ليس هناك من تعليق علي اعترافات »جون برينان» مدير المخابرات المركزية الأمريكية السابق ».I.A بشأن ما يسمي بثورات الربيع العربي التي اجتاحت عددا من الدول العربية.. سوي عبارة.. »بعد ايه يا مستر برينان». إن ما جاء في هذه الاعترافات الخطيرة أكد تورط الولاياتالمتحدة »إدارة أوباما» في هذه الأحداث. إنها تعكس صدق ما تم تداوله والحديث عنه منذ اندلاعها وحتي الآن. انها تشير بأصابع الاتهام إلي مسئولية واشنطن عما أصاب الدول ضحايا هذه الثورات من فوضي وعدم استقرار ودمار وخراب. في نفس الوقت فإن هذا الدور الأمريكي فتح الطريق أمام ظهور التنظيمات الإرهابية التي قامت عناصرها باستهداف أمن وحياة المواطنين في العديد من دول العالم. قال برينان في برنامج »اكسترا فايلز» بقناة ».N.N الأمريكية إن بلاده أخطأت عندما تطلعت إلي امكانية تطبيق القيم الغربية والديمقراطية في الشرق الأوسط من خلال تبني إدارتها التي كان يتولاها »أوباما» لاشعال هذه الثورات. أشار مدير ال ».I.A الذي سيترك منصبه مع تسلم الرئيس الأمريكي الجديد ترامب الرئاسة إلي أن توقعات المخابرات وكذلك عناصر في إدارة أوباما اتسمت بعدم الواقعية في تقديراتها لقدرة هذه الثورات علي تغيير النظم الحاكمة. حمّل السياسات الأمريكية علي مدي العقدين الماضيين »العشرين عاما الماضية» كل الأزمات التي تعيشها دول الشرق الأوسط. يأتي في مقدمة الأخطاء التي تم ارتكابها انسحاب القوات الأمريكية من العراق بعد ثمانية أعوام من الاحتلال وهو ما أدي إلي ما شهده هذه البلد من ترد لأوضاعه امتد إلي كل دول المنطقة. ترتب علي ذلك تصاعد الإرهاب الذي يتصدره تنظيم »داعش» في العراق وسوريا. هذه الاعترافات الموثقة من المسئول الأول عن أمن وسياسات الولاياتالمتحدة تؤكد بشاعة هذه الجريمة التي كان دافعها التطلعات الاستعمارية. إنها تعد في نفس الوقت حكم ادانة علي العملاء والمأجورين والانتهازيين الذين ساهموا في هذا المخطط. كما هو معروف فقد مارست إدارة أوباما عن طريق سفيرتها في القاهرة آن باترسون كل أنواع الضغوط والتهديد من أجل وصول جماعة الإرهاب الإخواني إلي حكم مصر. هل بعد هذا يمكن لأحد أن يصدق أن هذه الجماعة كانت أمينة فيما تدعيه بأنها تعمل لصالح الاسلام وتدافع عنه؟!! هذه الأحداث.. وما سوف تتضمنه الاعترافات والمذكرات من أسرار خطيرة في الأيام والشهور والسنوات القادمة ما كان يمكن أن تحدث سوي بمساعدة العملاء والانتهازيين وضعاف النفوس وفاقدي الحس الوطني. لا أحد ينكر ان شعوب هذه الدول كانت تعاني من الاستبداد والفساد وسوء القيادة.. ولكنها في نفس الوقت كان لدي شعوبها القدرة علي الثورة الوطنية الخالصة من أجل تعديل المسار لصالح وطنها وليس لصالح التدخلات والاطماع الخارجية. إن ما يدل علي هذه الحقيقة أن أهداف ثورة 25 يناير عندما اندلعت تركزت علي المطالبة باصلاح المسار وليس تدمير وخراب مصر. كل هذا تبدل وتغير بعد أن سطا عليها وركبها العملاء والانتهازيون والمأجورون ليمهدوا الطريق بتعليمات خارجية للعميلة الكبري جماعة الإرهاب الإخواني للسيطرة علي مقدرات الدولة. هذا التدخل بقيادة أمريكا لم يتح أي فرصة للإصلاح المنشود استجابة لما طالبت به الثورة في بدايتها وقبل أن يتم السيطرة عليها بالخداع والتضليل. ما حدث ونتيجة لسيناريو التدخلات كان نتيجته الخراب والتدمير. نحن في انتظار ما سوف يقوله هؤلاء العملاء والانتهازيون والمأجورون في مصر بعد هذه الفضيحة الأمريكية التي كشفت وعرّت دورهم المشين والذي لا يمكن أن يكون بدون مقابل.