رغم تأكيدات وزير الآثار أنه قد خاطب الخارجية التي أرسلت خطابا بوقف بيع آثارنا في المزاد عبر الإنترنت.. إلا أنني قد فوجئت في بريدي الإلكتروني بأكثر من رسالة من هذه الرسائل الإعلانية حول شيء واحد: بيع بالمزاد لعدد كبير من الآثار المصرية بداية من العصر الفرعوني مرورا بالعصرين البطلمي واليوناني ثم الإسلامي ومن قبله القبطي.. وحتي بدايات القرن الماضي.. والغريب أن المزاد مقام عبر موقع إعلاني شهير عبر العالم يبيع كل شيء من الإبرة للصاروخ.. وهو نفس الموقع الذي خاطبه المسئولون بوقف البيع!.. www.ebay.com. أما عن آثارنا فقد صنفت عبر : الأنتيكات أو الآثار القديمة، وبالتحديد الآثار المصرية عبر عصورها المختلفة.. وتحت هذا كان هناك حصر لعدد كبير من تلك الآثار.. تم بيع معظمها عبر فترات متفاوتة وعن طريق العرض بالموقع بالمزاد ولمدد محددة ويبدأ في بعضها المزاد بدولار واحد فقط.. وينتهي أغلبها بعدة عشرات أو مئات أو آلاف الدولارات عقب إغلاق باب المزايدة ووصل بعضها إلي ملايين.. وبعضها الآخر مازال معروضا ويتم المزايدة عليه في كل لحظة. و»أون لاين« يعني مباشرة عبر شبكة الإنترنت.. والمزايدون من كل العالم.. والعدد حتي الأحد الماضي أكثر من 200 قطعة نادرة.. وأخري مازالت تنتظر حتي منتصف الشهر الحالي. البائعون جاءوا وحسب الموقع من كل أرجاء العالم. وعلي سبيل المثال لا الحصر كان هناك بائعون ومشترون لعدة قطع من دول: بريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا وإيرلندا وبعض البلدان الآسيوية ومن مصر طبعا. والمشترون الفعليون كانوا من بعض دول أوروبا وأستراليا ومنهم من: أمريكا ومصر.. وتم شحن الآثار المباعة لهم بالفعل. والآثار المعروضة سواء التي تم بيعها أو تلك التي تنتظر عبر المزاد.. كانت متعددة ومتنوعة مابين: آثار حجرية فرعونية وقطع قديمة من نبات ورق البردي قالوا إنها أصلية. وقطع لعدة وصايا وتماثيل نادرة، وبعضها تم نسبه لتوت عنخ آمون. ومنها تماثيل يونانية ورومانية، وقطع من السجاد الإسلامي النادر.. وبعض قطع صغيرة من الجعران الفرعوني الشهير. وبعض القطع من البرونز، وتماثيل صغيرة للآلهة الفرعونية الشهيرة.. وبعض المصابيح التي قالوا إنها تعود للعصر الإسلامي.. بالإضافة لبعض العقود القديمة والأحجار التي زعموا أنها ثمينة جدا. والحديث عما عرض أو تم بيعه، أو الذي ينتظر بيعه عبر المزاد يطول شرحه. ولكن السؤال: من يؤكد أو ينفي أن تلك المعروضات أصلية وليست مقلدة؟!.. ولماذا يتم بيع بعضها بعشرات الدولارات والبعض الآخر بالملايين؟ والغريب أن الموقع يشرح لك كل شيء، بداية من طرق العرض، وشرح القطعة المعروضة للبيع. ثم طريقة الدخول بالمزاد عبر الموقع مباشرة والمزايدة لأعلي سعر عبر فترة يحددها الموقع والبائع، ثم طريقة رسو المزاد. والأخطر طريقة الشحن المضمونة للمشتري ومن الباب للباب.. وبرسوم محددة، تضمن المحافظة علي الأثر، وضمان وصوله لمشتريه دون ضرر، وبالطبع بعيدا عن أعين السلطات المختصة! وبالموقع بالطبع.. طرق الدفع المختلفة بالعملة المطلوبة.. وطرق رد البضاعة إذا لم يرض عنها المشتري. أو كانت غير تلك التي تم الإعلان عنها عبر الموقع. ولكن المثير للدهشة في كل ذلك، أن هناك بائعين لتلك الآثار من مصر.. وهناك مشترون لها أيضا من مصر تم شحن بعض الآثار المباعة عبر الموقع.. إليهم بنجاح! تساؤلات للمسئولين في حاجة لإجابات مقنعة!