أكتب اليوم عن رسالة "الغفران"، ولا أتحدث هنا عن رسالة أبي العلاء المعري، ذلك العمل الأدبي الممتع، الذي وضعه النقاد والأدباء في مصاف كلاسيكيات الأدب العربي، والذي تخيل المعري فيه رحلة للآخرة، يتحدث خلالها إلي الشعراء في الجنة والنار. ولكني أتحدث عن تلك القبيلة المنكوب أهلها والتي تدعي "الغفران" الذين يعيشون في "قطر" بدون هوية ولا جنسية، بعد أن سحبت السلطات القطرية الجنسية منهم، وشردوا أهلها، وفصلوهم من أعمالهم، وطردوهم من بيوتهم، وتعاقب السلطات القطرية أبناء القبيلة الذين ينحدرون من عشيرة "آل مُرة" دون محاكمة ودون أي تهمة، ويسير تميم علي نهج أبيه فسحب مؤخراً الجنسية من 6 آلاف آخرين دون إبداء أسباب بل إن الأمر زاد إلي إعدام بعض أفراد القبيلة، الذين يعيشون علي الشريط الحدودي بين قطر والسعودية. أبناء "الغفران" يئنون من اضطهاد تميم، ويتحسرون علي بلدهم، ففي الوقت الذي تُسحب فيها جنسيتهم، يمنحها تميم لكل من هب ودب، الأمر الذي أصبح فيه عدد المجنسين يتجاوز عدد القطريين الأصليين! لجأوا إلي مفوضية حقوق الإنسان بالأممالمتحدة لتوصيل رسالتهم، وتبنتها الفيدرالية العربية بجنيف، وطالبت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتبني قضيتهم، وإجبار تميم والسلطات القطرية علي إعادة حقوقهم، المتمثلة في إعادة الجنسية، وإعادتهم لأعمالهم، وتعويضهم عن الخسائر المادية والمعنوية التي تكبدوها نتيجة اضطهاد السلطات القطرية لهم علي مدار السنوات الماضية.. وفي ندوة عقدت في جنيف الأسبوع الماضي تحت رعاية المفوضية العربية ونشرت في وسائل الإعلام غير القطرية.. استغاث صالح الغفراني أحد أبناء القبيلة بالأممالمتحدة وقال أنتظر أن تنهي المنظمة الدولية معاناة أفراد قبيلتي وغيرهم في قطر، مشيراً إلي حالات الإعدام التي يتم تنفيذها في كل من يطالب باستعادة حقوقه.. ويضيف: الجنسية سُحبت من أبي وبالتالي لم يعد لي أنا وأولادي جنسية، وأبي يعيش في الخارج، ولا يستطيع دخول قطر لرؤية عائلته وأحفاده. وقال إن كل أبناء قبيلته بلا عمل وليس لهم حق العمل في بلادهم، وأصبحوا غرباء، في حين يرون آخرين من خارج البلاد يتمتعون بالجنسية وحق العمل، وقال صالح الآن في قطر من السهل أن تنزع الجنسية عن أي مواطن في أي وقت بدون إبداء أسباب وبدون حكم قضائي وبلا محاكمة.. ويكمل محمد المري حديث صالح قائلا: بمجرد أن شرع البعض في إثارة قضية "الغفران" زاد اضطهاد السلطات للقبيلة وأبنائها. • • • بصراحة متابعتي لهذه القضية أوجعت لي قلبي، علي أبناء الشعب القطري ولكن هذا ليس بمستغرب علي "تميم" الذي يدعم الإرهاب، ويأوي الإرهابيين، وتسوقه دول راعية للإرهاب، فمن يدفع المليارات للقتل، ومن ينحدر من سلالة تنقلب علي بعضها، فالأب انقلب علي الجد والابن انقلب علي أبيه، فلا خير فيه ولا في سلالته لقطر والقطريين. وطبعاً لم نسمع في "الجزيرة" أي خبر أو تنويه عن "الغفران" المضطهدين، ولم نقرأ في الصحف القطرية أي إشارة لأبناء البلد المغضوب عليهم لمجرد أنهم ليسوا علي هوي "تميم" وأبيه، ولم نقرأ تقريراً لجمعيات حقوق الإنسان عن اضطهاد قبيلة الغفران، ولا عن المعذبين في قطر.
الكرة الآن في ملعب الأممالمتحدة، ومجلس حقوق الإنسان التابع لها.. فهل تنتصر المنظمة الدولية للشعب القطري، وتفرض عقوبات علي تميم؟. اخر كلام حق الشعب أثلج قلبي امتلاك الدولة للشركة الرابعة للمحمول، فقد أخطأت الحكومات السابقة عندما باعت الشركة الأولي والرخصتين الثانية والثالثة للقطاع الخاص، لأن هذه الشركات كان يمكن أن تكون بمثابة الفرخة التي تبيض ذهباً للدولة. تحية لحكومة المهندس.شريف إسماعيل التي تعيد حق الشعب، الذي ضاع نتيجة فوضي الخصخصة. الدور الآن علي الشعب لتشجيع الشركة الوطنية الجديدة. فكل مكاسب الشركة الجديدة لن تخرج من مصر.