اخبار مصر «مفيش مسئول فيكى يا بلد نجح فى انتخابات إلا وتاجر بحقوق الشهداء والمصابين من أول ما ترشح لحد ما كسب، حتى الرئيس مرسى أول حاجة وعد بيها هى حقوق الشهداء والمصابين وبرضه زيه زى غيره ما عملش أى حاجة»، بهذه الكلمات بدأ مصابو الثورة بالإسكندرية حديثهم ل«الوطن» بعد أن مر أكثر من عامين على اندلاع ثورة يناير، ولا يزالون يعيشون بين ذل المسئولين وسجن إعاقتهم التى ستمنعهم من قضاء باقى حياتهم مثل باقى المواطنين بشكل طبيعى. مزيج من الألم والحسرة والحزن والوحدة والعجز، هى الحالة التى يعيشها أكثر من 900 مصاب من مصابى الثورة بالإسكندرية الذين خرجوا جميعا يوم جمعة الغضب للمطالبة بعيش وحرية وعدالة اجتماعية، وحياة كريمة لوطنهم لتكون نهايتهم هى الإصابة بالعجز ثم الطرد من وظائفهم ثم وعودا زائفة من الحكومات المتعاقبة تنتهى جميعا إلى لا شىء. يقول شعبان صابر شعبان، 19 سنة: «أصبت برصاصة فى قدمى يوم الثامن والعشرين من يناير أمام قسم شرطة الرمل ثان، وبالرغم من وعود المسئولين جميعا بعلاج مصابى الثورة على نفقة الدولة فإننى أجريت 10 عمليات حتى الآن من الأموال التى يعطيها أهل الخير لوالدى الذى يعمل ساعيا بسيطا، بإحدى الشركات بتكلفة وصلت إلى 90 ألف جنيه بخلاف قيمة العلاج الذى تصل تكلفته أسبوعيا إلى 400 جنيه، فضلا عن مصاريف نقلى، خاصة فى فترة امتحان الدبلوم، حيث إننى لا أستطيع السير على قدمى». وأضاف: كل اللى خدناه من الحكومة 15 ألف جنيه ما يجوش 1% من المصاريف اللى صرفها والدى على علاجى ولا حتى ثمن سفريات القاهرة اللى عملناها عشان نأخذ المبلغ ده، وكل يوم نسمع عن شقق ووظائف وعلاج لمصابى الثورة وكأننا عايشين ملوك، وإحنا أصلا بنتسول ثمن العلاج وكمان فى الآخر بيطلعونا بلطجية. وبكلمات تسبقها دموع القهر والأسى، قال أسامة مغازى، 41 سنة، مصاب ببتر فى يده اليمنى، قال: «أنا مش عايز فلوس ولا عايز حاجة من مرسى ولا من الحكومة أنا عايز وطن، كنت فاكر إنى حلاقيه يوم إصابتى فى جمعة الغضب أمام مسجد القائد إبراهيم لكن الحقيقة إنى فقدت حتة من جسمى زى ما فقدت وطنى تماما فى نفس اليوم ده، لدرجة إنى نفسى أروح لدكتور يفقدنى الذاكرة عشان أرتاح من الألم اللى أنا فيه». وتابع: كان الرصاص حييجى فى صدرى فرفعت يدى فانصابت واتبترت فى نفس اليوم، كنت شغال موظف فى الميناء ما خرجتش عشان جعان ولا مش لاقى شغل خرجت بس عشان ألاقى وطن، كل اللى عملته الحكومة إنها إدتنى 15 ألف جنيه وأنا عملت لغاية دلوقتى 3 عمليات ب36 ألف جنيه، غير علاج شهرى ب650 جنيها، ولسه محتاج عملية جراحية للأعصاب وتركيب طرف صناعى. ووجه حديثه إلى الرئيس مرسى قائلا: «أنت ما فزتش باسم الإخوان ولا باسم الدين، أنت فزت لما اتكلمت باسم الشهداء والمصابين فاتقى الله، خد ال15 ألف جنيه بتوعك وإدينى إيديا تانى أو إدينى ضابط أمن مركزى أقطع إيده وبعدين أرمى له 15 ألف جنيه، وورينى حيبقى فرحان إزاى بيهم». وأضاف: الدكتور ممدوح حمزة والدكتور محمد شرف اتدخلوا وعملت 4 عمليات فى ألمانيا وعمليتين هنا فى مصر وفاضل عملية كبيرة لتقوية العصب بس لازم تتعمل فى أمريكا والدكاترة بيقولوا إنى ممكن بعدها أشوف بعينى الشمال، بس مش معايا تكلفتها والحكومة ما ادتنيش غير 15 ألف جنيه، وقالت لى لو عايز تتعالج عندك مستشفى القبارى أو مستشفى شرق المدينة وطبعا ما ينفعوش، وأنا مش صعبان علىَّ غير إنى بعد ما كنت باشتغل بقيت دلوقتى عاطل وأهلى بيصرفوا علىَّ ومش عارف حشوف تانى ولا لا. وقال للدكتور مرسى «يا دكتور أنت عفوت عن المسجونين واللى لسه عليهم أحكام أنا خلصت الحكم اللى علىَّ ونفسى تعفو عنى عشان أقدر أشتغل وأربى ولادى، كل ما أروح أشتغل يقولوا لى عليك سابقة وهو ده القانون وكلنا عارفين إن البلد أصلا ما فيهاش قانون ولا هو على ناس وناس، يا إما تعفو عنى يا إما أشوف طريق غلط أصرف منه على بيتى وحتبقى إنت السبب». وأضاف والد الشهيد محمد مصطفى، أحد شهداء ثورة 25 يناير، إن أهالى الشهداء فى كل الميادين سيكونون حيث اندلاع الثورة، ويتحركون من أمام مسجد القائد إبراهيم بمحطة الرمل، لافتا إلى أن شعارهم الوحيد والذى سيرفرف فى سماء ذكرى الثورة على الكورنيش «عايزين حقنا وحق مصر وحق ولادنا اللى راحوا». وأضاف والد الشهيد، «لو حق ولادنا الشهداء ما جاش بعد تظاهرات 25 يناير القادمة يبقى الرئيس ما يلومش إلا نفسه لأننا سنجتمع مع أهالى شهداء السويس علشان مش حنتنازل عن حق ولادنا». ويستكمل حديثه «لابد أن يسقط هذا النظام الإخوانى الحالى الذى لم يحقق ما طالب به أبناؤنا الشهداء». وأوضح أن الرئيس المنتخب الذى جاء بناء على رغبة الشعب المصرى وبعد ثورة راح ضحيتها المئات من الشهداء صاحب وعد لا ينفذ وكافة قراراته يتراجع عنها فور إصدارها، لافتا إلى أنه يحكم البلاد من أجل جماعته ومصالحهم ولا ينظر إلى الشعب المصرى. فيما قال والد الشهيد محمد رمضان، إننا سنشارك لأن الشهداء يتاجر باسمهم، وتلعب بهم جميع القوى السياسية، لافتا إلى أن المرشح السابق حمدين صباحى أرسل 3 محامين من حزب الكرامة بعد سنتين من وفاة والدنا، وذلك من أجل الوصول إلى كرسى الرئاسة. وأضاف أن الأدلة التى تدين الضباط موجودة، ولكن تحتاج إلى قرار سيادى، مشيراً إلى أن قضية قتلة الثوار قنبلة موقوتة، وإذا لم تعامل بالعدل والأمانة ستنفجر الدولة بأكملها. وأكد على أن سيناريو الفوضى بدأ من يوم 21 يناير فى إسكندرية فهناك من كان يساند أهالى الشهداء من بينهم حركة «كلنا»، وكالعادة هناك أناس تندس فى وسطهم للتخريب، قائلا: «هؤلاء المندسون المجهولون هم من أمن الدولة وأعرفهم شكلاً واسماً ولكن مصر أكبر من ذلك بكثير». وأضاف «رمضان» أن جماعة الإخوان المسلمين أول من وقفوا بجانب أهالى الشهداء فى كل منطقة فتبرعوا برحلات عمرة لأهالى الشهداء وبعض المبالغ المالية للمحتاجين، كما أن مركز «الشهاب» تبنى القضية من البداية حتى الآن فى الوقت الذى باع فيه محامو كلية حقوق جامعة الإسكندرية القضية. وقال «أنا عضو بلجنة تقصى الحقائق وعملت مع اللجنة 6 أشهر جمعنا أدلة وقدمنا متهمين جددا، وذهبت لرئاسة الجمهورية، وقدمنا تقريراً يجمع الأدلة، ولكن ممثلى الداخلية باللجنة لم يعجبهم توجيه التهم لأكثر من 40 ضابطاً». من جانبه قال محمد عبدالعزيز، المتحدث باسم مصابى الثورة بالإسكندرية، إن مصابى الثورة بالمدينة يعانون من الإهمال من قبل المسئولين، حيث إن الحكومة ضمنت لهم العلاج بمستشفيى القبارى وجيهان فقط فى حين أنهما مستشفيان لا تتوافر فيهما جراحة العيون والأعصاب، وأبرز مشاكل مصابى الثورة، أن الكارنيهات التى حصلوا عليها غير معترف بها فى المواصلات العامة أو فى أى هيئة أو مؤسسة، فضلا عن عدم تحقيق أى مما وعد به المجلس العسكرى ومن بعده الرئيس مرسى من منح شقق ووظائف وتخصيص معاش للمصابين يصل ل1060جنيها، وجميعها مجرد تصريحات ووعود ليس لها أى أساس على أرض الواقع».