بدأت الأيام السودة وسار المشايخ والجنرالات فى جنازة الثورة حتى مثواها الأخير وهم يهتفون.. ما دايم إلا وجهه، ليتأكدوا أنه قد تم دفنها وإهالة التراب عليها، لأنها بسبعة أرواح وجايز يبصوا يلاقوها نطه فى كرشهم مرة أخرى، ثم بدءوا يضعون شواهد القبور استعدادًا لتوريد بقية العيال بتوع يسقط حكم العسكر، اللى لابدين فى التحرير وأمام ماسبيرو، وذلك لتسليم الوطن على المحارة للمريدين والأتباع أو تأجيره مفروش للمشايخ عشان يعملوا حلقات الذكر وقراءة عدية ياسين على كل من شاف دقنهم ومصلاش على النبى. بدأت الأيام السودة، عندما قامت ميليشيات الجنرال آية الله محمد بديع بتشكيل دورع بشرية ولا الأمن المركزى أمام مولانا مجلس الشعب رضى الله عنه لمنع الثوار من الاقتراب منه على اعتبار أنه تكية للمشايخ والعيال دى هاتنجس ديلها الطاهر ثم قاموا بالاعتداء عليهم بعد الحصول على توكيل رسمى من مسمط وزارة الداخلية، لتوريد العيون والفشة والطحال والكلاوى بأسعار مغرية، وكان المشايخ والموالى الذين باعوا الثورة منذ اللحظة الأولى لأن المهاتما مبارك راجل بتاع ربنا، والنور بينط من خلقته والخروج عليه حرام شرعًا ثم قفزوا عليها وذبحوها فى ميدان التحرير، وكل شيخ من المشايخ خد اللى فيه القسمة وطلعوا جرى على مجلس على الطلاق بالتلاتة لاحترم الدستور كأن المشايخ قد أخذوا الوطن باللى فيه بوضع اليد وتحت رعاية الجنرالات بتوع حمينا الثورة حميناها.. وغسلناها وكفناها. بدأت الأيام السود.. عندما قامت العصابات المسلحة بالهجوم على البنوك وشركات الصرافة فى عز الضهر، بينما وزير الداخلية ملخوم لشوشته فى مطاردة الباعة الجائلين اللى قابضين من دول أجنبية، ومصادرة الطماطم المعفنة اللى معاهم، قبل استخدامها ضد الداخلية وإسقاط هيبة النسر الملطوع على الحيطة واللى العيال الصيع كانوا عاوزين يلطشوه ويفضلوا يرزعوه على قفاه لحد ما يعترف لكن ربنا سترها.. وحفظ النسر الغالى لوزارة الداخلية ورجعه لعياله سليم، بدأت الأيام السودة.. عندما أخذ النائب العام يشكل لجانًا للتحقيق فى قتل المتظاهرين فى ماسبيرو، ومحمد محمود ومجلس الوزراء، دون أن يقدم متهمًا واحدًا، لأن القتلة كانوا عفاريت متنكرة فى شكل آدميين وبالأمارة العيال مسكوا واحد مرة قدام مجلس الوزراء وطلع له قرون وديل، واعترف صراحة بأنه عفريت ابن عفريت وتم تسليمه للولية أمه اللى كانت دايخة عليه، خصوصًا أنه عفريت يتيم. بدأت الأيام السودة.. عندما وقف المخبرين بتوع الداخلية يتفرجون باستمتاع على مجزرة بورسعيد وكأنهم يشاهدون فيلم أفاتار، فالأوامر اللى عندهم حماية الحكم فقط، على اعتبار أنه ثروة قومية، ومصر طول عمرها بتشتهر بتصدير الحكام. أما البنى آدمين فهم أكثر من الهم على القلب وإنشاللا يولعوا كلهم، ما يجراش حاجة.. النسوان طول النهار تزرب عيال، وتحدف على قفا الحكومة، وبعدين الراجل اللى راقد ولا دكر البط الأعرج، والعصابة اللى لابدة فى طرة، كان نفسهم يحتفلوا بموقعة الجمل، والمفروض نخلى عند أهلنا دم، ونراعى نفسيتهم.. مش كفاية بيروحوا المحكمة بعربية الترحيلات، مش فى طيارة زى بتاع المانجة.. بدأت الأيام السودة.. عندما طمع الجميع فى السلطة وباعونا فى سوق الجمعة.. باعنا الإخوان بعد ما خدوا المجلس ربنا ما يباركلهم فيه، ويجعله مجلس تأهيل مهنى قادر يا كريم، وباعنا جنرالات العسكر، اللى بعد ما يسحلونا، يعالجونا على حسابهم.. والله فيهم الخير برضه.. لكن مصر.. لن يستطيع كائن من كان.. أن يضع اللجام فى فمها، أو يأخذها مقلب حرامية.