أحيي القرار الذي اتخذه د. محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر بمنع دخول الطلاب الذين يرتدون السلاسل والاساور الذهبية والفضية أو البنطلونات المقطعة أو من يقومون بحلق رءوسهم بشكل مقزز، المنع سيكون لمدة أسبوع وإذا تكرار الامر ستكون العقوبة الفصل. أحيي القرار - وإن كان سبقه قرارات مشابهة لعمداء كليات- لأنه بداية لإعادة الهيبة للجامعات فما بالكم بجامعة الأزهر الشريف فما نراه داخل جدران جامعاتنا شيء لا يقبله عقل ولا منطق ولا يتفق مع أعرافنا وسلوكياتنا الشرقية، ما يحدث داخل الجامعات غريب علينا جميعا فما نراه أوكازيون يتسابق فيه الطلبة علي ارتداء أي شيء والموضة المقطع وللأسف الامر ينسحب علي الاولاد والفتيات دون استثناء وفي شكل يدعو للرثاء. كنا طلبة في الجامعة ولا يقول أحد إن الزمن غير الزمن.. صحيح كنا في السبعينيات من القرن الماضي وفي ظروف النكسة وقبل حرب أكتوبر ولكننا لم نر هذا الابتذال الذي يحدث الآن، وحتي الصور التي كانت تأتينا من عهود ما قبلنا منذ أنشئت جامعة القاهرة عام 1925 بعدما أصبحت جامعة حكومية كانت تظهر الطلبة بشكل مشرف بلا إسفاف أو خروج عن المألوف وكانت البدلة الكاملة شعار كل طالب والفستان المحتشم هو رداء كل فتاة داخل أسوار المدرجات.. الكل وقتها كان مشغولا بالدراسة وتحصيل العلم وهو ما صار عملة نادرة هذه الايام فالطلبة لا هدف لهم كما نري إلا الحصول علي الشهادة فقط. أما تحصيل العلم فهو يأتي في آخر المتطلبات ولذلك فقدت الجامعة رسالتها بعد أن حصل فصل ما بين الأستاذ وطلابه وتغيرت الافكار وظهرت التحررية فخلت المدرجات إلا من القليل أما طلاب البحث فلا وجود لهم في ظل ذلك الكم والعدد اللذين تأويهم المدرجات. للأمانة يجب أن تكون هناك وقفة حازمة داخل كل الجامعات لإعادة الهيبة المفقودة لها فللأسف تهاونا في الحفاظ علي الثوابت فضاعت في خضم الفوضي وتسيب الاخلاق الذي تسببت فيه برامج التوك شو والفضائيات وتهاونت الاسر في تربية الابناء أو مراقبتهم فكان ذلك المشهد غير السوي المخزي والبنطلونات والجيبات المقطعة والسلاسل التي يشمئز الانسان من رؤيتها داخل الحرم المقدس تلك المشاهد مكانها المواخير والبارات، وليس تحت بند الحرية ما يسمح لهؤلاء الطلبة أن يتجاوزوا في حق الجامعة أو احترام اساتذتها وهو ما أوصل الحال إلي التطاول علي الرموز والكوادر الجامعية التي نفخر بها. وما حدث من طالب وطالبة داخل جدران إحدي الكلية بجامعة إقليمية من فعل فاضح هو أحد فصول تلك المسرحيات الهزلية التي تؤكد أنه لا تربية ولا أخلاق وإنما فوضي وتسيب وانعدام للمراقبة. أتذكر عندما كنت بالسنة الأولي بكلية الحقوق جامعة عين شمس عام 1970 وكان المدرج يتسع لأكثر من ألف طالب لم أر منهم أي خارج عن الأدب أو السلوك القويم أو يرتدي ما هو غريب كل حسب امكانياته واتذكر استاذنا الراحل دكتور كامل ليلة وكان يلقي علينا محاضرات القانون الدستوري والمدرج كامل العدد لا تسمع همسة حتي إنه في بعض الاحيان كان ينحي الميكروفون جانبا ويطلق العنان لصوته ليستمع له كل الحاضرين من الطلبة.. وأتذكر عندما حولت اوراقي لجامعة القاهرة في السنة الثانية كم كان حجم الالتزام وكم كان الاستاذ الدكتور أحمد فتحي سرور يلتف حوله الطلبة في سلوك حضاري وبكل الاحترام وبدون سفور في محاضرته حول القانون الجنائي. لو دخلت مدرج أي كلية الآن ستري العجب طلبة بلا التزام حتي من يريد ذلك يتوه في ظل الزحام والضوضاء التي يسببها غير الملتزمين وهم كثيرون وصار الأستاذ يبحث عن الطلبة الذين ينصرفون إلي ما يبعدهم عن تحصيل المحاضرات. الأمر حقيقةيحتاج إلي وقفة وألف وقفة ولعل القرار الذي أصدره دكتور المحرصاوي يكون البداية في كل الجامعات حتي نعيد لها الهيبة. سلوك الطالب داخل جدران الجامعة يجب أن يغلفه الالتزام والبداية بالمظهر.