مع بداية العام الدراسي, أصدرت عدد من الجامعات المصرية الكثير من القرارات التي تحدد آلية دخول الطالب بالشكل الذي يليق بكونه طالبًا يأتي لمؤسسة تعليمية للتعليم والتدريب, حتى لا تؤثر على سير العملية التعليمية، إلا أن العديد من الممنوعات لاقت استهجان العديد من الطلاب وأساتذة الجامعة. ومع تزايد ظاهرة التحرش قامت الجامعات بمنع بعض الملابس التى وصفتها بالخليعة على الطلاب حتى تحد من عمليات التحرش التى تحدث للفتيات, كما منعت النقاب من أعضاء هيئة التدريس حتى يكون هناك تواصل فوري بين الطلاب. وفى ظاهرة غريبة من أمرها منعت جامعة الأزهر المياه المعدنية والغازية والعطور الشخصية عن الطلاب في الجامعة. ومن جانبها، رصدت "المصريون" قائمة بتلك الممنوعات من دخول الجامعات المصرية والتى جاءت كالتالي..
بزعم الإضرار بالعملية التعليمية جامعة القاهرة تمنع التدريس ب"النقاب"
قررت جامعة القاهرة منع المنتقبات من التدريس وهنّ يرتدين النقاب، حيث أصدر الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، قرارًا بمنع عضوات هيئة التدريس المنقبات والهيئة المعاونة بجميع الكليات والمعاهد التابعة للجامعة من إلقاء المحاضرات أو الدروس النظرية أو التدريب بالمعامل. وأوضح في حيثيات قراره أنه يأتي ذلك, حرصًا على التواصل مع الطلاب وحسن أداء العملية التعليمية من أجل المصلحة العامة. ولفت إلى أن قرار مجلس الجامعة جاء عقب الاطلاع على قرارات سابقة لرئيس الجمهورية بشأن اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات والقوانين المعدلة له، وما تم عرضه على عمداء الكليات. ومن الناحية الأخرى, أثار هذا القرار الكثير من الجدل حوله، فى ظل انتشار ظاهرة النقاب، وارتداء الطالبات له، واعتبر بعض نشطاء التيار الإسلامي أن القرار مخالف للدستور تمييزًا سلبيًا ضد المنقبات، لاسيما أنه لا يمنع "المتبرجات" من التدريس أيضًا، على حد قولهم. شنت الدعوة السلفية هجومًا على نصار، واعتبرت قراره مخالفًا للدستور، وقال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، إن قرار جامعة القاهرة بمنع عضوات هيئة التدريس المنتقبات من التدريس بنقابهن هو قرار مخالف للدستور والقانون، وتمييز ضد فئة معينة من أجل مذهبها الديني. ووصف القرار أيضاً بأنه مخالف لكتاب الله وسنة رسول الله «ص» , موضحًا أن النقاب أقل درجاته أنه مشروع، ويستحب عند الجمهور وواجب عند بعض العلماء، مما يؤكد أنه لا يمكن اعتباره مخالفًا للشريعة. وأضاف لذلك، فتدخل جامعة القاهرة بقرار إدارى يمنع المنقبات من التدريس هو تجاوز فى حق المرأة المنقبة، التى يكفل لها الدستور حقها الكامل فى لباسها الشرعي، الذى أتت به الشريعة الإسلامية. ودعا برهامى رئيس جامعة القاهرة، إلى التراجع عن هذا القرار، داعياً فى الوقت نفسه المنقبات فى هيئة التدريس أن يرفعن قضية عاجلة لتمكينهن من مباشرة حقوقهن. ورد عليه جابر نصار وهو مصر على قرار منع النقاب من التدريس,قائلًا إنه لن يتراجع عن قراره بمنع المنقبات من التدريس خلال بعض المواد، مُعتبرًا أنه ليس مخالفًا للدستور، وباب القضاء مفتوح أمام الجميع لأننا اتخذنا القرار وفقاً لدراسات وتقارير. وأضاف في تصريح له أن المنتقبة التي تعمل في الجامعة لا تلقى درسًا فى مسجد ولكنها تدرس لطلاب بمختلف معتقداتهم، قائلًا: "كيف للمنتقبة أن تدرس لغة أجنبية للطلبة وهى منتقبة، خاصة أن تعليم اللغات الأجنبية يحتاج إلى تواصل، وهناك سيدات منتقبات قمن بتطبيق القرار دون أى حرج".
منع" الفيزون".. و"الشورت".. و"الشبشب" من جامعة حلوان وبنى سويف منعت كل من جامعة حلوان وبنى سويف دخول الطلاب والطالبات الجامعة وهم يرتدون بنطال "الفيزون" بالنسبة للبنات وما يدعى "الشورت" و"الشبشب" بالنسبة للشباب, مع توقيع عقوبات على من يخالف هذه القرارات. وكان قرار منع الفيزون للحد من التحرش ودوافعه، فمنذ أربع سنوات قررت إدارة الجامعات المصرية بالإجماع منع الطالبات من ارتداء الفيزون أو البرمودة داخل الحرم الجامعى احترامًا لسلوك التعليم الجامعى وعدم إثارة الشباب، الأمر الذى اعتبرته إدارة الجامعات يمكنها من السيطرة على حسن سير وسلوك الطلاب, أما بالنسبة للشبشب والشورت من أجل الحفاظ على المظهر العام.
أمن فالكون يمنع المياه المعدنية.. والبرفان.. وسيارات الإسعاف من جامعة الأزهر منعت جامعة الأزهر مع بداية العام الدارسي الجديد, على الطلاب دخول عدد من الأشياء إلى الحرم الجامعي, مثل زجاجات المياه المعدنية والمياه الغازية وزجاجات العطور الشخصية وأدوات التجميل ومبرد الأظافر, إلى جانب منعها لدخول سيارات إسعاف مستشفى الحسين إلى الطلاب. كما شددت على أفراد أمن شركة "فالكون", دخول الطلاب بهذه الأشياء مع تشديد التفتيش عليهم. وهذا القرار أصدره رئيس الجامعة الدكتور عبد الحى وقال هناك بعض الطلاب يستخدمون تلك الأشياء فى تصنيع زجاجات المولوتوف والخروج فى التظاهرات. منع الشماريخ.. وحظر تيشرتات الدعاية السياسية وشملت قائمة الممنوعات داخل الحرم الجامعي, الشماريخ نظرًا لاستخدامها فى التظاهرات، بالأخص فى جامعة الأزهر والقاهرة، بزعمها وجود فصيل كبير من شباب الإخوان المنظم للمسيرات الاحتجاجية داخل الجامعات، وذلك لأن الشماريخ تسبب إصابات بالغة عند إطلاقها على أي فرد من أفراد الأمن. كما حرصت أيضًا على منع ارتداء التيشرتات المطبوع عليها اسم حزب، حتى لا تكون دعاية سياسية، وهو أمر محرم داخل الجامعات، لأن الجامعة خاصة بالدراسة، وليس منبرًا للدعاية الحزبية والانتخابية إلى جانب إزالة أي شعارات سياسية أو حزبية ملصقة على السيارات.
الأمن الإداري.. وفصل الطالب.. أشياء محرمة ولا تمنع من الجامعات على الرغم من قيام الجامعات المصرية بمنع الكثير من الأشياء الضرورية على الطلاب والطالبات, إلا أنها فى نفس الوقت أصرت على بقاء عدة أشياء تعيق سير العملية التعليمة للطلاب وتؤثر عليهم بشكل سلبي, وكانت من بين تلك الأشياء قانون فصل الطلاب وأفراد الأمن الإدارى من قبل شركة "فالكون". حيث حاولت الحكومة أن تعوض نقص الأمن فى الجامعات لأن الطلاب استغلوا ذلك فى أعمال الشغب والتظاهرات، فقرر المجلس الأعلى للجامعات المصرية الاستعانة بشركات أمن خاصة لتأمين الجامعات كانت متمثلة فى شركة أمن "فالكون". لكن هذا الأمر أثار غضب الكثير من طلاب وأساتذة الجامعات, لأنهم يرونه نوعًا من أنواع التضييق عليهم. وفى السياق ذاته، منح دستور 2014 رؤساء الجامعات حق فصل الأساتذة والطلاب من الجامعة, هذا الأمر أثار غضب الطلاب وأساتذة الكليات. وعلى الرغم من ذلك وخطورة الأمر أصرت الجامعات المصرية والحكومة على بقاء تلك المادة وأبقت عليها.
وطلاب: نرفض جميع قرارات رؤساء الجامعات
قال محمد حسن, أحد طلاب جامعة الأزهر, معلقًا على قرار رئيس جامعة الأزهر عبد الحى حزب بمنع المياه المعدنية والغازية من الطلاب, إن هذا قرار تعسفي وغير قانوني لأنه لا يوجد فرد لا يستطيع العيش دون الماء وخاصة في المناخ الحار وارتفاع درجات الحرارة, وخاصة الفتيات لأنهن من أكثر المتضررين من ذلك القرار بطبيعة الفتاة المختلفة عن الذكر لأنها لا تتحمل شيئًا. وأكد خلال تصريحات خاصة ل"المصريون", أننا نرفض جميع قرارات رئيس الجامعة, لأنها تعد نوعًا من أنواع التضييق على الطلاب التي تجعل الطلاب يدخلون السجن وليس الجامعة. وأضاف حسن أن أفراد الأمن يفتشون بنات الأزهر بشكل مزرٍ للغاية ويأخذون منهن العطور الشخصية وأدوات المكياج.
أكاديميون: الطالب لازم يلتزم لأنه جاي يتعلم مش يهرج رأى البعض من الأكاديميبن وأساتذة الجامعات أن القرارات الأخيرة التى اتخذتها الجامعات المصرية بشأن الطالب المصري, واجبة، خاصة أن هناك بعض الطلاب لا يحترمون قدسية المكان. فيما تحدث البعض عن النقاب ومنعه قائلين ليس من الجامعة أن تمنع طالبة من ارتدائه. حيث قالت الدكتورة لبنى إسماعيل, فى آداب إنجليزي جامعة القاهرة, إن القرارات التى أصدرتها الجامعات المصرية بشأن منع بعض الملابس على الطلاب واجبة وسليمة من أجل الحفاظ على المظهر اللائق للطالب. وأكدت إسماعيل خلال تصريحات خاصة ل"المصريون", أن الطلاب يجب أن يلتزموا بتلك القرارات قائلة: "الطالب مش جاى الجامعة يهرج المفروض إنه جاى يتعلم, لأنه قاعد على الشاطئ وماشى بالشبشب والبرامودة". وأضافت قائلة: "وكمان البت اللى بتلبس الفيزون هى مش جاية تبين رجليها هو المفروض جاية تتعلم". كما اعترضت الدكتورة عالية المهدى, أستاذة الاقتصاد بجامعة القاهرة, على قرار الدكتور جابر نصار، وقالت إن قرار مجلس جامعة القاهرة بمنع المدرسات المنتقبات من التدريس غير قانوني, حتى لو صدر عن مجلس الجامعة قائلة: "مفيش قانون يمنع ارتداء زى معين فى أماكن محددة, وأى واحدة ستمنع من التدريس وترفع دعوى ضد مجلس الجامعة ستكسبها".