ربما آن الأوان لتدفع دويلة قطر ثمن تدخلها في شؤون الغير وتحريضها المستمر علي العنف والفوضى تحت ستار ما أسموه بالربيع العربي وأن يتجرع «تميمها» بعضاً من سم المؤامرات الزعاف الذي طالما أذاقته والدته للشعوب العربية وأن يحصد ثمار ما قد زرعه والده من فتن ودسائس لتفتيت وتقسيم المنطقة ,آن أوان رد كيد «آل ثاني» إلي نحورهم لكي يعرفوا أنهم ليسوا بمنأى عن رياح التغيير القادمة لا محال بيد الشرفاء من شباب قطر الذين أبوا أن يدفع شعبهم ثمن أخطاء أميرهم السياسية ورعونته ومعاداته لجيرانه وأشقائه وإصراره علي تنفيذ الأجندة الصهيو- أمريكية في الشرق الأوسط بأموال قطرية. بشائر التغيير بدأت بالفعل منذ أيام بتدشين أول حركة للمعارضة القطرية أو ما يعرف إعلامياً ب «تمرد قطر» التي نجحت في جمع 35 ألف توقيع _كما جاء في بعض وكالات الأنباء_ للمطالبة بإصلاحات جذرية مهددين برفع سقف المطالب إلي حد المطالبة برحيل الأمير إن لم تُتخذ خطوات سريعة علي طريق الإصلاح للقضاء علي فساد الأسرة الحاكمة. هذه الحركة الوليدة التي انطلقت من خارج قطر تعتبر بمثابة أول اختبار حقيقي لقدرة القطريين علي تنظيم جبهات معارضة لمواجهة حكامهم الذين يتشدقون بالحرية ويدافعون عن الديمقراطية في دول المنطقة ويستضيفون نشطاء الربيع العبري لتدريبهم في أكاديمية صهر مفتي الناتو «القرضاوي»علي أعمال «التغير السلمي!!» مع أن النظام القطري نفسه يعتبر من أكثر الأنظمة القمعية الكارهة لحرية التعبير نهيك عن التعامل مع الذات الأميرية وكأنها ذات إلهية مُنزهة عن الخطأ والنقد لدرجة حبس شاعر خمسة عشر عاماً لإلقائه قصيدة شعرية تعرض في بعض أبياتها للأمير. انطلاق «تمرد قطر» من القاهرة تحديداً له بعض الدلائل أهمها أن مصر عادت لدورها كدولة فاعلة ليست مفعول بها وأنها بدأت تتعامل حتى ولو كان بشكل غير معلن_ لأسباب دبلوماسية _ بمبدأ المعاملة بالمثل العين بالعين والسن بالسن ونشطاء بنشطاء والبادي أظلم. السماح للمعارضة القطرية بالتحرك إعلامياً من علي الأراضي المصرية لم يكن رداً علي استضافة الدوحة لفلول الإخوان ودعمهم مادياً فحسب بل يعتبر رسالة بأن لمصر أصابع قادرة علي اللعب في قطر لو أرادت زعزعة استقرار الحكم هناك وأن صمت وصبر مصر علي ألاعيب هذه الدويلة الفترة الماضية لم يكن ضعفاً بل لاعتبارات عروبية وأخلاقية تجهلها الدويلات الناشئة حديثاً. هذه الرسالة التقطتها الدوحة لنجد أميرها بعد أقل من 24 ساعة من انطلاق حركة المعارضة يسارع بالاتصال بالسيد الرئيس عبدالفتاح السيسي للمرة الأولي في محاولا مستترة لتلطيف الأجواء وفتح نافذة للحوار لتفادي تطور الأمر ودعم مصر لهذه الحركة رسميا لأنهم يعلمون جيدا لو أقدمت مصر علي تبني المعارضة القطرية بشكل جدي سيكون علي حكام «آل ثاني» السلام وقتها لن تنفعهم أموالهم ولا قواعدهم الأمريكية التي يحتمون بها. يبقي أخيراً أن تعي قطر اللعب مع الكبير _حتى ولو تعثرت خطاه بكبوة_ له ثمن لابد أن يدفع ذات يوم بعد أن ينهض من جديد ويعود ليؤدب الصغار ويعلمهم أن أموال النفط تشتري كل شئ ما عدا الشرف و قد تدفع كرشوة لشراء مجد زائف لكنها لا تشتري أصل أو تاريخ.