بعد فترة هدوء عقب ازمات "الفيزون" والنقاب التي شهدتها جامعة القاهرة خلال العام الجامعي الماضي .. من جديد عادت ازمة الزي الجامعي تطفو علي السطح وهذه المرة كانت بسبب ارتداء البنطلون المقطع و"الشروال" داخل الحرم الجامعي .. والشروال لمن لايعرفة هو البنطلون الذي يشبه بنطلون التريننج .. اصبح مثار الحديث بين اروقة الجامعات وعلي مواقع التواصل الالكتروني ووسائل الاعلام المختلفة .. انقسم المجتمع ما بين مؤيد ومعارض .. الكثيرون اعتبروا ان الجامعات هي محراب العلم وليست كرنفالا للازياء ولابد من حفاظ الطلاب واعضاء هيئة التدريس علي قدسية وهيبة هذه الاماكن ولابد ان تمنع مثل هذه الملابس المثيرة للجدل داخل الجامعة والتي قد تتسبب في حدوث وقائع تحرش حتي ولو باصدار قانون جديد من مجلس النواب .. اخرون رأوا ان المنع سواء باللوائح او القوانين او حتي بالتعليمات هو اعتداء علي الحريات الشخصية رافضين هذه الدعاوي شكلا وموضوعا!! هذا العام لم يتوقف الامر عند ارتداء الملابس المثيرة داخل الجامعات .. لكنه امتد الي الحفاظ علي القيم الاخلاقية الجامعية وانضباط السلوك بين الطلاب خاصة بعد واقعة جامعة طنطا التي احتضن فيها طالب زميلته بعد اقامة حفل خطوبة لهما بين زملائهما داخل الحرم الجامعي واحالتهما للتحقيق من جانب الجامعة. ورغم ان هناك دعاوي كثيرة من عدد من رجال الدين ونواب البرلمان والمهتمين بالامر بان يصدر تشريع جديد يضبط سلوك الطلاب سواء في الحفاظ علي المظهر العام واحترام قدسية المحراب الجامعي او الحفاظ علي الاخلاق الجامعية والانضباط .. الا انني علي الرغم من تأييدي الكامل لاحترام قدسية محراب العلم سواء بالملبس او السلوك من الطلاب واعضاء هيئة التدريس وايضا العاملين .. اري اننا لسنا في حاجة ابدا لمثل هذه القوانين .. فهي موجودة بالفعل وممثلة اولا في الاسرة المسئولة مسئولية كاملة عن الابناء ومراقبة سلوكهم .. لكل ولي امر سواء كان الاب او الام يري أبناءه ماذا يرتدون قبل توجههم الي جامعاتهم ويمكنه ان يوجه الابن او الابنة اذا رأي ان في ملبسة ما هو خارج عن المألوف وهذا يحل جزء كبيرا من القضية .. الامر الثاني والذي لايقل اهمية هو القرارات الجامعية التي لابد ان تكون حازمة وواضحة ومحددة تجاه الحفاظ علي هذه التقاليد بشرط الا يكون مضمون تلك القرارات فضفاضا وغير واضحا ويعطي فرصة للاجتهاد .. وحسنا فعلت كلية التربية النوعية بجامعة المنوفية التي اصدرت قرارا بمنع دخول الطلاب والطالبات الذين يرتدون الملابس غير اللائقة والبنطلونات المقطعة والذين يقومون بعمل قصات الشعر الغريبة. وقد قرأت تصريحا لعميدة الكلية منذ ايام تعلن فيه نجاح قرارها وتجاوب الطلاب بنسبة95% .. واعتب علي الاعلامي الكبير وائل الابراشي الذي حاول من خلال برنامجة العاشرة مساء ان يفرض رأية علي الحوار بين ضيوفة مؤيدا حرية ارتداء هذه الملابس داخل الجامعة فهو حر في رأية الخاص ولكن خارج البرنامج .. اما ان يفرضة علي الاخرين فهذا ليس دور المحاور او الاعلامي!! تبقي كلمة.. كنا طلابا بالجامعة وتعلمنا احترام الحرم الجامعي والزملاء والزميلات .. ونادرا ما كنا نسمع عن واقعة تحرش او تجاوز .. لاننا كنا ننظر للزميلة علي انها بمثابة الاخت .. والاكثر من ذلك كانت علاقتنا باساتذتنا قوية تتسم ايضا بالاخوية مع معظمهم وايضا العاملين بالكليات فقد كانوا اصدقاء لنا ومنهم من دامت صداقتة حتي الان رغم مرور سنوات طويلة .. السؤال .. هل من الممكن ان يعود للجامعات سلوك تلك الايام ..؟؟ ام ان هذا من المستحيلات؟!