تسلم الأيادي لم تعد مجرد أغنية وطنية، أصبحت أيقونة لثورة الشعب المصري في 30 يونيو، والتلاحم المبهر بين الجيش والشعب والشرطة لمواجهة خطر انهيار الدولة المصرية، انتشرت الأغنية بسرعة مذهلة، وحققت نجاحا جماهيريا غير مسبوق، كلماتها البسيطة والصادقة، والتلقائية في إعدادها واللحظة التي انطلقت فيها، ساهمت في صنع نجاحها المبهر. ربما تكون الأغنية متواضعة من الناحية الفنية، إذا وضعت في مقارنة مع أغان وطنية أخري مثل وطني حبيبي التي ضمت نجوم الغناء في زمن الفن الجميل، لكنها بالتأكيد تتفوق علي باقي الأغاني الوطنية في قدرتها المذهلة علي تحريك وحشد مشاعر الملايين، وأيضا إثارة بعض المعارضين، الذين تحولت الأغنية بالنسبة لهم إلي كابوس، يفقدهم القدرة علي التوازن، فقد سجلت الأغنية لأول مرة في تاريخ الغناء المصري والعربي عددا هائلا من المشاحنات والاحتكاكات والاشتباكات، وتعرض بعض نجومها لمضايقات، كما تحوّل تأثيرها وكلماتها إلي مبرر للتلاسن علي شبكات التواصل الاجتماعي. بعد النجاح الجماهيري الساحق للأغنية أطلق نشطاء من الإخوان عبر مواقع التواصل الاجتماعي أغنية جديدة تتضمن كلمات مختلفة وتحمل نفس الإيقاع لأغنية تسلم الأيادي، لكنها لم تحقق اهتماما يذكر من رواد التواصل الاجتماعي. ولم يسلم فريق عمل أغنية تسلم الأيادي من الهجوم فقد بدأت الميليشيات الإلكترونية حربها ضد مصطفي كامل. كما تعرض المطرب خالد عجاج لمحاولة اعتداء وإنزاله من علي خشبة المسرح بالقوة بعد غنائه أغنية تسلم الأيادي في أحد الأفراح بمدينة مرسي مطروح حيث فوجئ بمجموعة من البلطجية يصعدون خشبة المسرح، أثناء إحيائه إحدي حفلات الزفاف، بمحافظة مرسي مطروح، ويحاولون إسكاته بالقوة، وبعضهم حاول ضربه، كما تعرض بعض المواطنين العاديين لعمليات قمع وبطش غير مبررة من جانب أنصار الرئيس المعزول بسبب تشغيل أغنية تسلم الأيادي. أما التعديات والمشاحنات التي حدثت في الشوارع والمدارس فإنها لاتتوقف يوميا منها ما حدث في محافظة مرسي مطروح. فقد تعدي مدرس لغة عربية، بمدينة الحمام، بالضرب المبرح علي مدرسة تربية بدنية في المرحلة الثانوية، بسبب تشغيلها أغنية تسلم الأيادي خلال الفسحة. كما أنقذ موظفو إحدي شركات الأدوية بمنطقة محرم بك "زميلة لهم" من الموت حرقاً علي يد "سلفي" قام بإلقاء البنزين عليها لإذاعتها أغنية "تسلم الأيادي" بالشركة. وتحول حفل زفاف في شمال قنا بإحدي قري الصعيد إلي معركة استخدمت فيها العصي والشوم وسقط فيها 7 مصابين بإصابات بالغة بسبب اعتراضات من قبل ملتحين ينتمون للإخوان علي أغنية "تسلم الأيادي". لم يتوقف الهجوم علي أغنية تسلم الأيادي علي المؤيدين والمعارضين فقط، لكن إيمان البحر درويش فاجأ جمهوره بهجومه الحاد علي "تسلم الأيادي" حيث قال إن اللحن مسروق من أغنية "تم البدر بدري" وأن الكلمات مسروقة هي الأخري من أغنية غناها الفنان محمد الحلو ومطلعها "تسلم الأيادي تسلم يا جيش بلادي".