إخص عليكم يا وحشين.. استغنيتم عن خدمات سبايدر؟ على أية حال، فإننى معجبة أيما إعجاب بقدرة المجلس العسكرى الموقر على استنبات شهود الزور من تحت قطاقيط الأرض، كما تقول شويكار. قد يذكر من يتابع هذا العمود البائس أننى قلت قبل ذلك بأن خطة عمر سليمان لإحباط الثورة سارية، إلا أنها مؤجلة، وأن تنفيذ الخطة من عدمه يتوقف على الحراك الثورى الذى هو بيد شعب ليس له قيادة سوى مطالبه التى لم تتحقق، وأن هذه الخطة إن نجحت فسيكون الذنب معلقا فى رقبة حزب الكنبة الذين يسلمون عقولهم ل«القناة الأولى»، وأن الجزء الرئيسى من خطة إحباط الثورة هو انتهاج منهج محمد على باشا الكبير، حين علق بعض الوجوه البارزة للثورة فى الميادين، وأنه قد بدأ تنفيذ الخطة بما حدث لعلاء سيف من تلفيق تهمة سرقة سلاح، وأن المسألة ليست إرهاب علاء وزملائه من النيابة العسكرية، وإنما هى خطة للخلاص منهم، وأنه فى حال الخلاص من هذه الوجوه بالتنكيل بهم، سيتبع ذلك عصر دامى ممعن فى القمع، معتمد على كسر عزة الشعب الثائر، قلت أنا ولا ماقلتش؟ بريئة أنا من دمكم ومن اللى حيجرا لكم؟ اللهم فاشهد. طيب.. أستودعكم الله بقى، لأن مقدمات تشريفى -مع بقية الزملاء- فى السجن قد بدرت. قالك هناك شخص اسمه عبد العزيز فهمى عبد العزيز -وهو شخص آخر تماما غير محطة المترو- قد تقدم إلى النيابة العسكرية بالشهادة «لوجه الله»، بأنه فى يوم أحداث ماسبيرو الموافق 9 أكتوبر، كان قد رأى كلا من علاء سيف، ووائل عباس (الذى كان وقتها فى تونس، لكن روحه كانت معانا، وبيدعى لنا، وعبعزيز شاف روحه تحوم حول الحدث إذ إن عبعزيز تربطه صلة روحانية بالشيخة الشريفة ماجدة ومكشوف عنه الحجاب) وبهاء صابر، وهم يسرقون سلاحا من الشرطة العسكرية -غريبة، مع إن زميلتك فى الشهادة الزور خواسك قالت إن علاء سرق سلاحا من الأمن المركزى- كما أنه سمع علاء وهو يقول: سنقطع يد الجيش.. سنربى الجيش. (يبدو أن عبعزيز لم يتحدث فى حياته مع علاء ولو لمدة خمس دقائق.. علاء قال كده؟ علاء شخصية ساخرة جدا ولو أنه سمع أحدا يتحدث بهذا الأسلوب لانفجر ضاحكا)، وأنه رآنى أنا وسحر ماهر ومحمود عفيفى ونحن نحمل مولوتوف، وحقائب بها «طوب وسكاكين ومواسير».. وشايلنها على ضهرنا زى أفلام الكرتون! آه.. وعلى فكرة، أنا التى بلعت المدرعة المرتبكة، وهربت خمسة مدافع فى آذانى، وباطلع نار من بقى.. إوعى وشك. بالطبع لا أعلم ما الذى ذكر محطة عبعزيز بالشهادة الزور لوجه الله بعد مرور 35 يوما على الأحداث؟ ولماذا لم يوثق شهادته الزور للجنة تقصى الحقائق التى طلبت الشهادات؟ ولماذا لم يصورنا ونحن نحمل السلاح والمولوتوف والطوب والمواسير وبناكل عيال صغيرة؟ قال: تمنيت لو أن معى كاميرا! طب أنا باشيل موبايل شبشب عشان موبايلاتى بتتسرق فى الاعتصامات، أنت شايل 688 ليه وأنت رجل شاهد زور محترم مالكش فى الاعتصامات والكلام الفارغ؟ لكن لا بأس، السيناريو المعروف بعد ذلك، هو استدعاءات للنيابة العسكرية، ثم حبس، ثم سيأتى بعده شاهد زور لوجه الله آخر ليؤكد أنه رأى بقية أصحاب الحسابات على موقعى ال«تويتر» وال«فيسبوك» وهم ينحرون عساكر الجيش والأقباط معا، لحد ما ال«تويتر» وال«فيسبوك» ينضفوا من الحسابات خالص. حتى كتابة هذه السطور لم أتلق استدعاء للنيابة العسكرية بعد، لكننى أتوقعه فى أى لحظة، وأقول لكم من الآن: مش رايحة.. آه.. مش رايحة.. أنا حرة.. سلمى لى على جوزك يا اسماعيل بيه. أنا المواطنة نوارة نجم، لا أعترف بشرعية النيابة العسكرية، ولا بأحقية القضاء العسكرى فى الحكم على المدنيين، ولن أمثل أمام القضاء العسكرى، ولن أستجيب للاستدعاء العسكرى، تعالوا اخطفونى من الشارع بقى، أو من البيت، وفتشوا البيت وورونى حتطلعوا الطوب والمولوتوف والمواسير منين؟ أقولكم منين وماتزعلوش؟ وفى كل الأحوال، فإن القبض على من قبل جهة عسكرية هو اختطاف، ولن أستجيب للتحقيق العسكرى، ولن أعترف بقانونية احتجازى الذى سأعتبره قسريا، وأخيرا سأشعر براحة الضمير، بدلا من قتل واحتجاز أصدقائى وأنا قاعدة زى القرد مابيجراليش حاجة، تطاردنى مخاوف أن أموت كالبعير على فراشى، وأنا التى لم أترك اعتصاما ولا تظاهرة ولا مقتلة إلا وحضرتها، فلا نامت أعين حزب الكنبة، الذين يتحملون مسؤولية قتلنا وحبسنا وتلفيق القضايا لنا، وسيحاسبون أمام الديان. ومدد يا ولى النعم.. مدد يا سيدى زينهم يا فتوة.