مواقفه الأخيرة معارضة لجبهات المعارضة، مباركة لخطط النظام القائم، أعلن مثلا خوض حزبه للانتخابات البرلمانية رغم امتناع الآخرين، ورغم أن القيادة لم تستجب للحد الأدنى من مطالبه هو شخصيا، حضر اجتماعات الحوار الوطنى المزعوم مع أنها أيضاً لم تستجب قولا أو فعلا قبيل اللقاء أو بعيده للحد الأدنى من اقتراحاته هو شخصيا، وأخيراً وربما ليس آخرا يطلق تصريحاته المستفزة عن الدويلة المستفزة (قطر) ولا يمكن لتصريحاته أن يمررها عقل لصاحبه إلا بواحد من احتمالين: الجهل أو التجاهل.. ولما كان صاحبنا من الذكاء والثقافة والمعرفة والخبرة مما يستبعد أو يستحيل معه احتمال الجهل فإن الأقرب للتفسير إذن هو التجاهل، ولكن لماذا يتجاهل أيمن أغراض قطر؟ تلك الأغراض التى لم تعد مبهمة أو غامضة أو ملتبسة كما كانت منذ سنتين بل أضحت مكشوفة بينة معلنة عن نفسها حسب نظرية اللعب على المكشوف، فقطر هى الدويلة العربية الخليجية التى احتضنت فى قلبها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية فى المنطقة (قاعدة السيلية)، وهى الدويلة التى مارست التطبيع مع إسرائيل بأقصى تطبيقاته عبر مكتب للتمثيل التجارى مع تل أبيب رغم أنها لم ولن تكون دولة مواجهة مع إسرائيل فى يوم من الأيام، وهى الدويلة التى اجتهدت لتضيع على مصر صفقة تصدير الغاز لإسرائيل والأردن وقدمت لهما عرضا بسعر أقل بكثير ووافقت إسرائيل على عرضها بالفعل لولا اعتراض السعودية على مرور أنابيب الغاز عبر أراضيها، وهى الدويلة التى ارتكب أميرها كبرى الكبائر الشرعية بعد الشرك بالله حينما انقض على أبيه طاردا إياه من الحكم والبلاد حاكما عليه أن يعيش فى المنفى طيلة عمره المتبقى، وهى الدويلة التى تنفق مليارات الدولارات على نجوم العالم فى كرة القدم والتنس وغيرها وهم فى خريف مواهبهم ليمرحوا فى ملاعب خالية من الجماهير دون أى جدوى سوى التباهى المريض، وهى الدويلة التى ختمت ملف احتضانها لتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022 بطفل إسرائيلى يبارك ملفها ويقول إنه سعيد أن يقام الكأس فى الدوحة حيث سيكون قريبا من بلاده يقصد (فلسطينالمحتلة) وأنه بالتالى سوف يستطيع مع أهله الحضور للاستمتاع بهذه المسابقة، وهى الدولة التى تسعى لتدمير الدول العربية الكبرى لصالح مخطط عالمى تكشفت عناصره بوضوح وها قد تدمرت فى عصر بزوغها العراق فصارت عمليا دويلات تنتظر فقط عناوينها النظرية وشيعت جنازة جيشها الكبير منذ أعوام، وها قد انهارت سوريا ولم يعد لها جيش نظامى يكفل لها أى دور خارج حدودها وهى الأخرى تستعد للتقسيم بفضل الدور التركى القطرى وبالمباركة الدولية الأمريكية الروسية. إنها يا سيدى دويلة قطر التى تشترى قيمتها الآنية المزعومة من فقراء الوطنية فى بلادنا، لقد ترعرع فيها صغيرا ابن الشيخ الشهير وأصبح شابا يكتب شعرا يسب فيه حكام مصر بأقذع الألفاظ، بينما لم يجرؤ يوما على سب أمراء قطر رغم عهرهم السياسى الذى لا يقاربه عهر ويتردد عليها أخيراً سياسيون بارزون تجاسروا على اتهام الزعيم المصرى المنتصر السادات بأنه مارس سياسة الانبطاح وهو الذى انتزع أرضه من فم الأسد بينما تخرس ألسنتهم وتجف أحبار أقلامهم عند الحديث عن الدعارة السياسية التى يمارسها قادة الدويلة. وأخيراً أنت أيها الصديق فتقول إن هجوم البعض فى مصر على قطر وليد الغيرة والحقد، فما أقبح ما قلت، ولو أنك تجهل لهان علىّ الأمر، لكنك تتجاهل فلماذا يا ترى تتجاهل وأى سبب وراء ذلك؟ أو أى ثمن وراء ذلك؟ انتخبتك يا صديقى حينما ترشحت للرئاسة أمام مبارك ومن المؤكد لم أكن متجاهلا بل يبدو أننى كنت جاهلا. أيمن.. صدقنى لم أعد أفهمك.