فعلت خيراً قناة »سي. إن.إن» التليفزيونية الأمريكية حين كشفت عن نصوص الاتفاقات التي تمت في إطار مجلس التعاون الخليجي ووقع عليها أمير قطر الحالي عامي 2013 و2014 ليكتشف العالم كله مدي غرق النظام القطري في مستنقع الكذب والخداع ومدي إصراره علي السير في طريق الإرهاب والتآمر علي الدول العربية والخليجية علي مدي أكثر من عشرين عاما. لقد ملأ النظام القطري الدنيا صراخا بعد قرار المقاطعة الذي اعلنته الدول العربية الأربع »مصر والسعودية والإمارات والبحرين»، وظل يواصل لعبة الكذب والتضليل علي المنهج الإخواني، ويدعي المظلومية ويحاول تدويل أزمته أو تصديرها إلي »المعلمين الكبار»!! الذين يعمل لمصلحتهم وينفذ مخططاتهم كما اعترف رئيس المخابرات المركزية الأسبق بأن حكام الدوحة كانوا ينفذون تعليمات واشنطون حين استضافوا بعض الجماعات الإرهابية في الدوحة»!!» وكما لم يعترف بعد المسئولون في اجهزة مخابرات لدول كبري أخري، تقف حتي الآن- موقف المراوغة في الأزمة مع قطر، وتدعو للوساطة، وتطمئن عملاءها في الدوحة حين تقول إن بعض مطالب الدول العربية الأربع من النظام القطري.. تمس السيادة أو تثير الاستفزاز!! الآن، وبعد الكشف عما وقع عليه أمير قطر بنفسه قبل ما يقرب من أربع سنوات، فإن السؤال لا يتعلق بفضخ أكاذيب حكام الدوحة وعدم احترامهم للعهود والمواثيق.. وانما السؤال الأهم هو: ماذا ستقول الإدارة الأمريكية وحلفاؤها من الدول الغربية وفي مقدمتهم بريطانيا بعد الفضيحة؟ وهل تستمر هذه الإدارات في محاولاتها لانقاذ النظام القطري من ورطته؟ وهل ستظل تخدع شعوبها والعالم، بالإدعاء بأنها تحارب الإرهاب بينما كانت ومازالت الراعي الرسمي لأهم جماعاته وفي مقدمتها »الإخوان»!! وبينما كانت- ومازالت - تبسط حمايتها علي نظام مثل النظام القطري وهو يقدم كل الدعم لجماعات الإرهاب التي تضرب في الوطن العربي وتنشر فيه الدمار والخراب؟! لقد تم نشر الوثائق عبر »سي.إن.إن»، في نفس الوقت الذي كان »تيلرسون» وزير خارجية ترامب يبدأ جولته في دول الخليج العربي، ليعرف العالم ما كانت تعرفه بالقطع الإدارة الأمريكية وحلفاؤها البارزون من حقائق تقول إن حاكم الدوحة قد وقع بنفسه علي وثائق يعترف فيها بالمسئولية عن احتضان الإخوان ودعم الإرهاب والتحريض الإعلامي عليه»!!» وأنه تعهد بالإقلاع عن ذلك كله، ولم يف بالطبع بتعهداته. وأنه لم يفعل ذلك استنادا إلي أموال الشعب القطري المنهوبة، ولا إلي عبقرية حكام ينفذون ما يرد إليهم من تعليمات.. وإنما فعل ذلك استنادا إلي »المعلمين الكبار»!! الذين يعمل لديهم ويأتمر بأوامرهم، والذين يحاولون ممارسة الضغوط لانقاذ عميلهم!! الرسالة ينبغي أن تصل للسيد »تيلرسون»، وتابعيه في بريطانيا وغيرها.. بأن عليهم أن يضعوا نهاية لهذه اللعبة التي دمرت أوطانا عربية وهددت العالم بأسره. أن آوان الحديث الحاسم إلي الكبار.. أما الاتباع الصغار »كحكام قطر» فأظن أن مشكلتهم لن تتعدي البحث عن »الخروج الآمن»!!