لن تقل متعتك بمسلسل" دهشة" إذا لم تكن شاهدت مسرحية " الملك لير" التي قدمها يحى الفخرانى على المسرح القومى عدة مواسم ، ولكن متعتك ستزيد بكل تأكيد إذا كان الحظ قد أسعدك وشاهدتها ، سوف تجد نفسك تقارن بين أداء الفخرانى على المسرح ،وأدائه على شاشة التلفزيون، تقارن بين أداء كورديليا " ريهام عبد الغفور" ونعمة" يسرا اللوزى "، بين أداء الداهية أحمد سلامة "ادموند " ومنافسه فى الدهاء فتحى عبد الوهاب أو" راضى " لك أيضا أن تقارن بين جونريل "سوسن بدر" ، وريجان" سلوى محمد علي" ، وأداء حنان مطاوع "رابحة " وسماح السعيد "نوال"، تقارن بين أداء الرائع أشرف عبد الغفور فى دور جلوستر وأداء العبقرى نبيل الحلفاوى فى دور "علام" . المقارنة التى أعنيها ليست بالضرورة تنتهى بأن هناك أفضل وأٌقل فى الجودة لكنها تحقق المتعة للمشاهد والممثل نفسه ولا تصدق أن هناك عملا فنيا أمتع المشاهد دون أن يمتع من قام به أو شارك فى إنتاجه فى "دهشة" ربما يلمس المشاهد أو الناقد حجم الاستمتاع الذى يشعر به نجوم العمل وأولهم نجمه الأول يحى الفخرانى الذى وقع فى غرام رائعة وليام شكسبير "الملك لير" فقدمها على المسرح القومى بنجاح مذهل ، وقرر أن يعيد التجربة فقدم " دهشة " بعد أن كتب لها السيناريو والحوار المتميز عبد الرحيم كمال . لا يمكن أن أتحدث عن "الملك لير " التى يراها المشاهد حاليا بطبعتها الصعيدية "دهشة " إلا أن أذكر بكل خير الراحل الرائع أحمد عبد الحليم رحمه الله مخرج المسرحية على المسرح القومي، والدكتورة هدى وصفى مدير المسرح القومى السابق أطال الله فى عمرها ومتعها بالعافية، فلولاهما ما خرجت المسرحية بهذا المستوى الذى جعلها أيقونة المسرح القومى لسنوات ، فإخراج هادىء ومتزن وإدارة متفهمة ومبدعة ،كانا كافيين لتحقيق النجاح وأعتقد بدون مبالغة أن لهما أيضا يعود الفضل فى أن تشاهد " دهشة" فبدونهما كان من الممكن أن تخرج" الملك لير" لكن بهما تحقق النجاح الذى شجع المبدع يحى الفخرانى على تقديمها فى مسلسل من 30 حلقة . ورغم كلمات الإعجاب التى يمكن أن تكون من نصيب " دهشة" لابد أن أكرر ما يقال كثيرا أن زحام الدراما فى شهر رمضان يسيىء للشهر الكريم ،كما يسيء للدراما نفسها التى تعرض فى أصعب ظروف مشاهدة ولا تتخيل كم الإحباط الذى يصيب الفنان عندما يكتشف أن عمله قد تاه وسط هذا الزحام وأن مجهوده وأعصابه المحترقة لشهور قد واجهت استقبال فاتر من المشاهد الذى يجد نفسه وسط كم كبير وزائد عن الحد من الدراما بينما لديه واجبات دينية واجتماعية هى أولى وأهم بالنسبة له ،عموما بالنسبة لدهشة أتصور أن اللقاء بها بعد رمضان وفى ظروف عرض إنسانية سيكون أفضل .