افتتاح النسخة الثانية من معرض كنوز مطروح بمحافظة الدقهلية    الهلال الأحمر الفلسطيني: فقدنا 29 طفلا خلال أيام بسبب الجوع في غزة    ترامب: المحادثات النووية مع إيران تسير في الاتجاه الصحيح    بيراميدز يخوض مرانه الأول في بريتوريا استعدادا لنهائي دوري الأبطال    وزير الشباب والرياضة يفتتح تجديدات ملعب استاد المنصورة    وزارة الثقافة تصدر كتاب قراءات في النقد الأدبي للدكتور جابر عصفور في هيئة الكتاب    تعرف على قرارات النيابة في حادث دائري البساتين    جيش الاحتلال: إصابة قائد دبابة اليوم بجروح خطيرة خلال المعارك في شمال غزة    نتنياهو: مستعد لهدنة مؤقتة مقابل الإفراج عن الأسرى    البيئة تنظم فعالية تشاركية بشرم الشيخ بمشاركة أكثر من 150 فردًا    رئيس جامعة المنيا يشهد مهرجان حصاد كلية التربية النوعية 2025| صور    عرض رسمي جديد من الزمالك لعبدالله السعيد «تفاصيل»    المجلس القومي للمرأة ينظم لقاء رفيع المستوى بعنوان "النساء يستطعن التغيير"    خسائر بالملايين.. قائمة السيارات المحترقة في حادث الواحات (نص كامل)    وزير الشباب والرياضة يشارك في مناقشة دكتوراه بجامعة المنصورة    كيف علق نجوم الفن على رقص أسماء جلال بعيد ميلادها ال 30 ؟    إشادات نقدية للفيلم المصري عائشة لا تستطيع الطيران في نظرة ما بمهرجان كان السينمائي الدولي    محمد مصطفى أبو شامة: يوم أمريكى ساخن يكشف خللًا أمنيًا في قلب واشنطن    المسجد الحرام.. تعرف على سر تسميته ومكانته    رئيس الوزراء يلتقي وفد جامعة أكسفورد (تفاصيل)    ماغي فرح تفاجئ متابعيها.. قفزة مالية ل 5 أبراج في نهاية مايو    40 ألف جنيه تخفيضًا بأسعار بستيون B70S الجديدة عند الشراء نقدًا.. التفاصيل    تعمل في الأهلي.. استبعاد حكم نهائي كأس مصر للسيدات    طلاب الصف الخامس بالقاهرة: امتحان الرياضيات في مستوى الطالب المتوسط    الحكومة تتجه لطرح المطارات بعد عروض غير مرضية للشركات    رئيس الوزراء: تعزيز جهود زيادة التبادل التجاري والاستثماري بين مصر وبلغاريا    تفاصيل مران الزمالك اليوم استعدادًا للقاء بتروجت    بوتين: القوات المسلحة الروسية تعمل حاليًا على إنشاء منطقة عازلة مع أوكرانيا    «الأعلى للمعاهد العليا» يناقش التخصصات الأكاديمية المطلوبة    نماذج امتحانات الثانوية العامة خلال الأعوام السابقة.. بالإجابات    الأعلى للإعلام يصدر توجيهات فورية خاصة بالمحتوى المتعلق بأمراض الأورام    البابا تواضروس يستقبل وزير الشباب ووفدًا من شباب منحة الرئيس جمال عبدالناصر    السفير الألماني في القاهرة: مصر تتعامل بمسئولية مع التحديات المحيطة بها    وزير الصحة ونظيره السوداني تبحثان في جنيف تعزيز التعاون الصحي ومكافحة الملاريا وتدريب الكوادر    محافظ البحيرة تلتقي ب50 مواطنا في اللقاء الدوري لخدمة المواطنين لتلبية مطالبهم    تعرف على قناة عرض مسلسل «مملكة الحرير» ل كريم محمود عبدالعزيز    إحالة أوراق 3 متهمين بقتل بالقناطر للمفتي    محافظ أسوان يلتقى بوفد من هيئة التأمين الصحى الشامل    «العالمية لتصنيع مهمات الحفر» تضيف تعاقدات جديدة ب215 مليون دولار خلال 2024    أدعية دخول الامتحان.. أفضل الأدعية لتسهيل الحفظ والفهم    الأمن يضبط 8 أطنان أسمدة زراعية مجهولة المصدر في المنوفية    أمين الفتوى: هذا سبب زيادة حدوث الزلازل    الأزهر للفتوى يوضح أحكام المرأة في الحج    كرة يد - إنجاز تاريخي.. سيدات الأهلي إلى نهائي كأس الكؤوس للمرة الأولى    "سائق بوشكاش ووفاة والده".. حكاية أنجي بوستيكوجلو مدرب توتنهام    "آيس وهيدرو".. أمن بورسعيد يضبط 19 متهمًا بترويج المواد المخدرة    ضبط 9 آلاف قطعة شيكولاته ولوليتا مجهولة المصدر بالأقصر    عاجل.. غياب عبد الله السعيد عن الزمالك في نهائي كأس مصر يثير الجدل    وزير الداخلية الفرنسي يأمر بتعزيز المراقبة الأمنية في المواقع المرتبطة باليهود بالبلاد    الكشف عن اسم وألقاب صاحب مقبرة Kampp23 بمنطقة العساسيف بالبر الغربي بالأقصر    الزراعة : تعزيز الاستقرار الوبائي في المحافظات وتحصين أكثر من 4.5 مليون طائر منذ 2025    سعر الريال القطرى اليوم الخميس 22-5-2025 فى منتصف التعاملات    محافظ القاهرة يُسلّم تأشيرات ل179 حاجًا (تفاصيل)    راتب 28 ألف جنيه شهريًا.. بدء اختبارات المُتقدمين لوظيفة عمال زراعة بالأردن    "صحانا عشان الامتحانات".. زلزال يشعر به سكان البحيرة ويُصيبهم بالذعر    طلاب الصف الأول الثانوي يؤدون اليوم امتحان العلوم المتكاملة بالدقهلية    هبة مجدي بعد تكريمها من السيدة انتصار السيسي: فرحت من قلبي    حكم من يحج وتارك للصلاة.. دار الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشتاء القاتل يقترب من الهدف إسكندرية الغرقانة.. الوجه الآخر لعروس البحر!
نشر في بوابة الشباب يوم 16 - 11 - 2015

عروس البحر التى لم تتنازل مطلقا عن جمالها تبدو وكأنها على أعتاب كوارث جديدة، حيث كانت أمطار نوة"غسيل البلح"التي ضربت الإسكندرية مجرد جرس إنذار لهذا الكم الهائل من الفساد والمخالفات.. سكان المناطق المنسية هم من يدفعون الثمن وغالبا ما يصل صوتهم متأخرا -هذا إن وصل- حيث تحاصرهم المياه ويتبدد شعورهم بالأمان مع اتساع الشروخ والتصدعات فى منازلهم المتهالكة.. أما سكان الكورنيش والمناطق الهاى كلاس فلا شيء يعكر صفو حياتهم رغم العواصف والنوات القاتلة وتبدو مشكلاتهم سريعة الحل أمام فزع المسئولين من شكاوهم .. إنها الإسكندرية ال "ماريا" صاحبة التراب الزعفران والمياه المالحة والوشوش الكالحة على حد وصف المأثور الشعبى.. فماذا عن أعماقها المنسية، ولماذا تسقط العمارات على رؤوس أصحابها دون تحرك فعلى لإيقاف هذه المأساة المتكررة فى الوقت الذي تعلو فيه ناطحات السحاب دون محاسبة أو رقابة، أيضا ماذا عن تراث عروس البحر المهدد، وإذا كنا نرى دائما الوجه المشرق للمدينة المطلة على المتوسط فماذا عن الوجه الآخر للمندرة وكليوباترا وأبو قير وغيرها من معالم المدينة التى تخفى بداخلها الكثير من الأسرار ومشاهد المعاناة..
- الأمطار القاتلة والعمارات المتهالكة تحصد أروح الأبرياء فى المناطق المنسية
- وسكان الكورنيش طلباتهم أوامر!
- 30 منطقة عشوائية و27 ألف عقار آيل للسقوط و90 ألف عمارة مخالفة!
- مأساة إنسانية: مصرع هناء وبناتها تحت عقار أبو قير والتعويضات 5آلاف جنيه!
- فى كليوباترا السوق .. أبراج شاهقة وبيوت من دورين
- ماسورة المندرة ضربت منذ 4 سنوات ولم يتحرك أي أحد
- تراث المدينة مهدد بالزوال بعد هدم فيلا شيكوريل لؤلؤة عروس البحر
تحقيق: محمد شعبان- محمد فتحي
تصوير: محمود شعبان
بدأت رحلة البحث عن المتاعب خلف مظاهر "البغددة" والعمارات الشاهقة التى تصل بعدد أدوارها لناطحات السحات فى شوارع ضيقة بالمخالفة الكاملة للقانون! فى حين تسجل التقديرات وجود ما يقرب من 27 ألف عقار آيل للسقوط، ونحو 90 ألف عقار مخالف، وما يقرب من30 منطقة عشوائية تغرق فى بحر من الصرف الصحى والأمطار المتتالية.. هذا مع الأسف هو الوجه الآخر لعروس البحر خلف الكورنيش الساحر بعدة كيلو مترات وبعيدا عن روائح اليود..
ففى منطقة أبو قير الشتاء هذا العام سيكون قاتلا لا محالة، فهناك المئات من العمارات والبيوت القديمة المتهالكة تنتظر لحظة القدر الصادمة بالسقوط المدوى على رءوس أصحابها، حيث بدأ هذا المسلسل المأسوى مبكرا من عمارة قديمة سقطت قبل أيام وخلفت عددا من الضحايا.. هذا العقار هو نموذج لحالة عامة قائمة فى مناطق عديدة بالإسكندرية لكننا قررنا أن نلقى الضوء عليه لنعرف كيف تبدأ المأساة.. المنزل مقام فى منطقة قديمة فى أعماق أبو قير، حيث الحياة العشوائية والغياب الكامل للمسئولين وضياع المرافق وتهالك البنية التحتية..
مأساة هناء
كانت هناء تعمل على عربة بطاطا وتجلس بها أمام الحى حتى تلتقط المارة ومن الباحثين على قضاء المصالح، وكانت تجد معاناة شديدة من الحى وملاحقات ومطاردات ووصل الأمر لدرجة الاعتداء عليها ومنعها من الوقوف فى مكانها.. الحي ترك المخالفات الهائلة والمشكلات المستعصية وتفرغ لمحاربة هناء حتى لاقت حتفها أسفل عمارة رفض الحى تنكيسها وترميها! هذه العمارة التى سقطت قبل أيام تأثرت بموجة الطقس السيء تركت خلفها الكثير من المآسي الإنسانية.. حيث يقول شعبان عبد الله، موظف بالأوقاف، وأحد الجيران: البيت كان عبارة عن ثلاثة أدوار، وكان يسكن به 3 أسر، وتوفى من إحدى الأسر الست هناء الأم و2من بناتها، أما الابن والأب فهما فى حالة خطيرة بالمستشفى، وكان يسكن بالدور الثانى أسرة مكونة من أربعة أفراد وماتت الأم أيضا فى حين نجا الأبناء، والبيوت كلها فى هذه المنطقة تعود لفترة الأربعينيات، وكانت هناك نوايا لتجديد المنطقة لكن الحى أوقف أى إجراءات من الممكن أن يلجأ إليها الأهالى لإنقاذ أنفسهم لدرجة أن من يقوم بترميم بيته يقوم الحى بتحرير محضر ضده، بل وأوقف المسئولون فى المحليات أى خطط لتطوير المنطقة أو إعادة بناء البيوت والعمارات المتهالكة والآيلة للسقوط فى أى لحظة، وأغلب الأهالى يطالبون بتجديد بيوتهم لتأمين أنفسهم من السيول والأمطار الشديدة، لكن هناك روتينا وتعسفا من المحليات. فى الوقت الذى تقام فيه عمارات شاهقة فى المدينة دون ترخيص.
##
ويذكر شعبان أن الأهالى يخشون المبيت فى بيوتهم من حالة الذعر والخوف، والكثير يقضى أغلب يومه فى الشارع، وأهل الخير سعوا لترميم البيوت وخاصة البيت الذى سقط ولكن الحى لم يوافق، لأن كل واحد جالس على الكرسي لا يسأل فى أحد لدرجة أن نائب المحافظ قرر صرف 5 آلاف جنيه فقط كتعويض لكل أسرة تضررت تحت أنقاض هذا المنزل، فهل يمكن أن يكون هذا هو سعر البنى آدمين، وهذه الأرض تعتبر أرض حكر ندفع عنها ضريبة رمزية باسم السيدة حسين عبد العال، وهى أرض عشوائيات، والمطلوب أن ينظر المسئولون للمجارى والأمطار التى تقتلنا وأن يأخذوا قرارات بنقل السكان أو تعويضهم بشقق أخرى أو السماح لهم بتطوير بيوتهم، وعندما سقط البيت الأهالى هم من قاموا بنقل الضحايا على سيارات الإسعاف وساهمنا فى البحث عن متعلقات الأهالى تحت الأنقاض.
ويروى الكثير من أهالى المنطقة أن الست هناء أصابت السكان بحالة عارمة من الحزن، وعندما علم المسئولون بالحى نبأ وفاتها حزنوا بشدة عليها وجاء حزنهم متأخرا من باب الشعور بالذنب! حيث تعرضت للمعاناة والجوع والفقر فى حياتها وكافحت من أجل أولادها الذين تتراوح أعمارهم مابين عامين و6 أعوام، وكانت قد أجرت عملية جراحية لإزالة المرارة قبل وفاتها بيومين فقط..
ومن جانبه يقول خميس عاشور الشهير ب "التوت" ويعمل صيادا وهو من أهالى أبو قير: البيوت قديمة وأى شوية شتا تؤثر بشكل كبير عليها، لأنها بيوت عشوائية ولا توجد أساسات مظبوطة وبالتالى فمن الطبيعي أن تحدث كوارث هذا بالإضافة إلى أن الصرف الصحى تسبب فى تآكل المنازل، وعندنا رسالة للمسئولين وهى أن أهالى الإسكندرية البسطاء يدفعون ثمن غياب الحكومة حتى إن المحافظ السابق هشام المسيرى لم يكن يعرف شيئا عن المحافظة ومشاكلها ولذلك عايزين نقول للحكومة "تحيا مصر"!
##
أما هشام جمال، أحد السكان فقال لنا إن هذا الشتاء سوف يكون قاسيا ومن المحتمل أن تسقط الكثير من العمارات القديمة، والمطلوب أن تصدر قرارات فورية بهدم كافة البيوت الآيلة للسقوط، أو نقل وتعويض الأسر المتضررة، لأن الحكومة للأسف مشغولة بتطوير المصايف والمشاهد الجمالية بالمحافظة فى حين تترك المدينة من الداخل فى حالة ضياع وتصدع، وهناك حالة من الخوف والذعر يعانيها السكان فى عشرات العمارات والمبانى المعرضة للسقوط فى أى لحظة فى منطقة أبو قير فقط، ومن المنتظر أن تنهار هذه العمارت فى فصل الشتاء ، فهناك مأساة و"صياعة وبلطجة" ومن الممكن أن نستيقظ من النوم صباحا لنجد أنفسنا ونحن غارقين فى بحر من المياه!
وبعد أن انتهينا من معاينة العقار المتهدم لم يتركنا السكان نرحل فى هدوء دون أن نعرض الكثير من مشكلاتهم التى لا تجد حلا، فهذه هى أم سماح، التى تسكن فى الدور الرابع فى عقار قديم يعود تاريخ إنشائه للخمسينيات، العقار متشقق وقد يسقط فى أى لحظة.. والمياه تخرج من أسفل الجدران، حيث تقول هذه السيدة: أسكن فى أبو قير من 26 سنة فى بيت ورثة، عندنا أزمة صرف صحى والمياه تخرج من تحت الأرض، زوجى متوفى وعندى أربعة أولاد والبيت من أربعة أدوار وكل دور عبارة عن غرفة واحدة.. ييجى يشوفونا محدش بيسأل فينا، والمكان البديل هو المقابر عندما نموت تحت بيوتنا!
ماسورة المندرة!
وفى منطقة المندرة، حاصرت مياه الأمطار الغزيرة المئات من المنازل، حيث لا توجد بنية تحتية مناسبة، وفى منطقة الحرمين على وجه التحديد ترى العجب فالشوارع لا يزيد عرضها على 4 أمتار ومع ذلك تعلو الأبراج لتتجاوز 12 دورا على الأقل بالمخالفة للقانون ودون ترخيص.. وفى أحد الشوارع الرئيسية بالمندرة غرق المواطنون فى شبر مياه.. فالمواسير الضخمة التى وضعتها المحافظة لعمل شبكة صرف صحى لم تتحرك من مكانها رغم مرور 4 سنوات على وضعها.. حيث يقول حمدى عاشور، صاحب ورشة زجاج ومن سكان المكان: هناك فساد بالجملة فى المدينة، ونعانى منذ 4 سنوات من أزمة الصرف ومن تراكم المياه بغزارة فى الشوارع لدرجة أنها تتحول لبرك ومستنقعات دون أن يتحرك أي أحد، وفى هذه المنطقة أيضا هناك عشوائية فى التخطيط حيث توجد الأبراج المخالفة تصل لأكثر من 18 دورا ولا يوجد صرف ولا رصف للشوارع، وتوجد كمية تكاتك هائلة، والطريف أن المندرة يوجد بها أبرج الشيراتون التى يسكنها من المستشارين والناس اللى فوق ومع ذلك يتواجد بالقرب منها سوق عشوائية وإسطبلات خيول.
كليوباترا.. من جوه يعلم الله!
أبراج فاخرة على الكورنيش وفنادق عريقة.. هذه هي الصورة التي نعرفها عن منطقة كليوباترا.. ولكن ما خفي كان أعظم.. فالسير في منطقة كليوباترا بالداخل أو كليوباترا السوق كما يطلقون عليها يكشف لنا حالة الانهيار التي تعيشها المنطقة.. بين عقارات قديمة آيلة للسقوط.. وأبراج شاهقة مخالفة..
ويقول نبيل بهاء الدين- أحد سكان كليوباترا-: منطقة كليوباترا السوق تعيش في أزمة قد تتحول لكارثة كبيرة، فمنذ يومين انهار عقار قديم كان قد صدر له قرار إزالة ولكن لم ينفذ، وهناك عقارات عديدة بنفس الشكل، معظمها متهالكة آيلة للسقوط ولا يوجد ترميمات لها وصادر لها قرارات إزالة، وهناك من اشتري عقارات قديمة وبنى بدلا منها أبراجا شاهقة مخالفة ومن الممكن أن يصل البرج إلى 17 دورا، وبشكل سريع جدا وبدون تراخيص، ومن الممكن أن تسقط قبل العقارات القديمة، وهناك عقار تصدع على ترام سيدي جابر، والمنطقة أيضا تأثرت بالأمطار، لدرجة أن سور مدرسة وقع وربنا ستر، والبناء العشوائي سوف يؤثر على المنطقة بشكل كبير، فبجانب تشويه المنطقة سيكون هناك خطر على كل السكان، فقد كان هناك العديد من الفيلات بالمنطقة تم هدمها وبناء أبراج مخالفة بدلا منها، ولا توجد أي رقابة من أي جهة، ويتم بيع الشقة في تلك الأبراج المخالفة ب 4 آلاف جنيه للمتر، فالشقق من الممكن أن تبدأ أسعارها من 350 ألف جنيه على الأقل، وأرى أن أزمة سقوط العقارات ستستمر طالما أن الأمور تخرج عن السيطرة ولا يتدخل أي أحد في وضع حد للبناء المخالف.
انقذوا التراث
التراث ينهار.. تلك كارثة أخرى تعيشها الإسكندرية.. وآخر صور هذا الانهيار ما حدث في فيلا" شيكوريل" أو المعروفة بفيلا رقم 404 طريق الحرية رشدي، ويطلقون عليها لقب لؤلؤة المدينة ودرة تاج التراث العمراني.. ولكنها تعرضت للهدم..
وتحاول حملة" أنقذوا الإسكندرية" إنقاذ ما يمكن إنقاذه.. وروت الحملة ما حدث لتلك الفيلا، حيث أكدت أن تخريبا غير قانوني حدث للفيلا في الخفاء، حيث إن الفيلا كانت خاصة بالخواجة شيكوريل وورثته، حتى جاءت قوانين التأميم في الخمسينيات والستينيات وأممتها، وفي السبعينيات، كانت الفيلا مقرا تابعا لرئاسة الجمهورية، بل إن الرئيس السابق مبارك كان مقيما بها أثناء أحداث يناير 1977، أو انتفاضة الخبز، حين كان نائبا للسادات، وتجمع المتظاهرون أثناء هذه الانتفاضة أمام الفيلا وحاولوا أن يقتحموها كما يحكي الكثير من سكان المنطقة المحيطة بالفيلا، وأخيرا في الثمانينيات، تم إضافة دور ثالث للفيلا بشكل جيد جدا، بإشراف وتنفيذ القوات المسلحة، ولكن انتقلت ملكيتها إلى الشركة العربية للملاحة دون معرفة من باعها، إلى أن بدأ الهدم بعد أن كانت الفيلا مسجلة ضمن المباني التراثية.
ويقول المهندس أحمد حسن مصطفى- عضو مؤسس في المبادرة-: جميعنا نهتم بالتراث ويدرك أهميته، فقمنا بعمل فعاليات احتجاجية تطالب بتحسين البيئة العمرانية، والحفاظ على المباني التراثية، ونروج لمفهوم الإدارة الاستراتيجية للتراث العمراني بحيث يحقق منفعة اقتصادية للمجتمع، بدلاً من أن تتحول المباني التراثية إلى أماكن مهجورة، فعبر استغلالها سيصبح لها قيمة مضافة وتستغل سياحيا واجتماعيا، عن طريق إعادة توظيف التراث العمراني، وقمنا بعمل وقفات أمام بعض المباني المهددة بالهدم ذات القيمة العالية، منها فيلا "شيكوريل" الموجودة في شارع أبو قير رشدي، فالأرقام المفجعة، وحسب إحصائيات لجنة التراث هناك 36 من المباني تم حذفهم من مجلد التراث، وهناك 92 قضية متداولة في القضاء الإداري، القفزة في هذا الرقم تشير إلى أن كثيرا من الملاك انتبهوا إلى أن هناك ثغرة ما تمكنهم من حذف المبنى من مجلد التراث، ويبدو أن هناك طريقة شبه مضمونة لإخراج المباني من المجلد، فالوضع كارثي لأنه حتى المباني الباقية مهددة بالإهمال، وعدم الصيانة، وتعد عبئا على المالك والمدينة، حتى إن الملاك يتسابقون لإخراجها من المجلد.
ويضيف قائلا: من ضمن التراث الذي تعرض للكارثة فيلا "امبرون" الموجودة في شارع المأمون بمحرم بك، تعاقب على سكناها العدد الكبير من الشخصيات المهمة منهم الكاتب البريطاني لورنس داريل، الذي كتب جزءا كبيرا من "رباعية الإسكندرية" في هذا المكان، حيث صدر قرار بحذفها من المجلد، حتى إن حديقة الفيلا تباع وتقسم إلى أراض يخرج منها الأبراج السكنية، رغم أن القانون ينص على حماية المبنى والفراغ حوله، وهناك فيلتان تتداول قضيتهما ضمن 92 قضية بالقضاء الإداري، هما "فيلا سباهي" في خليج استانلي، مبنية تقريبا في الخمسينيات من القرن العشرين، ويعد طرازها المعماري من أندر الطرز المعمارية في الإسكندرية، لذلك يجب الحفاظ عليها، صممها معماري مصري وهو أمر يزيد قيمتها، لأن معظم المباني التراثية في الإسكندرية صممها أجانب، كما أن هناك "قصر عزيزة فهمي" في جليم، ولا نعلم كيف تهدم فيلا "زيزينيا" التي صممت بأسس الإحياء لطرز عصر النهضة، وهي من الأمثلة الجيدة والنادرة المتبقية من مبان سكنية كثيرة كانت تمثل هذه الحقبة التاريخية المميزة والتي أهدرت في السنوات السابقة، حيث كانت تمثل جزءاً رئيسياً من شخصية المدينة.
وبجانب ذلك هناك فيلا عفيفي الكائنة في 72 شارع مسجد الهدايا بمنطقة ستانلي، والتي تنتظر الهدم، فبحسب وصف أحد سكان المنطقة هناك تحرك في حي شرق بالإسكندرية لإصدار "رخصة هدم"، وجدير بالذكر أن الفيلا كانت مدرجة في قائمة التراث ضمن المباني ذات الطابع المعماري المميز، كود رقم 1208، وتابعة لرئاسة الجمهورية، وتم تقديم تظلم من أجل حذفها من القائمة، والذي تم رفضه من قبل لجنة الحصر، إلا أنه تم حذفها من القائمة بموجب قرار وزير الإسكان رقم 577 لسنة 2013، وجدير بالذكر أيضا أن الفيلا تقع في منطقة حفاظ على التراث (رقم 6055) مما يعني وجوب الحفاظ على التناسق المعماري والعمراني للارتفاعات والطرز والعناصر المعمارية بالمنطقة.
" الكحول".. كلمة السر!
" اللهو الخفي هو السبب في أي انهيارات تحدث في الإسكندرية".. هذه الجملة رددها عدد من أهالي الإسكندرية.. وعندما سألنا عن هذا اللهو الخفي أكدوا أنه" الكحول"!
و"الكحول" كما روى لنا محمد عبد الباسط- أحد الأهالي- كانت ظاهرة منتشرة في الإسكندرية ثم اختفت قبل أن تعود مرة أخرى خلال السنوات الأربع الماضية.. ويضيف قائلا: الكحول هو الدوبلير أو الوكيل، وهو شخص قد يكون سمسارا أو بلطجيا أو صنايعيا أو حتى بائع كبدة، وفي الغالب يكون صعيديا، ويقوم أصحاب العقارات أو من المقاولين من معدومي الضمير باستخدام اسمه وبياناته في استخراج تراخيص البناء مقابل حصوله علي مبلغ مالي باعتباره مالكا للأرض، ومن ثم يتم تحرير كافة المخالفات وتصدر جميع الأحكام ضده إذا ما حدث ما لا يحمد عقباه وفي النهاية قد يكون ميتا أو يسافر لبلده ولا يعلم أي أحد مكانه وفى أحيان أخري قد يكون من المسجلين الخطرين الذين اعتادوا السجون وبالتالي لن يفرق معهم صدور أحكام جنائية أخرى ضدهم، فالكحول يختفي وراءه الشخص الحقيقي المسئول عن البناء غير المرخص أو المخالف، حتى يختفي المالك الحقيقي عن الأنظار، ولذلك فالعمارة تقع ولا يجدون من يحاسبونه، والمالك يجمع أمواله من قوت الغلابة ولا أحد يستطيع محاسبته، لأنه لا توجد أى أوراق باسمه، والكثير من الأبرياء وقعوا ضحايا لهذا الكحول، ولا نعرف معنى هذا المصطلح أو من أين جاء، ولكنها ظاهرة إسكندرانية، كما أنه يستكمل باقي المخالفات من توصيل المرافق وسرقة تيار الكهرباء بدون ترخيص.
ويضيف إبراهيم راتب: الشقق تباع باسم الكحول، وعندما يكتشف الحي وجود عقار مخالف ويبحث عمن يحاسبه وعمن وقع على الأوراق وهو الكحول لا يجدون له أي عنوان ولا يكون له أي أثر، فهو لهو خفي أو شخصية وهمية يأخذ فلوسه ويهرب، وهناك عمارات عديدة انهارت بسبب ذلك لأن البناء يكون مخالفا في عدد الأدوار أيضا، والغريب أن هناك صعايدة يأتون للعمل كعمال تراحيل أو بناءين، والمقاولين يحولونهم لكحول، والحي لا يستطيع التعامل مع الأمر، ولذلك أصبح هناك أكثر من 27 ألف عقار غير مرخص بالإسكندرية، ولذلك فكل يوم سنسمع عن سقوط عقار، وحاليا ستكون الأمطار والنوة هما السبب ولكن الموضوع أكبر من السيول.
ثورة ضد المسيرى
الكثير من أهالى الإسكندرية ممن تحدثنا إليهم أكدوا لنا أن مشكلة المحافظة تكمن فى غياب جهاز تنفيذى على درجة عالية من المسئولية، فيستفيد المسئولون من مناصبهم أكثر مما يقدمون للأهالي.. وكان هاني المسيرى آخر هذه النماذج، وقد حاولنا الاتصال به لكن أرقامه مغلقة، وأشار الكثير من الأهالى أن صلته بالمدينة ضعيفة حيث يعيش فى الولايات المتحدة بصفة شبه دائمة، ولا يعرف أي شيء عن مشكلات المحافظة .. وهناك آراء عديدة تؤكد أن الرجل سافر للخارج لقضاء فترة استجمام بعد حياة رسمية مليئة بالضغوط! ويرى عادل السعيد60 سنة، موظف بالمعاش، أن أهالي الإسكندرية هم من أقالوا هذا المحافظ بعد أن توجهوا لمقر قيادة المنطقة الشمالية وطالبوا برحيله واستجابت الرئاسة لهذا النداء، وكان قرار إقالته بسبب ضغط الأهالى وليس بسبب فشله، لأنه لم يقدم شيئا يذكر للمدينة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.