وكالات يعول الإسلاميون المؤيدون لمشروع الدستور المصري كثيرا على ريف محافظة الجيزة، جنوبالقاهرة، في ترجيح كفة التصويت لصالح "نعم" في الاستفتاء الجاري على المشروع، في حين يعول المعارضون على محافظة كفر الشيخ، شمالا، وخاصة مدينة بلطيم مسقط رأس المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي. وتستغل الحركات الإسلامية نفوذها في ريف الجيزة ومراكزها لإنجاز هدفها؛ حيث ينشط أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في مركز أوسيم ومنشأة القناطر، فيما يستغل حزب النور والحركة السلفية انتشارهما الواسع في الوراق وكرداسة، وتنتشر الجماعة الإسلامية في الكوم الأحمر وبرطس. وأمام معظم لجان الاقتراع بتلك المراكز تختفي بشكل كامل مظاهر دعم التصويت ب"لا" لمشروع الدستور، بحسب ما رصده مراسل الأناضول أمام اللجان. رضوان عبد اللاه، مسئول ملف الطاقة بحزب "الحرية والعدالة"، الذي أسسته جماعة الإخوان العام الماضي، قال لمراسل وكالة الأناضول للأنباء إن هذه المناطق تشكل ثقلا كبيرا للتيار الإسلامي، وعلى سبيل المثال مركز أوسيم يسمى منذ بداية السبعينات وحتى اليوم بالدائرة الحمراء نظرا لتواجد التيار بكثافة. وأشار إلى أن الشيخ صلاح أبو إسماعيل، والد القيادي السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل، كان نائبا عن أوسيم، وكان يتمتع بشعبية كبيرة تركت أثرا حتى الآن، وكذلك يؤثر تواجد قيادات الإخوان كعصام العريان وعلي بطيخ وعلي الجمل". واعتبر عبد اللاه النشاط الخدمي الذي يقوم به التيار الإسلامي في هذه المناطق سببا آخر لهذه الشعبية. ولقلة أعداد النشطاء الرافضين للدستور فإنهم يركزون تواجدهم أمام عدد محدود من اللجان التي تشهد كثافة أكبر في التصويت وخاصة اللجان النسائية. وكان من اللافت أن أعضاء بحزب مصر القوية كانوا يدعون للتصويت ب"نعم" رغم الموقف الرسمي للحزب الداعي للتصويت ب"لا"؛ حيث أكد بدر فهمي، عضو الحزب أن الغالبية العظمى من الأعضاء بأوسيم سيصوتون ب"نعم"، بحسب قوله. وفي المقابل تسير اتجاهات التصويت في مدينة بلطيم والقرى التابعة لها في محافظة كفر الشيخ، شمال دلتا مصر، نحو التصويت ب"لا" لمشروع الدستور، بحسب ما رصده مراسل "الأناضول" من أمام اللجان. ويعود ذلك إلى أن المدينة هي مسقط رأس المرشح الرئاسي السابق وقائد تحالف "التيار الشعبي"، حمدين صباحي، وصاحب النشاط الاجتماعي والسياسي القديم بين أبنائها، في مقابل غياب لتأثير التيار الإسلامي؛ خاصة وأن الخلافات والأزمات بين العائلات يقوم على حلها جمعية أهلية باسم "بيت العائلة"، من أبرز أعضائها صباحي. وفي لقاءات مع عدد من الناخبين اتفقت آرائهم من ناحية أخرى على عدم ثقتهم في الرئيس المصري محمد مرسي، الذي يرون أنه "لم يقدم شيئا مذكورا لمحافظتهم التي تعاني أزمات حياتية". وتسري عملية التصويت في المدينة بسلاسة، ولم تقع أي تجاوزات حتى عصر اليوم من الجانبين، سواء الرافض أو المؤيد للدستور، بحسب الناشط، محمد السادات.