التقيت بالصدفة مع صديقي وزميل العمر في بلاطة صاحبة الجلالة الأستاذ أيمن بدرة رئيس تحرير أخبار الرياضة وكان اللقاء غيرالمرتب له سلفا قبل أن يركب كل منا سيارته من أمام أخبار اليوم.. تصافحنا وطال اللقاء كالعادة ليتطرق الي موضوعات رياضية وسياسية شتي وقد لا يعرف أحد أن أيمن بدرة كان واحدا من الأبطال المجهولين لثورة 30 يونيو فهو يذوب عشقا في مصر وحكايته مع ثورة 30 يونيو سيكون لها مساحة صحفية قدر المستطاع في حلقات قادمة بإذن الله.. المهم أن أيمن بدرة دعاني لكتابة منبر زملكاوي وغاوي علي أن يقابله منبر »الأهلي حياة» لتكون مباراة اسبوعية صحفية بين الأحمر والأبيض علي صفحات مجلته التي يعتبرها أيمن ابنته المدللة وصار هدفه الأكبر في الحياة أن يراها تتصدر كبري المجلات الرياضية في الشرق الأوسط.. ولأن أيمن بدرة صديق حبيب ومحبوب من طوب الأرض دون أن نزكيه علي الله لم أتردد في الموافقة.. ولم تمض ثلاث أيام حتي تلقيت منه مكالمة هاتفية يخبرني فيها أن الذي سيكتب أمامي »الأهلي حياة» هو الكاتب الصحفي الكبير حامد عزالدين فكانت سعادتي لا توصف لأن حامد عزالدين واحد من أعز أصدقاء العمر الذين اخترتهم في حياتي عقلا وعاطفة، فهو انسان يحمل قلب عصفور وصحفي من فلتات صاحبة الجلالة وسياسي بين ضلوعه قلب أسد وموسوعة ثقافية تخطف سمعك إذا تحدث في أي مجال وترق له مشاعرك حينما يحدثك عن الاسلام الوسطي.. وكم كنت أتمني منذ أكثر من ثلاثين عاما ونحن علي مقعدين متواجهين في صالة تحرير الأخبار، كم تمنيت لو كان حامد زملكاويا مثلي فقد كان حامد أهلاويا معجونا باللون الأحمر وكأن محل ميلاده كان ستاد مختار التتش!.. ورغم انني زملكاوي منذ خمسة وخمسين عاما بالتمام والكمال إلا أن حبي لعدد كبير من الأهلاوية كان قدرا ومكتوبا والمكتوب علي الجبين لابد أن تراه العين.. لكنه القدر الجميل فعندما كنت تلميذا بمدرسة محمد شرف الابتدائية بالشرابية ثم الظاهر الاعدادية كان زميلي الذي لا نفترق عن بعضنا البعض صفوت عبدالحليم الذي أصبح فيما بعد »حاوي» الكرة المصرية شفاه الله وكم لعبنا ضد بعضنا البعض في حواري الشرابية علي كئوس فضية كان يكسبها دائما فريق صفوت عبدالحليم بينما ينال فريقي الأبيض اعجاب المتفرجين فوق الرصيف.. ويبدو أن هذا - أيضا - قدر الفريقين الكبيرين الأهلي والزمالك أحدهما يكسب البطولات والآخر يمتع الجماهير! .. وفي الظاهر الثانوية زاملني صفوت أيضا - ووقع في مشكلة كادت تبكيه، فقد اختاروه بحكم درجاته للقسم العلمي بحكم درجاتي فلم أتردد في قبول رجاء صفوت وكتبت طلبا لمدير المدرسة بعمل تبادل بيني وبين صفوت، وهكذا كانت تلك الورقة سببا في التحاق صفوت بالقسم العلمي مما ساهم في نجاحه فيما بعد في الشهادة الثانوية فلم ينس لي هذاالجميل، وكان مدرس الرياضة قد وعدنا بأن يلعب صفوت للأهلي والعبدلله للزمالك إذا فزنا ببطولة الجمهورية لمدارس الثانوي، وكانت المباراة النهائية لمدرستنا أمام دمنهور الثانوية وكان حكم المباراة لاعب الزمالك الشهير عمر النور وكان يكفينا التعادل لنحمل كأس البطولة لكننا انهزمنا بهدف وضاع الكأس ومع ذلك حقق لنا الأستاذ جمال حلاوة أستاذ الألعاب في الزمن االجميل أمانينا ولعب صفوت في الأهلي وصار نجم النجوم ولعبت في الزمالك، لكني لم أكمل مشواري مع الناشئين وهذه قصة أخري قد نعود اليها.. المهم اننا بعد أن تخرجنا من الجامعة بسنوات قابلت صفوت علي باب النادي الأهلي وبصحبتي ابني أحمد الذي أصر علي اجتياز اختبارات الناشئين بالأهلي.. وفوجئت بصفوت - شفاه الله - يقول لي حينما طلبت أن يظل معي أنا وابني في الاختبارات: »هو أبوك ولا أبويا كانوا معنا لما لعبنا في الأهلي والزمالك، سيب ابنك يخوض التجربة لوحده».. وفي أخبار اليوم اكتشفت أن كل الذين أحببتهم »أهلاوية» بدءا من الكابتن نعمان وأحمد علام والخال فاروق الشاذلي وأستاذ علي حسنين وعلي رأس الجميع مصطفي أمين عملاق الصحافة العربية بينما تزعم فريق الصحفيين الزملكاوية الأساتذة نبيل عصمت واسماعيل يونس وجلال دويدار ومن ورائهم أسامة شلش زعيما لشباب الزملكاوية ومحمود سالم وفؤاد فواز وأنور محمد ووائل أبوالسعود والكاتب الساخر هشام مبارك والناقد عثمان سالم.. ورغم خسارة الزمالك للبطولات كنا نحن الأعلي صوتا لنداري كسوفنا.. المهم أن القدر ظل يكتب حبي للعديد من الأهلاوية وعلي رأسهم محمود الخطيب وسوف أروي قصتي معه في حلقة قادمة والكابتن شطة وكيف تسببت صورة له اختارها مصطفي أمين في نفاد كل أعداد أخبار اليوم من الأسواق.. أما صداقة عمري التي لن تتكرر في حياتي فكانت مع المستشار مرتضي منصور رئيس الزمالك، صداقة عمرها تجاوز الأربعين عاما ومليئة بالحكايات والأسرار المثيرة فقد كنا لا نفترق ليلا ولا نهارا وفي حلقات قادمة سوف أقدم الوجه الآخر لمرتضي منصور والذي لا يملك مفاتيحه سوي العبد لله منذ أول مباراة شاهدناها معا للزمالك عام 1972 باستاد القاهرة أمام الاسماعيلي وكيف أصر مرتضي علي ألا تفوته مباراة للزمالك بعدها، وكيف كان مرتضي عضوا بالأهلي وعاشقا للزمالك.. ولا يمكن اختزال مرتضي في علاقته بالكرة فالعنوان العريض لحياته هو »قصة بطل» والأيام بينا لنكشف هذا الجانب الرائع من حياة منصور الزمالك ابن شارع سيدهم بروض الفرج.. وهكذا كانت حياتي تمضي عشقا للزمالك وحبا لعدد كبير من الأهلاوية من باب القدر المكتوب.. والي لقاء جديد!