رئيس المخابرات الأمريكية يلجأ إلى السيسى بعد فشله فى مواجهة التيارات المتطرفة الزيارة الأخيرة التى جمعته بالرئيس المصرى كان الهدف منها " التنسيق المخابراتى" حول الأحداث فى بلدان الربيع العربى "برينان" اعترف خلال اللقاء بفشل وكالته فى جمع المعلومات الدقيقة حول "البؤر المتصارعة" فى دول المنطقة غضب عارم داخل الكونجرس بعد فشل المخابرات المركزية في إدارة الصراعات بمصر وسورياوالعراق واليمن وليبيا ثورة الشعب المصرى على "مرسى" والإصرار على الإطاحة به من منصبه رغم دعم "أوباما" له كان أكبر فشل للمخابرات الأمريكية جهاز CIA مازال يبحث عن ضباط حزب البعث السابقين التابعين للرئيس صدام حسين لإنهاء الأزمة فى العراق المخابرات الأمريكية فشلت فشلا ذريعا فى التنبؤ بالأزمة الحالية فى اليمن واستهداف القاعدة فى شبه الجزيرة العربية أوباما اتهم صراحة جهاز مخابراته بالتقليل من شأن نشاط "داعش" حتى أصبح قبلة الجهاديين في جميع أنحاء العالم أزمات عديدة واتهامات بالفشل يواجهها جون برينان رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بعد عجز وكالته عن التنبؤ بما يشهده الشرق الأوسط من أحداث ساخنة مما تسبب فى فشل جميع مخططات الولاياتالمتحدة بهذه المناطق بدءا من القاهرة ومرورا بليبيا وسورياوالعراق وانتهاء باليمن .. الفشل الذريع الذى يواجهه "برينان" كان سببا فى التكهنات التى تدور مؤخرا داخل أروقة البيت الأبيض حول الإطاحة به من منصبه .. رئيس وكالة الاستخبارات لم يجد مفرا من زيارة القاهرة مؤخرا والرضوخ للإدارة المصرية ولقاءه عدد من المسئولين على رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسى للتنسيق حول ماتشهده المنطقة العربية من أحداث ساخنة ومحاولة الخروج من هذا النفق المظلم لإنقاذ ماء وجه دولته من جانب وإنقاذ نفسه من الإقالة من جانب آخر .. وبحسب العديد من المصادر فإن الزيارة الأخيرة ل "برينان" ولقاءه بعدد من المسئولين المصريين كان الهدف منها التنسيق فيما يتعلق بالمعلومات حول مايدور فى فلك هذه الدول المتصارعة بعد فشل جهاز المخابرات الأمريكية ال CIA فى رصد أى منها خصوصا أنه يعى جيدا أن مصر هى الدولة الوحيدة بالشرق الأوسط الذى يمكن التنسيق معها فى مثل هذه المعلومات الدقيقة. رغم المعلومات القليلة التي تم إعلانها بشان تفاصيل زيارة للقاهرة ولقاءه بالرئيس عبد الفتاح السيسي والتي تصل إلى حد التعتيم الإعلامي ،إلا أنه من الواضح من خلال معطيات توقيت الزيارة المفاجئة وما يدور من أحداث في الوطن العربي أن المسئول الأمريكي جاء معلنا فشل وكالته ومن ثم بلاده في إدارة أزمات الوطن العربي ،مما أدى إلى تراجع الدور الأمريكي في المنطقة كما أثبتت الأحداث فشل المخابرات الأمريكية سواء في جمع المعلومات الصحيحة أو حتى إدارة الأزمات ،مما دفعها إلى الاستعانة بالقاهرة التي اتضح دورها القوي في الفترة الأخيرة وثبت أنها الأجدر على تحريك الأحداث وفقا لما تتطلبه مصلحة المنطقة التي قد تتلاقي في بعض النقاط مع المصالح الأمريكية .. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي التقى جون برينان، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية،خلال الأيام الماضية بحضور رئيس المخابرات العامة خالد فوزي، ومن الجانب الأمريكي كل من تيودور سينجر، المستشار الخاص لمدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، والسفير ستيفن بيكروفت، سفير الولاياتالمتحدةبالقاهرة. وعلقت وكالة الأنباء الفرنسية على اللقاء بقولها إنه كان غير معلن مسبقا وأن الاجتماع يأتي وسط تقارب بين مصر وأمريكا، بعد رفع واشنطن للتجميد الجزئي للمساعدات العسكرية لمصر عقب سقوط الرئيس المعزول محمد مرسي. كما أشارت وكالة الأسوشيتدبرس الأمريكية إلى أن زيارة برينان مفاجئة مشيرة إلى أن مصر شريك إقليمي رئيسي للولايات المتحدة، رغم التوترات التي أعقبت سقوط مرسي. وأضافت أن الزيارة جاءت بعد أقل من أسبوعين من إعلان وكالة التعاون الأمني الدفاعي خطة الولاياتالمتحدة لبيع صواريخ جو- أرض بقيمة 57 مليون دولار لمصر، في إطار برنامج المساعدات العسكرية الأجنبية بينما قالت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، إن زيارة برينان للقاهرة تأتى فى وقت تحارب فيه مصر الإرهاب بسيناء. وأشارت الصحيفة إلى أن المحادثات التي عقدها برينان مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى، فى قصر الاتحادية، تعلقت بالصراعات القائمة في المنطقة والإرهاب، وقالت إن الزيارة التي لم يتم الإعلان عنها مسبقا، تأتى وسط استهداف مصر على نحو متزايد من قبل تنظيم داعش. وأضافت أن مصر لاتزال شريكا رئيسيا للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وأن الرئيس السيسى يعمل على نشر فكرة وجود قوى عسكرية عربية مشتركة، للتدخل في الصراعات الإقليمية، وهى القوى التي تعمل بنشاط في التحالف العربي ضد حركة الحوثيين في اليمن، المدعومة من إيران ، إضافة إلى كفاح مصر ضد القوى التكفيرية في المنطقة. ولفت المحللون إلى أن هذه هي الزيارة الثانية لرئيس (سى آى إيه) جون برينان منذ أن تولى مسئولياته والأولى منذ تولى السيسي الرئاسة ،حيث جاء حاملا عدد من التساؤلات الأمريكية شديدة الأهمية حول أماكن التوتر في المنطقة، لتبحث عن إجابات من اللاعب المصري الذي تحول في شهور قليلة إلى اللاعب الأهم في منطقة متوترة كانت تعانى من فراغ شديد بسبب الانكفاء على الذات فمن المهم بالنسبة لواشنطن أن تعرف ما حجم الدور المصري في اليمن؟ وهل يقتصر على حماية الأجواء والمياه السعودية أم يزيد على ذلك؟ وهل المناورات المصرية السعودية التي يخطط لها هي مجرد مناورات، أم بداية ترتيب لوجود مصري طويل الأمد على الحدود؟ وهل ستتدخل قوات برية مصرية في اليمن في مرحلة ما؟ كما أن الولاياتالمتحدة منشغلة بمعرفة ما إذا كان تحالف عاصفة الحزم سيقتصر فقط على اليمن أو قد يمتد ليشمل سوريا أو أي دولة أخرى بالمنطقة مثل العراق وليبيا. وفي المقابل ترغب مصر في معرفة تأثير الاتفاق النووي على العلاقات مع أمريكا وما انعكاسات ذلك على التوازنات السياسية في المنطقة. ومع كل الاهتمام الإعلامي الذي حظيت به زيارة برينان المفاجئة للقاهرة إلا أنه على الجانب الرسمي كانت تفاصيل الزيارة غير معلنة كلية حيث اكتفى بيان الرئاسة المصرية بالقول إن السيسي ورئيس المخابرات المركزية الأمريكية بحثا آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية. وأضاف البيان أنه تم التأكيد خلال اللقاء على قوة روابط الصداقة بين البلدين وأهمية العلاقات الإستراتيجية التي تربط بينهما وحرصهما على تنميتها في مختلف المجالات بما يصب في صالح الشعبين المصري والأمريكي، فضلا عن المساهمة في إرساء دعائم السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وأكدت الرئاسة أنه تم الاتفاق على مواصلة التشاور والتنسيق في كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك، ولا سيما بؤر التوتر في منطقة الشرق الأوسط والجهود الدولية لمكافحة الإرهاب.. وهو الأمر الذي دفع البعض إلى القول بأن ما أعلن رسميا عن زيارة مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية واجتماعه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، لم يكن على مستوى اللقاء بين أهم جهاز استخبارات في العالم ورئيس دولة كبيرة في إقليم مشتعل. ومع وجود الكثير من التوقعات والتكهنات بشأن سبب زيارة برينان وما الذي تم بالتحديد خلال لقائه بالرئيس السيسي إلا أن المؤكد أن هذه الزيارة جاءت بعد عدة تطورات أثبتت تراجع الدور الأمريكي في الشرق الأوسط والخليج بشكل عام ومصر بشكل خاص ،فقد امتنعت إدارة أوباما عن مواصلة المساعدات العسكرية لمصر عقب ثورة 30 يونيو وهذا الأمر دفع القاهرة إلى محاولة إيجاد البدائل لواشنطن ،واتضح غياب الدور الأمريكي بشكل أكبر عقب قرار السعودية بتشكيل تحالف عربي لشن هجوم على الحوثيين في اليمن دون الرجوع لإدارة أوباما ،كما أن فشل القوات الأمريكية في التغلب على عناصر داعش في سورياوالعراق أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن المخابرات الأمريكية لا يمكنها النجاح دون التعاون مع الدول الكبرى بالمنطقة مثل مصر والسعودية .. وفى سياق متصل فقد دفع فشل ال "سي آي إيه" ليون بانيتا وزير الدفاع الأمريكي السابق ورئيس المخابرات الأمريكي الأسبق إلى الاعتراف في مذكراته تعليقا على ثورات الربيع العربي بأنها اضطرابات امتدت لجزء كبير من العالم العربي منذ نهايات عام 2010، وكانت بشكل ما تمثل نجاحاً للمخابرات الأمريكية، وتعبر عن فشلها من زاوية أخرى فى نفس الوقت. موضحا أنه لسنوات طويلة، ظل المحللون في المخابرات المركزية الأمريكية يحذرون من تراكم الضغوط التي يمكن أن تؤدى لانفجار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خاصة مع ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب، وزيادة الفوارق في مستويات الدخل والمعيشة، وتزايد حدة الغليان الشعبى بسبب انتشار الفساد ،لكن فى الوقت نفسه، لم نتوقع فى المخابرات الأمريكية، تلك الوتيرة التي تسارعت بها الأحداث في المنطقة. ففى 14 يناير 2011، بعد أقل من شهر من إشعال التونسى محمد البوعزيزى للنار فى نفسه، أنهى الرئيس زين العابدين بن على حكمه الطويل الذى استمر لأكثر من 20 عاماً فى تونس، وطار هارباً إلى المملكة العربية السعودية. وكان هذا هو أول نجاح لثورات الربيع العربى، الذى قام بعد ذلك بتغذية مزيد من الحراك عبر المنطقة كلها، إلى الحد الذى كنا نجاهد فيه للحاق به. وأضاف : لقد كان اشتعال الأحداث وتطوراتها فى تونس، نهاية 2010، سبباً فى إذكاء جذوة غضب شعوب غير راضية على امتداد المنطقة كلها.لقد قلب قرار بن على بالفرار من تونس كل الحسابات الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط ككل، وليس بدولته وحدها. وتسربت احتمالية الإصلاح إلى المحتجين والمعارضين في الدول الأخرى، وحتى إمكانية التغيير الفعلي للنظام القائم. وكان هذا إيذاناً بأن تصبح هذه الإمكانية التى كانت يوماً ما احتمالا تستبعده تحليلات المخابرات المركزية الخاصة بالمنطقة، إلى محور تتحرك من حوله الأحداث فيها.. وكانت المخابرات الأمريكية قد مدت جذورها إلى كل دول الوطن العربي وهذا ما أكدته دراسة للباحث اللواء الركن مهند الغزاوي الباحث في مركز صقر للدراسات العسكرية والأمنية والإستراتيجية العراقي والذى أكد أن الولاياتالمتحدة أولت اهتماما كبيرا بالوطن العربي نظرا لموروثه الديني والحضاري إضافة إلى احتوائه على منابع النفط وموقعه الجيواستراتيجي المتميز في العالم الذي يجعله متحكما في أبرز واهم المضايق البحرية ،لذلك أولت اهتماما خاصا له وعملت على التوغل في كل دولة عربية مع توجيه الاهتمام الأكبر نحو الدول المهمة في مسألة الصراعات والتوازنات الإقليمية والدولية وكانت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية هي وسيلة واشنطن لمد أذرعها الأخطبوطية في دول الخليج العربي ومصر ولبنان وسوريا والأردن ،واستطاعت تقسيم الوطن العربي إلى رقع إستراتيجية لأغراض بعيدة المدى بهدف تفتيتها وأضافت الدراسة: لكن بمرور الوقت ثبت فشل أمريكا وجهازها الاستخباراتي لاسيما في الدول الكبرى وفيما يتعلق بمصر يرى المحللون إن دور واشنطن تراجع كثيرا في القاهرة فبعد أن كانت قريبة جدا ممن يعتلون كرسي الرئاسة بعد ظهورها كقوة عظمى عقب الحرب العالمية الثانية وكانت قوتها تلقي بظلالها على حكم عبد الناصر ثم السادات فحسني مبارك بدرجات متفاوتة حتى أنه في الفترة الأخيرة كانت تقحم أنفها لاختيار الرئيس المصري ،حيث أشارت عدد من التقارير أن المخابرات المركزية الأمريكية نصحت عمر سليمان نائب الرئيس السابق صراحة بعدم الترشح للرئاسة عام 2012 لأنه كرجل مخابرات يستحيل عليها الاقتراب المهني منه بهدف السيطرة، كما أن خبرته الأمنية يصعب معها حصاره من خلال معاونيه، ثم إن هناك ملفات يكاد يكون هو الوحيد القادر على التعامل معها مثل التصدي لوصول الإخوان لمقعد الرئاسة،وتتبع أموال أقطاب النظام السابق المهربة للخارج، واستغلال إسرائيل لبئري غاز مصريين بشرق المتوسط، وقدرته على التعامل مع موضوع سد النهضة الأثيوبي. وأشارت الدراسة إلى أنه من خلال التحقيقات مع محمد مرسي الرئيس الأسبق تأكد أنه كان على اتصال بضباط المخابرات الأمريكية حتى قبل ثورة يناير 2011 ،واستمر الاتصال حتى نجح في الوصول للحكم وبالتالي كانت واشنطن في عهده أقرب ما يكون إلى قصر الرئاسة المصرية فيما تم إعداده أكبر نجاح للمخابرات الأمريكية ،وقد يفسر ذلك لماذا قاوم أوباما فكرة الإطاحة بالرئيس الإخواني رغم التأييد الشعبي لذلك.. وعلى العكس كان نجاح الشعب والجيش معا في الإطاحة بمرسي أكبر فشل للمخابرات الأمريكية لاسيما وأن الشعب المصري حينها كان يملأه الشعور بضرورة التخلص من الضغوط الأمريكية المتمثلة في الاعتماد على المساعدات العسكرية وهو ما تم بشكل كبير مع وجود السيسي في الحكم والذي انتهج فكرة تنويع مصادر السلاح للجيش المصري فعقد عدد من الصفقات الهامة مع كل من روسيا وفرنسا وهناك اتجاه أيضا لشراء عدد من المعدات من الصين وغيرها من الدول المنتجة للسلاح مما انعكس على استقلالية القرار المصري بشكل أكبر خلال الآونة الأخيرة وعودة مصر إلى دورها الإقليمي الرائد الذي تجلي في عملية عاصفة الحزم والمطالبة بإنشاء قوة عربية مشتركة . ولم يكن دور المخابرات المركزية الأمريكية في مصر متوقفا على التقرب من مؤسسة الرئاسة فحسب بل إنها جعلت من السفارة الأمريكيةبالقاهرة مكتبا لها تحصل منه على المعلومات اللازمة وقد كشفت تقارير ويكليكس في وثائق عديدة هذا الأمر ،وربما كان فشل السفيرة السابقة بالقاهرة مارجريت سكوبي في توقع ثورة 25 يناير أحد أسباب مغادرتها القاهرة بعد أن أكدت أن القبضة الأمنية لوزارة الداخلية ستحول دون الإطاحة بمحمد حسني مبارك الحليف الأكبر لواشنطن ،وخلفتها بعد ذلك آن باترسون صاحبة الخبرة الطويلة في الدول المحكومة من قبل شخصيات عسكرية وهو الأمر الذي كان ينطبق على مصر حينها ،وطوال فترة تواجدها بالقاهرة سعت إلى لقاء قيادات الإخوان ومهدت للقاءاتهم مع المسئولين الأمريكيين بشكل متتابع حتى وصل محمد مرسي للحكم وكان من الواضح دعمها الكبير له ورفضها فكرة الإطاحة به وعقدت عدة لقاءات سرية مع قيادات مكتب الإرشاد كان أبرزهم خيرت الشاطر نائب المرشد ،مما دفع المتظاهرين في الميدان إلى حرق صورها اعتراضا على تدخلها بالشأن المصري والذي كان يدعم عمل المخابرات المركزية الأمريكية لتضيف صفحة جديدة من صفحات فشل الجهاز في مصر. وفي العراق وفقا لما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير لها فإن فشل المخابرات الأمريكية في جمع معلومات عن العراق عام 2003 لا يزال يلقى بظلاله على القرارات بشن حرب فى الشرق الأوسط. وأضافت الصحيفة أن البيت الأبيض يواجه شكوكا عميقة من المواطنين الأمريكيين إزاء الانجرار إلى الصراع السوري، بالإضافة إلى أصوات المشرعين الغاضبين من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي من ذهاب الرئيس الأمريكي إلى حرب مرة أخرى دون مشاورة أو موافقة الكونجرس. و أكد موقع أنتيلجنس أون لاين الأمريكي في تقرير له أن وكالة الاستخبارات المركزية لديها هامش محدود للمناورة في العراق في وقت تهدد فيه داعش العاصمة بغداد. ووفقا لمصادر الموقع، فإن وكالة المخابرات المركزية CIA تبحث عن ضباط حزب البعث السابقين التابعين للرئيس العراقي السابق صدام حسين بعد أن فشلت في الحصول على المعلومات بنفسها ، رغم علمها انهم مكروهين من الشيعة، الذين لم يتحالفوا مع مقاتلي داعش. وأوضح الموقع أن الوكالة ترغب في أن يصبح البعثيون الركيزة الأساسية لجيش السنة الذي يجري العمل على إعادة تشغيله، حيث تتطلع واشنطن لإنشاء ائتلاف الميليشيات السنية، على غرار الصحوات التي تأسست في العراق عام 2007، والتي طردت الجهاديين من محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين، وفقا لما أورده التقرير. وكشف التقرير أن الخطة التي تحظى بدعم السفير الأمريكي في بغداد، قد وافق عليها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. كما إن الحرس الثوري الإيراني المنتشر في العراق يدعم هذه الخطة الأمريكية. لكن على العبادي أيضا الحصول على موافقة حزبه، حزب الدعوة، الذي يعارض هذه المبادرة. وأفاد تحليل مشترك للعديد من استخبارات الخليج أن وكالة المخابرات المركزية لا تتوقع تحسنا سريعا في الوضع العراقي الأمر الذي يتعارض مع الهدف من وجود القوات الأمريكية بالمنطقة , أما عن فشل المخابرات المركزية الأمريكية في سوريا فقد أكدته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية حيث قالت إن قادة الثوار في سوريا الذين اصطفوا للانضمام إلى برنامج التدريب والتسليح الذي نظمته الوكالة في حيرة بسبب ضعف التسليح. وذكرت الصحيفة أنه عقب إطلاق برنامج التسليح في منتصف عام 2013، قامت سي آي ايه سرا بتحليل مكالمات الهواتف النقالة لقادة الثوار ورسائلهم على البريد الإلكتروني، بغية التأكد من كونهم حقا مسئولين عن الرجال الذين زعموا أنهم يقاتلون تحت لوائهم، وكذلك تم إجراء مقابلات معهم، استمرت في بعض الأحيان لعدة أيام. وأضافت أن هؤلاء القادة الذين اجتازوا هذه المرحلة، والذين منحوا لقب القادة الموثوق بهم، وقعوا على اتفاقات مكتوبة لتقديم معلومات حول جداول رواتب مقاتليهم وإستراتيجيتهم بشكل تفصيلي في ميدان المعركة، وحينئذ فقط يمكنهم الحصول على المساعدة، التي كانت أقل بكثير مما يمكنهم الاعتماد عليها. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن بعض شحنات الأسلحة التي قدمت لهؤلاء القادة، كانت صغيرة لدرجة أجبرتهم على الاقتصاد في استخدام الذخيرة، حيث حصل أحد القادة المفضلين والموثوق به لدى الولاياتالمتحدة على ما يعادل 16 رصاصة شهريا لكل مقاتل، كما تم إخبار قادة الثوار بأن يسلموا قاذفات الصواريخ المضادة للدبابات القديمة للحصول على أخرى جديدة، فضلا عن أنهم لم يتمكنوا من الحصول على قذائف لدبابات تمكنوا من الاستيلاء عليها لافتة إلى أنهم عندما طالبوا بالحصول على ذخائر للتصدي لمقاتلين على صلة بتنظيم القاعدة، قوبل طلبهم برفض من الولاياتالمتحدة. وأوضحت أن جميع الأطراف يتفقون الآن على أن جهود الولاياتالمتحدة لمساعدة المقاتلين المعتدلين في قتال نظام الرئيس السوري بشار الأسد آلت إلى غير المأمول ‘ فالأسد يتشبث بالسلطة بعد مقتل أكثر من 200 ألف مواطن سوري جراء الحرب، في مقابل عدم سيطرة المقاتلين المعتدلين سوى على جزء ضئيل من شمال سوريا، في حين أن تنظيم داعش وفرع تنظيم القاعدة الرسمي التابع له جبهة النصرة، يحرزان تقدما فيما يتعلق بالاستيلاء على الأراضي. ورصدت وول ستريت جورنال تغير انتماءات وحدات المعارضة المدعومة كليا من جانب وكالة المخابرات المركزية، بما في ذلك المقاتلين البالغ تعدادهم مئات قليلة الذين خضعوا للبرنامج التدريبي، حيث انضم بعضهم إلى قوات ذات خلفية إسلامية، وآخرون انسحبوا من المعركة والبعض الآخر في عداد المفقودين. ووفقا للصحيفة، توقفت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مؤخرا عن تقديم المساعدة للجميع عدا عدد قليل من القادة الموثوق بهم في سوريا، فحولت الولاياتالمتحدة كثيرا من تركيزها إلى جنوبسوريا، حيث يبدو الثوار أكثر توحدا على الرغم من زعمهم عدم الحصول على 5% إلى 20% فقط من الأسلحة التي يطلبونها من الولاياتالمتحدة. ونقلت عن بعض المسئولين في إدارة أوباما القول إن الجهد السري للمخابرات الأمريكية حقق أقصى ما بوسعه في ظل وجود ظروف فوضوية بشمال سوريا فضلا عن خلافات سياسية في واشنطن وغيرها من الدول. وأفادت بأنه في الوقت الذي كانت تمثل فيه مساعدة الثوار المعتدلين في محاربة نظام الأسد الهدف المنشود، لم يتوقع مسئولو البيت الأبيض ووكالة المخابرات المركزية سرعة بزوغ نجم داعش، الأمر الذي قلب الموازين رأسا على عقب ووضع تحالفات الثوار على رأس أولويات الولاياتالمتحدة في سوريا. ورأت وول ستريت جورنال أن تفاقم حدة التوتر يرجع إلى ازدياد قوة داعش في العام الماضي، مما دفع بعض القادة الموثوق بهم للضغط من أجل الحصول على أسلحة لملاحقة جبهة النصرة، غير أن مسئولين أمريكيين رفضوا ذلك لاعتقادهم بأن مقاتلة جبهة النصرة من شأنها استنزاف موارد البرنامج التدريبي مشيرة إلى أن إدارة أوباما تناقش أيضا ما إذا كان يجب توسيع جهود السي آي ايه ليجاوز مجرد إزالة نظام الأسد. هذا الفشل الذريع في سوريا دفع الرئيس الأمريكي باراك أوباما للاعتراف بأن وكالة المخابرات الأمريكية قللت من شأن نشاط تنظيم الدولة الإسلامية داخل سوريا التي أصبحت قبلة الجهاديين في جميع أنحاء العالم. وأضاف أن الولاياتالمتحدة من ناحية أخرى بالغت في تقدير قوة الجيش العراقي في التصدي للجماعات المتشددة. واستشهد أوباما بتصريحات سابقة لمدير الاستخبارات القومية جيمس كلابر، وأقر أن المخابرات قللت من شأن ما يحدث في سوريا، مشيرا إلى أن المتشددين اختبئوا عندما سحقت قوات مشاة البحرية الأمريكية تنظيم القاعدة في العراق بمساعدة من العشائر العراقية. وتعد الأحداث في اليمن قصة جديدة من قصص فشل المخابرات المركزية الأمريكية ،حيث قال موقع دايلى بيست الأمريكي، إنه مع مغادرة القوات الأمريكية لليمن وهروب الرئيس عبد ربه منصور هادى إلى عدن، تراجعت إلى حد كبير قدرة الولاياتالمتحدة على محاربة مسلحي القاعدة وداعش الذين ضربوا بجذورهم في البلد الذي تمزقه الحرب ويمثلون تهديدا للغرب، كما يقول الخبراء والمشرعون الأمريكيون. ونقلت الصحيفة عن السيناتور ريتشارد بور، رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، إن الأحداث في اليمن تبشر بمستقبل وخيم للسياسة الأمريكية في المنطقة. وقال نحن خارج الأمر تماما، وهذا ما ستكون عليه المنطقة ما لم نهتم بالقاعدة وداعش وتورط إيران مع الحوثيين". وقال إن اليمن ستكون كما قال الرئيس أوباما نموذجا، لكن ليس للنجاح وإنما للفشل الذريع للسياسة الخارجية الأمريكية. وأشار بور إلى تأكيدات عامة مسبقة من قبل أوباما بأنه وبرغم الأزمة المتصاعدة في اليمن وتراجع النفوذ الأمريكي هناك، بعد ثورات الربيع العربي، إلا أن عمليات مكافحة الإرهاب كانت لا تزال نموذجا للنجاح. بينما رأى بروس ريديل، الضابط السابق بالسى أى إيه الذي لديه خبرة كبيرة في الشرق الأوسط، إن هذه انتكاسة كبرى، مشيرا إلى تدهور الموقف الأمني سريعا في اليمن، الذي يبدو الآن في قبضة حرب أهلية صريحة أكثر من أي وقت مضى. وأضاف أنه بدون وجود أمريكي على الأرض أو وجود حليف يمكن الاعتماد عليه، سيكون من الصعب للغاية استهداف القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وهو فرع القاعدة الذي يقول مسئولوا المخابرات الأمريكية إنه الأكثر قدرة على مهاجمة أوروبا والولاياتالمتحدة وأضاف ريديل قائلا إن أغلب شرقي اليمن سيكون أرض فوضوية لا سيطرة لأحد عليها، وهناك يمكن للقاعدة أن تعمل بحرية. و كانت الولاياتالمتحدة قد سحبت مستشاريها العسكريين الباقين في اليمن خلال الفترة الماضية في ظل العنف المتصاعد وتقدم الحوثيين، وهو ما يعنى إنهاء عمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية في البلاد، إلا أن النائب الديمقراطي آدم شيف، عضو لجنة مجموعة الثمانية الاستخباراتية، التي يجب إحاطتها في الأمور سرية من قبل إدارة أوباما، أكد أن برنامج مكافحة الإرهاب سيستمر حتى في ظل غياب أي تواجد مادي. وقال إن أمريكا لديها برامج مكافحة إرهاب في دول ليس لديها فيها تواجدا ماديا، مشيرا إلى أنهم أكثر اعتمادا على أجهزة مخابرات الدول الشريكة، وهذا بالتأكيد ليس ما يرغبون فيه، لكن عليهم أن يتعامل هكذا بقدر المستطاع،هذه النقطة بالتحديد قد تزيل بعض الغموض عن الزيارة المفاجئة لبرينان إلى القاهرة حيث يحتاج إلى مساعدة المخابرات المصرية له في اليمن خاصة وفي باقي بلدان الدول العربية التي تشهد نزاعات. يذكر أن جون أوين برينان ولد في 22 سبتمبر 1955 وهو رئيس وكالة الإستخبارات الأمريكية و كبير مستشاري مكافحة الإرهاب للرئيس الأمريكي باراك أوباما ، وعمل في السابق مدير مكتب الاستخبارات الأمريكية في السفارة الأمريكية بالرياض ، ودرس سياسات الشرق الأوسط وتعلم اللغة العربية في الجامعة الأمريكية في القاهرة ، وتردد أنه دخل في الدين الإسلامي ،وهذا ما يفسر سبب رفضه أداء اليمين بوضع يده فوق الإنجيل فطلب أن يضع يده فوق الدستور ليقسم اليمين. وتخرج برينان من جامعة فوردهام حيث حصل على درجة البكالوريوس عام 1977، ودرس في الوقت ذاته في الجامعة الأمريكية في القاهرة، ثم أنهى دراسة الماجستير في علم السياسة عام 1980، ليتدرب في العام ذاته في مركز عمليات الاستخبارات المركزية الأمريكية، ثم انضم إلى الوكالة عام 1981 قبل أن يتدرج فى المناصب حتى يتولى أعلى منصب بها.