ونحن نقترب من ختام العرس الكروي العالمي الذي امتعنا علي مدي الاسابيع الماضية .. فان كل محب للعبة الساحرة المستديرة لابد وان يشعر بالحسرة لتعاملنا السيء معها نتيجة تجردنا من الروح الرياضية. كان من نتيجة الجهل والتعصب والسماح بالخلط بين التواريخ الاجرامية ومتابعة التنافس الرياضي بشكل حضاري ان اصبحنا ننفرد دون كل دول العالم باقامة هذه المباريات دون جمهور. رغم السعادة التي كانت تتملكني وأنا اتابع مباريات كأس العالم في البرازيل الا انني وجدت نفسي فريسة لحسرة والحزن علي استسلامنا للمجرمين والفوضويين الذين نجحوا في تحويل ملاعبنا الي ساحات للصدامات والعراك الي درجة القتل. لاشك ان لجوءنا الي هذا الاجراء سببه تجنب التعصب الاعمي وغياب الروح الروح الرياضية عند بعض قطاعات المشاهدين الذين يحكمهم سوء السلوك الي درجة الاجرام. هذه المقارنة جعلتني اؤمن بان هذه الفئة الخارجة لا علاقة لها بالرياضة الذي ساهمت تشويه هذا النشاط وحرصت النوادي من ايرادات بالملايين جعلتها غير قادرة علي تأدية رسالتها الحقيقية. شيء يفرح الجماهير الغفيرة السعيدة وهي تشاهد هذا السباق لصالح التنافس الرياضي الذي تمثله مباريات الساحرة المستديرة. رغم زحام هذه الاعداد الغفيرة فالكل مشغول بتشجيع الفريق الذي ذهب الي الملعب لدعمه ومساندته . لم نشاهد الي صواريخ او العاب ثارية اثناء المباريات او بعد انتهائها. الا تجعلنا هذه المهرجانات الرياضية العالمية نشعر بالعار لاضطرارنا الي اجراء المباريات بين فرقنا محليا الدوري او الكأس او علي المستوي الدولي بدون جمهور استجابة لسطوة فلول البلطجية والفوضويين. بئس بلد لا تستطيع ان تحفظ للغالبية من المصريين حقهم في متابعة مباريات كرة القدم في ملاعبنا. هل يمكن ان يحدث هذا في دولة تملك خلفية حضارية عريقة يعلن مسئولوها كل يوم انها دولة قانون وأمن؟!