تشهد العاصمة البريطانية لندن في منتصف شهر أبريل القادم مزادين مهمين للفن الإسلامي عبر العصور. وتحشد كل من داري «سوثبي» و«كريستي» في المزادين مجموعة نادرة من الآثار والتحف من مصر وتركيا والهند وشمال أفريقيا. ما يسترعي الانتباه، بغض النظر عن قيمة القطع المختلفة وكيف وصلت لقاعة المزاد وكتالوجاته، هو مشكاة مصرية مملوكية الطراز وتحمل اسم الخديو عباس حلمي، تعرضها دار كريستي في المجموعة يوم 13 من أبريل القادم. والمتابع لصفحة المزادات يجد أنها نشرت خبرا في أكتوبر الماضي عن بيع مشكاة مماثلة، وظننا في البداية أن المشكاة لم تجد مشتريا في المرة الأولي، لكن في صفحة القطعة علي الانترنت رسمت الدار علامة تعجب هائلة؛ بقولها انه تم بيع ثلاث قطع مماثلة وفي فترة زمنية قصيرة وهو الامر الذي وثقته الدار بالتواريخ؛ حيث اشارت إلي أنه تم بيع واحدة مطابقة وترجع لعام 1910 في نفس قاعة المزادات من عام تقريباً. كما باعت صالة سوثبي المشكاة الثالثة في أكتوبر من العام الماضي. ما ترمي إليه الكلمات أنها عملية خروج منظمة لتلك المشكاوات؛ اذ ذكر التقرير المرفق مع المشكاة أن تكرار بيع المشكاوات من نفس الفترة يعني أنه تهريب للمجموعة لصالح مؤسسة ما. وما نسأل عنه هو كيف تم تهريبها وهي تحتاج إلي احتياطات شديدة في تغليفها ونقلها؟ وهل تم استبدال المشكاوات الأصلية بنماذج مزيفة في مسجد الرفاعي؟ هل تجرأ عفريت مصباح علاء الدين ووضع يده عليها وسكنها وطار بها واحدة تلو الأخري لأحضان صالات مزادات لندن؟ أصبح واضحاً أن المسئولين عن بيع هذه الآثار يثقون ثقة عمياء في أن الكنز المصري سائب وأنه عاجلاً أو آجلاً سيكون في أحضانهم وجيوبهم. عوامل إحساسهم بالأمان عدة ومن المؤكد ان مصدر ذلك الأمان هو أننا لا نحافظ عليه ونصمت عن الدفاع عن آثارنا، بينما الصين تشن حروباً دعائية منظمة حين تشم رائحة بيع قطعة من آثارها حتي وإن تم خروجها من أرضها بصورة شرعية.