- شفتم قيمة المواطن في بلاد برة.. الحكومة الإنجليزية قررت إخلاء قلب لندن من الأتوبيسات والتاكسيات غير الحكومية.. وقبل أن تأخذ خطوة تنفيذية قررت أن تأخذ رأي ركاب هذه الخطوط لأنهم هم المستفيدون منها.. فإذا رفضوا وتمسكوا بحقهم ستبقي الحكومة علي الوضع، وتستبعد فكرة إلغاء الأتوبيسات.. لكن إذا جاءت نتيجة الاستطلاع بالأغلبية ورأوا أن إخلاء قلب البلد من هذه الأتوبيسات يتيح فرصة الحركة لجمهور المشاة.. تبدأ الحكومة فورا بتعديل مسار هذه الأتوبيسات.. - جميل جدا أن يؤخذ رأي الركاب سواء كانوا من المقيمين في لندن أو كانوا من الركاب الموسميين الذين يحملون اشتراكات سنوية ويحتفظون بها وهم خارج البلاد.. صديقي الدكتور أحمد الملاح استشاري المخ والأعصاب المقيم في القاهرة تلقي رسالة من بلدية لندن علي اعتبار أنه يحمل اشتراكا سنويا في الأتوبيسات يستخدمه كلما سافر إلي لندن، المفاجأة أنهم تعاملوا معه كما أنه مقيم وطلبوا منه رأيه في إخلاء قلب لندن من الأتوبيسات أم لا.. انشغل عنهم في الرد وإذا بهم يرسلون له استعجالا ويصرون علي رأيه.. فكان من الطبيعي أن يحترم الحضارة التي وصلوا إليها وهو يترحم علي المواطن في مصر الذي لا يشعر بقيمته لا من الحكومة ولا من المجتمع نفسه يوم أن يلقي مصرعه في الطريق العام ويختم حياته بورق جرايد يغطي جسده.. - صديقي الدكتور أحمد الملاح رغم أنه مبهور لما يحدث في الخارج.. وكيف يحترمون مواطنيهم يسكن في شارع الأشجار بالمهندسين والشارع لا يسمح بمرور سيارتين في وقت واحد شأنه شأن الشوارع التي تعاني من تخمة السيارات ومع ذلك يقول » بقدرة قادر » استيقظ من نومه علي حركة أتوبيسات مدرسة أغلقت الطريق وهات ياكلاكسات ووصلة » شتايم » لأصحاب السيارات، فقد اكتشف أن الفيلا المجاورة لسكنه تحولت إلي مدرسة خاصة دون أن يؤخذ رأي سكان الشارع.. مع أن وجود مدرسة في شارع سكني كارثة تهدد راحة السكان وتحركاتهم.. وإن كان السكان قد اتفقوا فيما بينهم علي إقامة دعوي أمام القضاء الإداري ضد محافظ الجيزة الذي أعطي ترخيصا كان سببا في العشوائيات وفوضي الشارع.. - هذه واقعة من الوقائع التي تتحدي الحكومة فيها مشاعر المواطنين.. نفس الشيء يتكرر في شارع الثورة وهو شارع رئيسي بالمهندسين يستقبل جميع السيارات القادمة من الدقي وتأخذ طريقها إلي كوبري أكتوبر.. الشارع أصبح لا يُطاق لا يمكن لسيارة تستطيع أن تخرج قبل ساعة زمنية بسبب الاختناق والسبب أن السيد المحافظ أعطي في غفلة ترخيص إقامة عمارة علي ناصية الشارع للإسكان الإداري وهذه العمارة كانت فيلا السيد حسين الشافعي وبعد وفاته لا أعرف إن كانت في حوزة الورثة أم باعوها.. المشكلة أن البيه محافظ الجيزة لم يتأكد من حجم مساحة الجراجات وهل تستوعب الشركات والمؤسسات التي ستسكنها؟.. لكم أن تتخيلوا صحيفة » الْيَوْمَ السابع » بأسطولها البشري بسيارات العاملين التي تزيد علي 300 سيارة وهو عدد متواضع جدا عندما يوزعون أنفسهم أمام العمارات السكنية ويترصصون ثلاثة وأربعة صفوف.. وفجأة لو انت من سكان الشارع يا تجد سيارتك محبوسة أو يصعب عليك أن تجد مكانا لها.. وهنا يحضرني سؤال هل البيه المحافظ استأذن سكان الشارع قبل منح الترخيص.. بالطبع لا لأن المحافظين أوامرهم تنفذ علي حساب كرامة المواطن.. ويصبح أي مستأجر لا ذنب له.. لكن البيه الذي أعطي ترخيص الإسكان الإداري وسط شارع سكني هو المتهم.. مع أن هناك تعليمات بأن جميع المباني الإدارية تقام خارج القاهرة.. لكن تقول لمين، لم نسمع أن محافظا جمع مهندسي الإدارة الهندسية عنده وأعطاهم تعليمات صريحة بعدم الترخيص للمصانع ولا الورش ولا العقارات الإدارية ولا المطاعم ولا معارض السيارات في قلب الإشغالات السكنية.. البهوات المحافظون تركوها علي البحري وبالتالي أعطوا فرصة للفساد أن ينمو، ومش مهم الشكل الحضاري ولا احترام المواطن.. - لذلك ترونني متضامنا مع الأخ الدكتور أحمد الملاح في صدمته لما يحدث معنا في مصر وإن كانت أمنيته أن يجد المواطن المصري ما يجده المواطن الإنجليزي في بلده.. طبعا حلم لن يتحقق.. لأن المسافة كبيرة اوي والحكومة لا تستوعب مثل هذه الدروس..