ومرت الأيام.. ودارت الأيام ما بين مولوتوف ورخام.. ولسه الثورة فيها روح بعون الله، ويستعد جنرالات المجلس العسكرى للاحتفال بالأغانى التى استبدلت مبارك بالمجلس، فهو راعى وحامى الثورة، ومغسلها كمان، على اعتبار أن الثورة نجحت وماشية بنور الله، وخلفت صبيان وبنات، ولو أتزنقت فى مطلع كوبرى، الشرطة العسكرية تزقها بالشوم والحجارة، لحد ما ترجع تبرطع تانى، ولا نورماندى تو، والعيال يغنون لها.. الثورة إن كانت بالقنطار.. يشيلها المشايخ على الحمار.. مرت الأيام.. وفاتت سنة على الثورة، والثوار.. يستعدون للعودة إلى ميدان التحرير ليس للاحتفال وتوزيع الهدايا والحلل، وكل واحد ياخد غطا حلة فى نافوخه ولكن.. لاستعادة الثورة، اللى طخوها فى عينها، فى شارع محمد محمود، وانتهكوا عرضها فى أحداث مجلس الوزراء، ويلسعها بتوع الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بالخرزانة على جتتها، والثوار.. طالعين من المحاكم العسكرية، على المحاكم المدنية كعب داير، لدرجة أن منظمة حقوق الإنسان، أعلنت أن عدد الذين تمت إحالتهم من المدنيين إلى محاكم عسكرية خلال عام واحد، أضعاف أضعاف ما تم تحويلهم، طوال حكم الحرامية. مرت سنة على الثورة، ومازالت بقالة مصر، لصاحبها الحاج حسنى وولده، شغالة ليل ونهار، وخدمة ديليفرى كمان، والعيال بتوع الثورة.. بياخدوا على قفاهم، من جميع الجهات.. عسكر على بلطجية على ولاد المخفى على عينه، على بتوع العباسية، على اللهو الخفى، العيال الذين قاموا بمواجهة جبروت السلطة واسقطوها، وضحوا بكل شىء، ونحن نصفق لهم من بعيد لبعيد، والمجلس العسكرى برضه بيصقف قدام الكاميرات ويصرخ بعلو الصوت.. أنه يحمى الثورة، ثم يرسل الشرطة العسكرية، لتفقع الثورة بالطوب فى دماغها، أو فى عينها، عشان تدخل فى أى عامود نور، وتتكوم على الرصيف، وأى عسكرى معدى يتبول عليها، عشان يباركها. مرت سنة.. ومازال المخلوع يتعامل كأنه رئيس الدولة، وليس قتال قتلة، فهو المجرم الوحيد فى العالم، الذى يذهب إلى المحكمة بالطائرة، وراقد على السرير ولا رقدة الجمل، والحمد لله.. أن ربنا نفخ فى صورته، أخيرًا.. ونزل من فوق السرير. وقعد على الكرسى، وربنا يكرمه السنة الجاية ويسلم الكرسى عشان عهدة، ويقف فى القفص، مع أنهم.. نقلوا إحدى الفتيات التى قامت الشرطة العسكرية بعجنها، أيام مجلس الوزراء، إلى المحكمة فى عربية الترحيلات، وهى فى حالة حرجة، لا حد بقى جابلها طيارة.. ولا عربية إسعاف، ولا حتى حمار جربان من بتوع البلدية. مرت سنة على الثورة، ولم يتم حتى الآن، محاكمة واحد من الذين قاموا بدهس المتظاهرين، أمام ماسبيرو، ولابتوع كشف العذرية بدل ما تفضحنا الولية، ولا قتلة المتظاهرين فى محمد محمود، ولا قادة حرب مجلس الوزراء ولا حتى الفضيحة المدوية التى صورها العالم كله، لأحد الجنود وهو يتبول على المتظاهرين، والغريبة أنه ولا واحد من الجنرالات قد أحس بالعار، أو خد العسكرى ده قلمين على خلقته من باب إرضاء وجبر الخواطر، جايز عندهم علم أن العسكرى ده غلبان وعدمان وعنده تبول لا إرادى، ولازم يفك زنقة، بدل ما يجيله تسسم فى جتته، وآهه نشيل بعض شوية، مرت سنة.. وكل مطلب من مطالب الثورة.. يتحقق بطلوع الروح، والمناهدة.. وسقوط الشهداء والضحايا، وآخرتها.. يطلعوا بلطجية بيقبضوا بالدولار والين والدنانير، وشغالين مع كارلوس والقاعدة القايمة وطالبان، وعاوزين يولعوا فى مصر عشان يتدفوا فى الأيام المنيلة دى، وبالمرة فرصة للعسكرى الغلبان بتاع فضيحة مجلس الوزراء، يعرف يفك زنقته براحته ويهيص. مرت سنة.. والعسكر سحبوا الثورة من رقبتها على العباسية، وجماعة الدقون خدتها مقلب حرامية.