احتدمت المواجهات العسكرية بين جيش الاحتلال الإسرائيلى وفصائل المقاومة الفلسطينية بمناطق عدة، وتمكنت «كتائب القسام»، الجناح المسلح لحركة حماس، من تنفيذ عملية وصفت ب«النوعية» أسقطت خلالها أربعة جنود للاحتلال إلى جانب إصابة آخرين، أحدهم بجروح خطيرة، شرق خان يونس، وذلك باستخدام عبوات ناسفة، وأقر إعلام عبرى بفشل مجمل الإجراءات الاحترازية فى الكشف عن وجودها. وتوعدت الكتائب جيش الاحتلال بمزيد من العمليات العسكرية حالما استمر فى حرب الإبادة التى يشنها على القطاع. وقال المتحدث باسم كتائب القسام، الملقب ب«أبوعبيدة»، إن ما تكبده الاحتلال من خسائر فى خان يونس وجباليا هو امتداد لسلسلة عمليات وصفها ب«النوعية»، وتوعّد إسرائيل بمزيد من العمليات العسكرية، مؤكدًا أن «المقاومة الفلسطينية لاتزال صامدة وتواصل دفاعها عن الشعب الفلسطينى فى وجه العدوان المتواصل»، وأن «الاحتلال سيدفع ثمنًا باهظًا لاستهدافه المدنيين والبنى التحتية فى غزة». وأضاف «أبوعبيدة» فى منشور عبر حسابه الرسمى بمنصة «تليجرام»: «ليس أمام جمهور العدو إلا إجبار قيادتهم على وقف حرب الإبادة، أو التجهز لاستقبال المزيد من أبنائهم فى توابيت». واعترف جيش الاحتلال بمقتل 4 من جنوده، وإصابة ضابط بجروح خطيرة، فى كمين للمقاومة صباح أمس الأول، فى خان يونس جنوب قطاع غزة، وقال، فى بيان، إن القتلى من وحدتى «ماجلان» و«يهلوم»، المتخصصتين فى الكشف عن الأنفاق، وقُتلوا جميعًا فى منطقة بنى سهيلا شرق خان يونس جنوب القطاع. وأشارت إذاعة جيش الاحتلال إلى أن الجنود دخلوا مبنى فى بنى سهيلا، بعد وصول معلومات بأنه يستخدم من قبل حماس. من جانبه، علق رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، على إعلان مقتل الجنود الأربعة قائلًا: «إنه يوم حزين وصعب.. أتقدم أنا وزوجتى بأحر التعازى لعائلات الأربعة الذين سقطوا فى غزة.. والذين سُمح بنشر أسماء اثنين منهم، الرقيب أول يوآف ريفر والرقيب أول تشين جروس». وذكرت القناة 13 العبرية أن التحقيقات الأولية فى الكمين الذى وقعت فيه قوة من لواء الكوماندوز ووحدة يهلوم الهندسية، فى خان يونس، أظهرت أن إحدى الفرق دخلت مبنى لتفتيشه، بعد وصول معلومات استخبارية تفيد باستخدام مقاتلى حماس للمبنى ووجود شبكة أنفاق بداخله. على صعيد متصل، ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن جيش الاحتلال استغرق 6 ساعات من العمل المتواصل من أجل انتشال جثث القتلى من أسفل ركام المنزل، الذى جرى تفجيره، بينما أشارت القناة 13 العبرية إلى أن عمليات الانتشال تمت تحت قصف عنيف من المدفعية وغطاء من المقاتلات. إلى ذلك، قال رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، إيهود أولمرت، لمجلة «نيويوركر» الأمريكية، مساء أمس الأول، إن الصورة التى صارت سائدة بإسرائيل عن الحرب على غزة أنها ليست إلا حربًا شخصية أو حربًا غير مشروعة تدار لمصالح بنيامين نتنياهو السياسية، معتبرًا أن حكومة نتنياهو استخدمت التجويع كسياسة فعلية، وأوقفت تدفق المساعدات ومنعت دخولها للقطاع عمدًا. فى المقابل، كثفت قوات الاحتلال عدوانها على الأراضى الفلسطينية المحتلة خلال ثانى أيام عيد الأضحى، إذ استهدفت المقاتلات الإسرائيلية عدة مناطق فى قطاع غزة، لاسيما فى شماله وشرقه، مع سماع دوى انفجارات عنيفة ناجمة عن نسف مبانٍ سكنية. واستقبلت المستشفيات الفلسطينية، أمس، أكثر من خمسين شهيدًا وعشرات المصابين، بينهم أربعة فلسطينيين من عائلة واحدة، وأصيب آخرون من عائلة كحيل فى غارة إسرائيلية استهدفت منزلهم قرب مجمع الشفاء غرب مدينة غزة، فجر أمس، كما استشهد 5 فلسطينيين وأصيب آخرون برصاص الاحتلال قرب مركز مساعدات غرب رفح، واستشهد 7 آخرون، فى قصف منزل يؤوى نازحين غربى مدينة غزة. وأفادت تقارير بأن عدد الشهداء الفلسطينيين الذين استهدفهم الاحتلال خلال محاولتهم الحصول على الغذاء منذ 27 مايو الماضى، حتى أمس، بلغ نحو 115 شخصًا، وأكثر من 580 مصابًا، و9 مفقودين. فى غضون ذلك، أعلن وزير دفاع الاحتلال، يسرائيل كاتس، أمس، استعادة جثة محتجز تايلاندى كان قد احتُجز خلال هجوم حماس فى السابع من أكتوبر 2023. وقال «كاتس»، فى بيان: «فى عملية خاصة للجيش والشاباك فى منطقة رفح، أعيدت جثة ناتابونج بينتا الذى خطف من كيبوتس نير عوز فى 7 أكتوبر إلى إسرائيل».