المهندس سنموت الذي عشق الملكة حتشبسوت، وربي ابنتها الأميرة نفرو رع التي تزوجت من الملك تحتمس الثالث.. هل بني معبد الدير البحري للملك تحتمس الأول »أبوالملكة حتشبسوت» أم للملكة حتشبسوت؟ الكل يعرف معبد الدير البحري الذي يقع في حضن الجبل، والذي بناه العبقري سنموت الذي عشق الملكة حتشبسوت، وربي ابنتها الأميرة نفرو رع التي تزوجت من الملك تحتمس الثالث - نابليون العصر القديم، وقد دفن سنموت أسفل هذا المعبد وكان مثله الأعلي المهندس إيمحوتب الذي بني الهرم المدرج وهو بحق عبقري العمارة المصرية القديمة. أما مقبرة الملكة حتشبسوت فلا يعرف عنها الكثير من المعلومات! وقد حاول هيوارد كارتر بعد أن كشف مقبرة تحتمس الرابع أن يقنع المليونير الأمريكي ثيودور ديڤز أن يمول الحفائر لمعرفة من هو صاحب المقبرة رقم (20)، وهي المقبرة التي كان كارتر يود أن يعرف من هو صاحبها، ووافق دايڤز علي التمويل. وكانت المقبرة مليئة بالرديم المتحجر والذي خلفته السيول والفيضانات التي تحدث في الوادي، وكل ذلك كان عبارة عن تراكمات السيول خلال آلاف السنين، ولم يحاول أحد أن يعمل في هذه المقبرة نظراً لخطورة العمل داخل سراديبها؛ ولذلك كان هذا هو التحدي من الأثري العظيم كارتر، وعندما بدأ العمل وجد أن الأرض غير مستوية؛ ولذلك بدأ العمال يسقطون علي الأرض، هذا بالإضافة إلي وجود الروائح الكريهة، ورغم ذلك استمر عالم الآثار الإنجليزي يحث العمال علي إزالة الرديم المتراكم حتي حدثت المفاجأة وعثر علي آثار منقوشة تدل علي أن هذه المقبرة ملكية، وازداد تصميمه علي المضي في الكشف حتي يصل إلي حجرة الدفن. أما المفاجأة الثانية وهي أن دراسته للنقوش تثبت أن المقبرة تخص الملكة حتشبسوت، كما كشف داخل حجرة الدفن عن أدلة لوجود نقوش لبعض كتب العالم الآخر كانت بالداخل، بالإضافة إلي عثوره علي تابوت رائع جميل يخص الملكة حتشبسوت موجود بالمتحف المصري، وآخر خاص بأبيها الملك تحتمس الأول موجود بمتحف الفنون الجميلة بالأقصر. وبعد ذلك جاء جون رومر الإنجليزي الذي يعيش حالياً في إيطاليا وعمل في الوادي وأثبت أن المقبرة رقم (20) في وادي الملوك لم تبني أصلاً للملكة حتشبسوت، ولكن يبدو في رأيه أن المهندس أنيني قد قام بنحت هذه المقبرة للملك تحتمس الأول ، أبو الملكة حتشبسوت. ونعرف أن هناك نص عثر عليه داخل مقبرة إنيني يقول فيه: »بنيت مقبرة جلالته لا أحد رأي، ولا أحد سمع»، وقد أزعج هذا النص علماء الآثار حتي أن بعضهم تسائل: »هل يعني ذلك أنهم تخلصوا من العمال الذين بنوا هذه المقبرة؟».. وأنا أعتقد أن المقبرة 20 قد بنيت أصلاً للملكة »حتشبسوت»، وأنها أول مقبرة نحتت في الوادي، أي أن سنموت هو الذي أختار هذا الوادي ليكون مقراً لدفن الملوك، وبعد ذلك قامت حتشبسوت بنقل تابوت أبيها من المقبرة التي تقع بجوار الوادي إلي مقبرتها.. وقد حاولت الدخول لهذه المقبرة أثناء مشروع البحث عن مومياء الملكة، وعندما دخلت لمسافة عدة أمتار وجدت نفسي أسقط علي الأرض؛ ولذلك قام العمال بوضع عوارض خشبية علي المدخل وفيها ربطت الحبال التي تساعد علي النزول إلي المقبرة. بل الفعل قام هيوارد كارتر بعمل عظيم في هذه المقبرة الخطرة.