقيقي من الجماهير لنبذ التعصب. هذا يتطلب التصدي لدعاته الذين من المؤكد أنهم لا ينتمون للمجتمع الرياضي من قريب أو بعيد. كم أرجو أن يشارك الجميع في تنقية هذه الأجواء من الدعوات التي تعمل علي حرمان محبي الرياضة الملتزمين بالروح الرياضية الحقة من متعة حضور ومشاهدة المباريات من أجل التشجيع المجرد من الإسفاف والخروج عن القيم الرياضية. علي هذا الأساس فإنه من الطبيعي ان يسود التفاؤل علي أمل أن يتحقق كل ذلك مع الموسم الجديد لمباريات كرة القدم.. التوصل إلي اقرار هذه المنظومة يعني تمهيد الأجواء لتكون عنواناً لعودة السلوك الحضاري عند حضور ومشاهدة هذه المباريات.