كل شيج... كل شيجن انكشفن وبان. الدولة، هذا المصطلح الذى ما عدنا نعلم له تعريفا يُجمِع عليه أهل بر مصر. فالسلطات، العسكرية والبرلمانية والإعلامية واللميسية سواء كانت حديدية أو جابرية، مقتنعة بأن الدولة هى العصا والبندقية والمسدس والفرفر، المصوَّبة دائما وأبدا على رأس المواطن، ذلك لتوفير الأمن والأمان... لمين؟ مش عارفة، إن كان كل مواطن مهدَّد بأن يطلق عليه الرصاص، لا فى التظاهرات والاعتصامات فقط، وإنما فى اللجان غير ذات المعنى التى تنصبها الداخلية فى الطرقات، فلماذا يشعر بعض الناس بالأمن والأمان كلما سمعوا عن مقتل مواطن برصاص الشرطة أو الجيش، وتحس بشماتة كده: أحسن، خليهم يمسكوا البلد! ما وجه المَسَكان فى قتل المواطن؟ ألا تشعر عزيزى الشامت أنك ذاتك مهدَّد باستقرار رصاصة فى أم رأسك لأنك اعتبرت أن قتل المواطنين فى الشارع هو الأمن والأمان؟ أمال الرعب والإرهاب يبقى إزاى؟ ولماذا تظن أن رأسك بمنأى عن الرصاص؟ ابن مين فى مصر انت؟ لن تكون أفضل من معتز الذى قُتل برصاص الشرطة وهو ابن شيخ قبيلة من أكبر قبائل الشيخ زايد. قال لك: هؤلاء يريدون إسقاط الدولة وتقسيم مصر. هؤلاء مَن؟ «العيال بتوع التحرير»، حيث أصبح التحرير فى حد ذاته هُوية يوصف بها كل من يعترض على القمع، أو على سرقة الثورة، أو على سياسة تعمد الإفقار ومحاربة الناس فى أرزاقهم لإيقاع العقوبة الجماعية بهم لتجرئهم على الثورة، كأننا تحت الاحتلال الإسرائيلى الذى يعاقب الفلسطينيين جماعيا لتجرئهم على المقاومة. كل من يرفض أن يطلق عليه الرصاص، أو أن يضرب بهراوة الشرطة أو الجيش، أو أن تهان كرامته، أصبح من العيال بتوع التحرير، وإن لم يتظاهر فى التحرير، وبشكل آلى، فهو منضم إلى اللوبى الصهيونى الماسونى الذى يهدف إلى إسقاط الدولة وتقسيم مصر. السؤال المطروح الآن: أين هى الدولة؟ كل شيجن انكشفن وبان، بعد أن قُتل ما يقرب من مئتى شاب لم يقترفوا جرما سوى حضور مباراة كرة قدم، فنُصبت لهم مذبحة لا أقول فى غياب الأمن، بل فى حضور مكثف لقوات الأمن التى دبرت وخططت للمذبحة من الألف إلى الياء، بداية من إغلاق بوابات الخروج الآمن باللحام، وانتهاء بالتنحى بعيدا وقت المذبحة، وإعطاء الفرصة الكاملة للعناصر المأجورة فى تنفيذ المجزرة. أين الدولة؟ كل شيجن انكشفن وبان بعد فضيحة شموخ القضاء، والشموخ بقى على عينك يا تاجر، وتم تهريب الأمريكيين، وبعدين ابتدوا يهلوسوا فى مخنا إحنا بقى: الأمريكيون سافروا، إلا أن القضاء مستقل، والسيادة للقانون، والقضية ما زالت أمام القضاء، وهيبة الدولة محفوظة.. وأنا صحيح رقاصة بس بارقص بشرفى، يادوب باقدم النمرة بتاعتى وانزل اقعد مع الزباين شوية واروّح على طول، وعمرى ما روحت مع زبون... همّا تلات اربع تسعتاشر مرة بس، غير كده أنا أطهر من الطهارة! أين الدولة؟ كنت فى الماضى أظن أن الدولة عبارة عن مجموعة من المؤسسات تعمل بنظام معين، وإسقاط النظام يعنى عدم رضا الشعب عن النظام الذى تعمل به المؤسسات، ومن ثم وجب هدم هذا النظام وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة وفقا لنظام جديد أكثر نزاهة وشفافية وديمقراطية. اتضح... لا بقى، تبين، بما لا يدع مجالا للشك، أن الدولة فى مصر تعنى المنشآت، فكل روح أو عِرض أو مال مستباح فى سبيل حماية المنشأة. وهيبة الدولة تكمن فى سماح المواطن لعناصر الأمن والشرطة بقتله وهو ساكت، بلاش إزعاج بقى، حتقعد تصوّت وتقرفنا؟ مُتْ فى صمت، اقبل الإهانة فى صمت، حضرتك قفا.. أنت قفا عزيزى المواطن، لست قفا للداخلية والقوات المسلحة والإعلام الذى يستغفلك فقط، لكنك قفا للولايات المتحدةالأمريكية أيضا، بل إنك قفا حتى للقضاء الذى أصبح الناس يحكون ويتحاكون عن الإهانة التاريخية التى لحقت به، فالقضاء الشامخ، يشمخ بالقوى على أحمد دومة، ويجدد له فترات الحبس، ويشمخ بالقوى على أسماء محفوظ، وينشها سنة حبس غيابى وغرامة 2000 جنيه بناء على بلاغ تقدم به شاهد الزور الأزلى، عبعزيز فهمى عبعزيز (إنت فين يا راجل؟ حتى لسه قلبى كان بيجيب فى سيرتك)، فين الشموخ ده كله بقى حين تنحى القضاة بسبب الضغوط التى مورست عليهم لرفع الحظر عن الأمريكيين؟ أين كان هذا الشموخ والمجلس العسكرى يقول للقضاة: اتنحوا ولّا اتفلقوا.. الحظر اترفع بيكم أو من غيركم؟ حياتى. أين الدولة؟ هل هذه هى الدولة التى يرتعد اللواء كاطو من هدمها؟ طب ودى مين حيهدمها دى؟ حتى الضرب فى الميت حرام.