بعد فضيحة تهريب المتهمين الأمريكيين فى قضية التمويل على أثر تنحى القضاة، صدرت صحيفة «التحرير» بمانشيت: «كل شىءٍ انكشفن وبان». خطأ شائع، الأصح: كل شيجن انكشفن.... وبان. أى نعم.. كل شيجن انكشفنننن..... وبان. انكشفن أسطورة «الدولة» التى تخشى لميس جابر عليها من السقوط، وتتهم الثوار بأنهم مخربون لأنهم يريدون إسقاطها. انكشفن أسطورة السيادة المصرية واستقلال القرار التى صدّعنا بها أبواق النظام الذى سقط رأسه ولم يسقط هو وإن كان يترنح. انكشفن وبان... قضاء مصر الشامخ، النزيه، المستقل... الجامد بالقوى. انكشفن وبان لكل العيان، من هو العميل، ومن هو الذى يعمل لصالح جهات أجنبية ويتقاضى منها أموالا تجعله عبدا خادما مطيعا يعمل لمصلحة أى طرف، إلا الصالح الوطنى، المهم النقطة. انكشفن وبان أن مصر تحت الاحتلال الأمريكى، وأن النظام ما هو إلا مندوب عنها. انكشفن وبان أن أحمد سبايدر طلع غلبان... وأنا اللى كنت فاكراه شرير. حيث كتب على صفحته مصدوما من قرار رفع الحظر عن الأمريكيين وهو يوجه اللوم إلى المجلس العسكرى بما معناه: خسارة فيك حبى... خسارة فيك قلبى.. لا حول ولا قوة إلا بالله... ده طلع فاكر إن الجيش وطنى، وأن الثوار عملاء وأنه يخدم الوطن بجد... كنت فاكراه بيستهبل. انكشفن وبان أسطورة المجلس العسكرى الوطنى الذى يحمى مصر من البلا بلا بلا... وكلنا يا أولادى ضحية فيلم أبناء الصمت ومسلسل رأفت الهجان وفيلم مسنة فى تل أبيب، وحسبى الله ونعم الوكيل. بس سبايدر دخل الفيلم ومش عارف يخرج منه. انكشفن وبان الإخوة اللى ع القدس رايحين شهداء بالملايين، فإذا بماكين يشكرهم جزيل الشكر على وساطتهم فى حل مشكلة المتهمين الأمريكيين، قام قالولك: إنها الوقيعة... حتصدقوا الأمريكان وتكدبونا؟ ياااااا... الجملة دى سمعتها فين قبل كده؟ سمعتها من نظام مبارك، وبالتحديد من خالد الذكر عبد الله كمال، كلما شكرت إسرائيل مبارك على خدماته، ودعا له الحاخام، لطمنا على وجوهنا، فيقول لنا عبد الله كمال: حتصدقوا إسرائيل وتكدبونا؟ تصدقوا إيه؟ تصدقوا آه؟ حنصدق إسرائيل وأمريكا ونكدبكم عادى... لأننا اختبرناكم جميعا (سواء نظام مبارك، أو المجلس العسكرى، أو الإخوان) فى الكذب وعادة ما كان جهاز كشف الكذب يرقع بالصوت ويسب ويلعن وهو يصرخ: يا نهااااار كدب.. كدابين كدب... ولم يسبق أن كذبت علينا أمريكا وإسرائيل، خصوصا فى شكرانياتهم، وقد تبين بما لا يدع مجالا للشك، أن مبارك كان مستحقا للشكر والعرفان من قبل إسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية. وقد تبين بما لا يدع مجالا للشك، أن جماعة الإخوان المسلمين أكلتنا الأونطة أكثر من مرة، على سبيل المثال لا الحصر: اجتماعهم بعمر سليمان الغامض، والذى لا نعرف تفاصيله حتى الآن، وحين كنا نعتصم أمام سفارة العدو الصهيونى فى رمضان، كان وفد من الإخوان المسلمين يتناول إفطاره فى السفارة الأمريكية، ولم يعلن عن ذلك، وحين أعلن غيرهم لم ينكروا، ثم حضور جون كيرى وزيارته للإخوان، نسأل: هاه؟ يجيبون: لا مافيش حاجة... غلط فى الشقة. بس كيرى شكرهم برضه. بخلاف أننى أتشاءم من تعبير «الوقيعة»، حيث إنها تذكرنى بالافتراءات التى كانت تطلقها الجماعة على دعوات التظاهر ضد المجلس العسكرى: جمعة الوقيعة. فاكرين؟ لو احنا عملنا وقيعة تبقى أمريكا بتعمل وقيعة... كل ما فى الأمر أن ماكين انسحب من لسانه، كنتو تقولوله دى خدمة أخوية فى السكتم بكتم. كل شيجن انكشفن وبان فى ما يخص حملة التبرعات الزائفة التى حركها المجلس العسكرى من خلال الشيخ التقى النقى الورع الذى شبه مبارك بالإمام الحسن بن الإمام على بن أبى طالب سبط رسول الله! الحملة لم تكن لجمع المعونة المصروفة مسبقا ولم ولن تنقطع عن حامى حمى المصالح الأمريكية فى مصر: المجلس العسكرى. وإنما كانت حملة تقليب جيوب المواطنين كى يسترد المجلس العسكرى المليار جنيه التى «أقرضها» للدولة، كأن الفلوس دى من شقى المجلس العسكرى وتعبه فى الخليج. كل شيجن انكشفننننن.... وبان. لكننى متفائلة، بل... وفخورة. أيها السادة، الثورة المصرية لا تقاوم النظام المحلى المستبد فحسب، وإنما تقاوم النظام العالمى المستبد، وبما أننى موقنة تمام اليقين أن ثورة مصر منصورة بعون الله وأمره وعدله، فإننى أبشركم، وبكل ثقة وإيمان، بأن النظام العالمى الغاشم، الباطش، الظالم، القاتل، السارق لموارد الإنسانية، المجفف لبطون فقراء العالم، المتخم للمرابين، على وشك السقوط على أيدى الفقراء إلى الله: أهل مصر الذين قال عنهم تميم البرغوثى: وأهل مصر صحابى وأولياء الله.