شهدت مدينة نيويورك الأسبوع الماضي مجموعة من مزادات الآثار والفنون القديمة نظمتها صالات «كريستي» و«سوثبي» كتقليد اعتادتا عليه قبل أعياد الكريسماس كل عام وحققتا نتائج مبيعات كبيرة من بيع آثار تعود لحضارات قديمة، وكان للآثار المصرية من عصور مختلفة نصيب الأسد في معروضات المزادات. فقد أقامت دار كريستي في أمريكا مزادين للفنون القديمة يضم 300 قطعة أثرية للحضارات القديمة تركز علي الحضارات الرومانية والإغريقية والبطالمة منها 38 أثرًا مصريًا من عصور الفرعونية والبطلمية محققة حوالي 35 مليون دولار. وضم المزاد مجموعة نادرة من الأثار علي رأسها تمثال يعود لأكثر من 4500 عام وتمثال من الجرانيت الأحمر للملكة كليوباترا وآخر لإمبراطور روماني. من أبرز المعروضات الأثرية المصرية في المزاد تمثال كبير من الجرانيت الأحمر النادر يعتقد أنه للملكة المصرية كليوباترا في أواخر العصر البطلمي ويعد أغلي قطع المجموعة المصرية وقد وصل سعره إلي أكثر من 700 ألف دولار بعد أن كان مقدرا له ربع مليون دولار. وقد أثار التمثال علامات استفهام عديدة عن سرقات التماثيل والآثار ونسبها لملوك وملكات أخري، إذ يعتقد خبراء الآثار المصرية في المتحف البريطاني أنه يعود لفترة تاريخية أقدم وكان لملكة فرعونية سابقة هي كاروماما زوجة الملك الفرعوني أوسركون الثاني، وتم استبدال الوجه في مرحلة لاحقة ليصبح للملكة كليوباترا. وتعود أهمية التمثال الذي يصل ارتفاعه إلي متر ونصف المتر، إلي أنه يعبر عن الفنون في عصور حديثة من الحضارة الفرعونية. كذلك يتصدر الجزء المصري تمثال برونزي رائع لابن آوي الذي يرمز للإله «أنوبيس» رمز التحنيط في الحضارة الفرعونية وقد تم نحته في عهد الأسرة الحديثة وتجاوز سعره إلي 700 ألف دولار ويذكر موقع «كريستي» أنه كان مملوكًا لأحد المؤرخين. ويعرض أيضا تمثالاً ضخمًا للطائر «حورس في» ويعود التمثال إلي عصر الحضارة البطلمية في مصر، وحقق التمثال الذي يتجاوز طوله نصف متر، نصف مليون دولار. وكذلك مجموعة من التماثيل البرونزية منها تمثال لأزوريس وآخر للملك بتاح. لعل أغلي قطعة كانت معروضة بين مجموعات آثار الحضارات الأخري تمثالا لامرأة من المرمر لا يتجاوز ارتفاعه 30 سنتيمترًا، يعود لحوالي 2400 عام قبل الميلاد مع بداية الحضارة الإغريقية ويعبر عن التحول في فنون النحت من التأثير الفرعوني إلي الاتجاهات الفنية التي سادت في العصر الإغريقي. ويرجع التمثال لفنون مجموعة جزر سيكلاديز اليونانية الواقعة علي بحر إيجة التي ازدهرت حضارتها إبان العصر البرونزي وحقق التمثال رقما قياسيًا وصل إلي 17 مليون دولار بعد أن كانت دار »كريستي« تأمل أن يباع بخمسة ملايين دولار فقط. وعرضت أيضًا مجموعة من أواني المرمر والفخارية والزجاجية من الحضارات المختلفة، من أهمها إناء من حضارة جزر سيكلاديز اليونانية إبان العصر البرونزي.. وبيع بسعر قياسي أكثر من مائتي ألف دولار. ومن الحضارة البابلية قدم المزاد جزءًا من وثيقة حجرية تسجل قطعة أرض منحها الملك بنوخنصر لأحد الإقطاعيين. وضم المزاد من الحضارة الرومانية تمثالاً بمليوني دولار للامبراطور الروماني تراجان بكامل زيه العسكري. وفي الفترة ذاتها أقامت دار سوثبي مزادين آخرين بنيويورك للآثار سجلت فيهما أكثر من 47 مليون دولار كمبيعات. واحتلت الآثار المصرية أيضا مكانة هامة في المزاد وشهد بيع تمثال حجري أخضر ل»أبو الهول« يعود لحقبة الامبراطورية الرومانية في القرن الأول الميلادي مقابل 5.2 مليون دولار، وقد تم الكشف عن التمثال في حفائر بمصر في خمسينيات القرن التاسع عشر. كما باعت الدار تمثالاً مصريًا للملك تحتمس، يعود للأسرة التاسعة عشر مقابل مليون ونصف دولار ورأس تمثال من عهد الملكة حتشبسوت ب300 ألف دولار.