يدخل وزير الخارجية الأمريكي »ريكس تيلرسون» علي ملف الأزمة مع قطر بجدية حين يكون اليوم في الكويت للقاء أميرها حاشدا معه وزراء خارجية بريطانيا و ألمانيا والاتحاد الاوروبي.يأتي ذلك في وقت تتأكد فيه يوما بعد يوم كل الحقائق عن دعم قطر للإرهاب.. بما في ذلك اعتراف مسئولين قطريين وفي مقدمتهم وزير خارجية الدويلة الناشزة الذي برر ذلك بأن قطر ليست وحدها في قائمة داعمي الإرهاب.. لعله يشير إلي قوي عظمي تدعي أنها تحارب الإرهاب، ثم تلجأ للمراوغة في اتخاذ موقف ضد قطر.. ولعل ما قاله المدير السابق للمخابرات المركزية الأمريكية من أن بعض قيادات الإرهاب وجدت ملاذا لها في »الدوحة» بموافقة أمريكا نفسها.. وربما بطلب منها!! والقصة هنا لا تحتاج لوساطة يريد النظام القطري تدويل الأزمة» ونزعها من إطارها الصحيح وهو أن دولا عربية وخليجية قد نفد صبرها من دعم دويلة قطر لعصابات الإرهاب وهي تخرب وتدمر داخل الوطن العربي وخارجه. وأنها اتخذت موقفها الأخير من قطر حماية لأمن هذه الدول التي تدفع ثمن محاربتها للإرهاب من دماء ابنائها ومن ضرب استقرارها وتخريب اقتصادها. وليس من خلاف كبير هنا أن يكون حكام قطر قد ارتكبوا كل هذه الجرائم »ومازالوا!!» من باب الاجتهاد الذاتي في عالم الإرهاب.. أو من باب العمالة عند الآخرين »!!» فالنتيجة واحدة.. والأذي قد تحقق .. والصبر قد نفد. ولا حل أمام حكام قطر إلا بوقف هذه الجرائم أو تدفع الثمن الذي سيكون - بكل تأكيد - غاليا!! لقد دفعنا في مصر والعالم العربي ثمن تهاون العالم الغربي مع منظمات الإرهاب، بل وتحالفها مع بعضها لخدمة مخططاتها في المنطقة، ورفضها - حتي الآن - وضع جماعة مثل »الإخوان» في قوائم الارهاب وهي رأس الأفعي وأساس كل جماعات التكفير وعصابات الإرهاب »!!» والآن.. لم يعد هناك مفر أمام الولاياتالمتحدة ودول أوروبا »بعد أن وصل الإرهاب إلي عواصمها» إلا أن تدرك أن مصداقيتها علي المحك، وأن حديثها عن محاربة الإرهاب سيظل بلا معني إذا ظلت »تراوغ» في ضرب جماعات بعض الإرهاب أو تجفيف منابع هذا الإرهاب ومعاقبة كل من يدعمه .. وفي المقدمة »بالنسبة لنا وللدول العربية علي الأقل» يقف النظام القطري والنظام الأردوغاني التركي!! كل ما هو مطلوب من أمريكا والدول الأوروبية في اجتماع اليوم بالكويت أن تدرك أن زمن المراوغة قد ولي، وأن المطلوب فقط هو ان تقول بوضوح كامل : هل ستحارب الإرهاب ومن يدعمونه.. أم تريد ان تغلب منطق الصفقات ، ظنا بأنه سيكون في صالحها؟! والباقي بعد ذلك تفاصيل. لاننا ندرك ان الدولة الاعظم التي تسيطر عسكريا علي المنطقة من قاعدتها المركزية بقطر، تعرف جيدا اننا نعرف جيدا انها لو ارادت حقيقة التصدي للارهاب ومن يدعمونه.. فإن الامر لن يحتاج - بالنسبة للنظام القطري- الا لرسالة من سطر واحد يحملها اصغر موظف في السفارة الامريكية أو أصغر شاويش في القاعدة الامريكية إلي القصر الأميري.. كما حدث من قبل!!