على الرغم من كراهيتي للكلاب منذ الصغر وربما اعبر الجانب الأخر من الطريق إذا لمحت كلبا في طريقي ورغم ان كثيرا من الناس لديهم "فوبيا الكلاب" الا انني وفي احدى الليالي واثناء تصفحي لموقع الفيس بوك على شبكة الانترنت استوقفتني قصة لها العجب حتى يضرب بها المثل في الوفاء بطلها كلب لكنه أوفى من بعض بني البشر في هذا الزمان . تضرب القصة التي قد لا يعلمها الكثير مثالا نادرا للوفاء في اليابان حيث يحكى انه كان هناك كلب يسمى هاتشيكو اشتراه بروفيسور في قسم الزراعة في جامعة طوكيو. وأثناء حياته كان هاتشيكو يذهب لتوديع البروفيسور كل يوم وهو في طريقه لمحطة القطار بمنطقة تسمى "شيبويا "ثم العودة مرة أخرى في المساء وانتظاره لمقابلته عند عودته من العمل مرة أخرى أمام باب محطة القطار وذات يوم لم يعد البروفيسور إلى المحطة بسبب حادث تعرض له في الجامعة أدى إلى وفاته، إلا أن الكلب هاتشيكو لم يقلع عن عادته في انتظار سيده أمام باب المحطة يوماً بعد يوم في انتظار عودته، واستمر على هذا الحال عشرة سنوات متتالية ولفت انتباه الكثيرين من المارة ما يحدث حتى مات هاتشيكو فتناقل الناس قصة وفاء هذا الكلب ليتم تحنيط جثته في المتحف الوطني للعلوم في طوكيو. وتقديرا لوفاء هاتشيكو تم نصب تمثال من البرونز للكلب الوفي أمام محطة القطار التي كان ينتظر عندها البرفسور ." انتهت القصة .." أعجبني من تعليقات القراء على هذه القصة قول احدهم : ياريت الناس زي هاتشيكو.. الا انه قد شد انتباهي تعليق آخر قد كتب باللغة العربية الفصحى وهو " فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب " فتأملت الجملة طويلا وقررت ان ابحث عنها على شبكة الانترنت فقادني محرك البحث الشهير جوجل الى احد الكتب التاريخية القديمة بعنوان " تفضيل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب " وقمت بتحميل نسخة من هذا الكتاب على جهاز الكمبيوتر فوجدت انه للمؤلف " أبو بكر ، محمد بن خلف بن المرزبان " المتوفي سنة 921 م وعند تصفحي لمحتوى الكتاب وجدت انه من كتب التراث التي قد سرد فيها مؤلفه ابن المرزبان العديد من القصص والأمثال وابيات الشعر التي قيلت في الكلاب سواء المدح والذم ونظرة العرب والشعوب والامم تجاه الكلب في مختلف الثقافات والديانات . وبالرغم من اعجابي بفكرة الكتاب تذكرت المقولة الشهيرة " دع الكلاب تعوى والقافلة تسير " وقد وجدت هذه المقولة تنطبق على كثير من الناس في هذه الأيام فالكلاب رغم انها ضرب بها المثل في الوفاء الا انها رمز للأعداء أيضا فهناك الكلاب اعداء الوطن وهناك الكلاب اعداء النجاح في كل زمان ومكان ..